مصارحة فمصالحة حتى يكون الإصلاح
المصالحة بين كل أبناء الأمة الوطنيين ولا نستثني سوى النظام السابق
ومعاونيه
حكم الدكتور محمد مرسي يعوقه مكايدة العلمانيين وعناد الإسلاميين الموجودين
في السلطة والقريبين منها.
بعض من قيادات وأعضاء جبهة الإنقاذ تجاوز الخلاف مع جماعة الإخوان المسلمين
إلى كراهيتهم ووصل بهم الكيد إلى التآمر والتحريض على العنف لإسقاط نظام الرئيس مرسي
جبهة الإنقاذ تستسهل التغيير بالعنف عن تداول السلطة عبر صناديق الانتخابات
لا يمكن لجبهة الإنقاذ أن تتنصل من مسئوليتها عن الدماء التي أريقت لأن من
يدعو للفعالية ملتزم بتأمينها، فهذا عهدنا بجميع الفعاليات التي نظمت منذ ثورة 25
يناير المباركة
لا يعني هذا إعفائنا لجهاز الشرطة عما تم من تجاوزات بحق المتظاهرين أيا
كانت انتماءاتهم وأيا كانت هويتهم، حتى وإن خالفوا فلا يمكن أن يصل ذلك إلى السحل
أو التعذيب أو التصفية الجسدية.
ورغم أن جبهة الإنقاذ في طريقها للتفكك، فإن ما ترتب على فعالياتها من عنف مرشح
للاستمرار فترة طويلة قد تمتد لشهور.
رغم الهدف النبيل لجبهة الضمير إلا أنها لن يكتب لها الاستمرار لأنها تفتقد
الأساس الصحيح
جبهة الضمير قامت بنفس الأشخاص الذين تصدروا المشهد السياسي طوال العام
الماضي وكانوا طرفا في الخلافات والصراعات السياسية التي نعيشها حتى الآن.
أشخاص المؤسسين لجبهة الضمير نصبوا من أنفسهم قيادة لإدارة شئون البلاد منذ
أكثر من عام
العلمانيون المشاركون في طبخة الجمعية التأسيسية انسحبوا منها بعد الخلاف
على نسب الطبخة التي قامت على المحاصصة الحزبية لا على الكفاءة
مجموعة جبهة الضمير لعبت الدور الرئيسي في صياغة الدستور بكل ما فيه من
مثالب وأعدت للحوار الوطني في قصر الرئاسة ولعبت الدور الأكبر فيه وفي اختيار
الأعضاء المعينين في مجلس الشورى
مجموعة جبهة الضمير نصبت من نفسها قيادة لإدارة شئون البلاد بمباركة حزب الحرية
والعدالة
جبهة الضمير تتعامل مع الشعب كشعب من الأغبياء أو البلهاء والسذج
جبهة الضمير تزعم أنها جبهة محايدة ومعارضة للإخوان المسلمين وأنها في موقع
وسط بينهم وبين جبهة الإنقاذ
هل يعقل أن يكون أمينا أكبر محافظتين لحزب الحرية والعدالة معارضين للإخوان
المسلمين أو الحرية والعدالة؟
هل ستكون
جبهة الدكتور البلتاجي لمبة حمراء لحزبه الذي حصل على موافقته قبل انضمامه لها؟!!
نصيحة لكل الحزبيين: إذا أردتم النجاح لهذه الجبهة انسحبوا منها حتى تضمنوا
لها البقاء.
أيمن نور رئيس حزب غد الثورة يؤيد جبهة الضمير ومحمد
محيي الدين وكيل الحزب يتحفظ
لا مانع من وجود جبهة الضمير شريطة أن تكون خالصة بدون حزبيين
بعض المعارضين أو المحسوبين منهم على جبهة الإنقاذ والذين شاركوا في
البداية في فكرة الجبهة بدوا أكثر صدقا مع أنفسهم بعدم الاستمرار فيها
الدفاع عن القيم العليا للثورة المصرية يمكن تحقيقه من خلال أحزابنا السياسية شريطة أن يعلوا هذا الهدف على رؤانا
الحزبية الضيقة.
شعار "ضد الدم وضد العنف" لن يتحقق إلا بالمصارحة والمكاشفة وتكاتف
الجميع في مواجهة المتآمرين والبلطجية وفضح كل من يساندهم أو يلتمس لهم المبررات
دون حاجة لجبهات.
حزب النور دخل معترك السياسة منذ أقل من عام ونصف العام إلا أنه انغمس فيها
لقمة رأسه بسرعة كبيرة
حزب النور يبادر بمبادرة يقدم فيها تنازلات لا يملكها لأطراف ليس من حقها
هذه التنازلات
حوار الرئاسة السابق أجل ثم ألغي دون اعتذار ولم يكتمل ودون أن يذكر الرئيس
مبررات وقف الحوار السابق ودون أن يذكر معايير اختياره للأحزاب المشاركة
عجيب أن يلتقي الرئيس بقيادات حزب النور ثم يتبنى مبادرتهم المتحفظ عليها
كجدول أعمال للحوار
لقد قلناها عشرات المرات "إن الحوار الصحيح يجب أن يبدأ على مائدة
المفاوضات ولا يسبقه أي شروط أو أملاءات"
حزب النور هو الذي يعد ويمهد ويتفاوض ويختار من يشارك في الحوار بأي صفة؟!!!!
المقال كاملا
الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق كان له خطة عامة تعتمد على خطوات ثلاث ( مصارحة فمصالحة حتى يكون الإصلاح ) ، ورغم أنه لم يتمكن من تحقيقها إلا أنها منهج أظنه صحيحا، دعونا نبدأ بالخطوة الأولى ببعض المصارحة داعين الله ألا تكون هذه المصارحة والمكاشفة أو ما يسمونه بالشفافية جارحة، حتى يمكننا الانتقال إلى الخطوة التالية في المصالحة بين كل أبناء الأمة الوطنيين - لا نستثني سوى النظام السابق ومعاونيه - لنتجاوز حالة الانفلات الأمني الذي شهدته مصر منذ ثورة 25 يناير لتحقيق الاستقرار اللازم، وحتى نتفرغ للبناء والتنمية والنهوض بمصر من كبوتها ومن حالة الخراب التي وضعها فيها النظام البائد، وطول الفترة الانتقالية في ظل المجلس العسكري السابق، وفي ظل حكم الدكتور محمد مرسي والذي يعوقه مكايدة العلمانيين وعناد الإسلاميين الموجودين في السلطة والقريبين منها.
*****
جبهة الإنقاذ
لا شك أن من بين قيادات وأعضاء جبهة الإنقاذ إخوة وطنيون شركاء نضال كانوا
معنا كتفا بكتف في مواجهة النظام البائد ولكن جاءت الثورة والفترة الانتقالية بكل
ما اعتراها من فتن وتعدد الدروب لتفرق بين شركاء النضال ليمضي كل منهما في طريق
كما يقول إبراهيم ناجي في أطلاله، ولا شك أيضا أن بعضا من قيادات وأعضاء جبهة
الإنقاذ تجاوز الخلاف مع جماعة الإخوان المسلمين إلى كراهيتهم ووصل بهم الكيد إلى
التآمر والتحريض على العنف لإسقاط نظام الرئيس الدكتور محمد مرسي وعدم الاعتراف
بشرعيته - وهناك قضايا أمام النائب العام في هذا الشأن - وبدلا من بناء تنظيمهم
والعمل على زيادة شعبيتهم استعدادا للانتخابات القادمة فإنهم يستسهلون التغيير
بالعنف عن تداول السلطة عبر صناديق الانتخابات، ووصل الحال بالبعض منهم إلى
المطالبة بالعودة إلى المربع رقم صفر باختيار مجلس رئاسي انتقالي لإدارة شئون
البلاد "والكرسي اللي يشيل واحد يشيل أربعة" ، ولا يمكن لجبهة الإنقاذ
أن تتنصل من مسئوليتها عن الدماء التي أريقت أمام قصر الاتحادية وميدان التحرير
وسيمون بوليفار وبعض المحافظات أو أن تتنصل من مسئوليتها عن التخريب الذي لحق ببعض
المنشآت عامة كانت أو خاصة، لأن من يدعو للفعالية ملتزم بتأمينها، هكذا كان عهدنا
بجميع الفعاليات التي نظمت منذ ثورة 25 يناير المباركة، ولا يعني هذا إعفائنا
لجهاز الشرطة وبعض أفراد القوات المسلحة عما تم من تجاوزات بحق المتظاهرين أيا
كانت انتماءاتهم وأيا كانت هويتهم، لأن القانون ينظم كيفية التعامل مع المتظاهرين
حتى وإن خالفوا فلا يمكن أن يصل ذلك إلى السحل أو التعذيب أو التصفية الجسدية.
ورغم أن جبهة الإنقاذ في طريقها للتفكك، فمنهم من التقى بحزب النور ومنهم
من التقى بالدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة ومنهم من في طريقه
للانسحاب منها. رغم كل هذا فإن ما ترتب على فعاليات جبهة الإنقاذ من عنف ومن
تيارات جديدة للعنف المسلح - مثل جماعة بلاك بلوك - مرشحة للاستمرار فترة طويلة قد
تمتد لشهور.
*****
جبهة الضمير
ورغم الهدف النبيل لجبهة الضمير التي أسست مؤخرا إلا أنها لن يكتب لها
الاستمرار لأنها تفتقد الأساس الصحيح ولأنها قامت بنفس الأشخاص الذين تصدروا
المشهد السياسي طوال العام الماضي وكانوا طرفا في الخلافات والصراعات السياسية
التي نعيشها حتى الآن.
ورغم صداقتنا للكثير من مؤسسي جبهة الضمير إلا أن هذا لا يمنعنا عن قول
الحق. إن أشخاص المؤسسين نصبوا من أنفسهم قيادة لإدارة شئون البلاد، فنجدهم
مشاركين في أكثر هذه التكتلات والفعاليات رغم ما بينها من تناقض، تماما بتمام مثل
لعبة "الكوتشينة" التي يعاد توزيعها كل مرة بنفس الأوراق وبنفس العدد
وإن اختلف اللاعبون وإن اختلفت اللعبة، مؤسسو جبهة الضمير هم من اجتمعوا في الغرف
المغلقة - إسلاميون وعلمانيون - ليعدوا قائمة أعضاء الجمعية التأسيسية الأولى
والثانية - الأصليون والإحتياطيون - ليتصدروها في المرتين بعيدا عن أعين باقي
أعضاء مجلس الشعب، ليدفعوا بالقائمة للنواب المحترمين ليقوموا بنقلها - نقل مسطرة
- داخل استمارة الانتخاب، مما دفعني في المرتين لإبطال صوتي، ومما دفع العلمانيون
المشاركون في الطبخة للانسحاب بعد الخلاف على نسب الطبخة التي قامت على المحاصصة
الحزبية لا على الكفاءة وبعد الخلاف على تسكين الأعضاء هل يكونوا مع الإسلاميين أم
مع ما تسمى بالقوى المدنية. ورغم تحفظاتنا على تشكيل الجمعيتين التي أعدتا بليل
إلا أننا باركنا عملها لا لشيء إلا لأننا رأينا أن الأولوية الأولى يجب أن تكون
لإنهاء المرحلة الانتقالية، وكان الانتهاء من الدستور هو الخطوة الأهم للانتهاء
منها بعد أن جار العسكر على المجلس التشريعي بحله بالتعاون مع المحكمة الدستورية.
ولعبت نفس المجموعة الدور الرئيسي في صياغة الدستور بكل ما فيه من مثالب
وتزداد الفتنة ويزداد الاستقطاب الإسلامي العلماني لينسحب من ينسحب وينضم من ينضم
من الاحتياطي، وتنقسم الأمة في التصويت على الدستور بين 64 % و 56 % وهو ما لم يكن
يتمناه مخلص لوطنه ودستوره.
وقبل الاستفتاء على الدستور وبعد انتهاء أعمال الجمعية التأسيسية تبدأ نفس
المجموعة في الإعداد للحوار الوطني في قصر الرئاسة وفي لعب الدور الأكبر فيه وفي
اختيار الأعضاء المعينين في مجلس الشورى إلى أن تأجلت جلسات الحوار ليدعوا السيد
الرئيس لحوار جديد.
بالقطع إن هذه المجموعة التي نصبت من نفسها قيادة لإدارة شئون البلاد لم
يكن ليمكنها ذلك إلا بمباركة حزب الأكثرية - الحرية والعدالة - دعوا من دعوا
للمشاركة وأقصوا من أقصوا، وها هم يؤسسون لجبهة ضمير وطني تكون حكما بين الفرقاء،
فهل هم مؤهلون لذلك حتى وإن وضعوا على رأس الجبهة قامة كقامة السفير إبراهيم يسري
حتى وإن ضموا بين صفوفهم نبيل وطني مثل الصديق الدكتور محمد شرف وآخرين؟ أزعم أنهم
غير مؤهلين لذلك لأنهم حزبيون متحيزون كما أننا في حزب العمل - رغم عدم مشاركتنا
في الفعاليات التي أدت للخلافات - غير مؤهلين لذلك لأننا حزبيون متحيزون لأفكارنا
ورؤانا حتى وإن كان تحيزنا للوطن أكبر.
أشد ما أزعجني في جبهة الضمير أنها تتعامل مع الشعب كشعب من الأغبياء أو
البلهاء والسذج، إن جبهة الضمير تزعم أنها جبهة محايدة ومعارضة للإخوان المسلمين
وأنها في موقع وسط بينهم وبين جبهة الإنقاذ، هل يعقل أن يكون أمينا أكبر محافظتين
لحزب الحرية والعدالة - وهم إخوة أعزاء يجب النصح لهما - معارضين للإخوان المسلمين
أو الحرية والعدالة؟ ولقد قال الدكتور محمد البلتاجي خلال حواره ببرنامج "جملة
مفيدة": "إن الجبهة ستكون بمثابة اللمبة الحمراء للسلطة والمعارضة"
وأسأل الأخ العزيز الدكتور البلتاجي "هل ستكون جبهتك لمبة حمراء لحزبك والذي
حصلت على موافقته بالقطع قبل انضمامك لها؟!!"
هل يعقل أن يكون أعضاء الجبهة من قيادات حزب الوسط - وهم أيضا أصدقاء أعزاء
- الذين لعبوا دورا كبيرا في إعداد الدستور في المنتصف بين التيار الإسلامي وجبهة
الإنقاذ؟ هل يعقل أن يكون أعضاء الجبهة من حزب الحضارة المحسوب على جماعة الإخوان
المسلمين في المنتصف بين التيار الإسلامي وجبهة الإنقاذ أو أن يكونوا من المعارضة؟
نصيحة لكل هؤلاء الأصدقاء إذا أردتم النجاح لهذه الجبهة انسحبوا منها حتى تضمنوا
لها البقاء.
وبينما قال د أيمن نور رئيس حزب غد الثورة في تغريدة له على موقع التواصل
الاجتماعي ”تويتر": "إن جبهة الضمير الوطني ليست تحالفًا انتخابيًا أو
حزبيًا، وليست ضد أحد إلا أنها حركه ضمير لعدد من الشخصيات، لإيقاظ الحس بضرورة
الاصطفاف الوطني لتجاوز الأزمة" فإن د محمد محيي
الدين, عضو مجلس الشوري ووكيل حزب غد الثورة - أيضا - قد أكد عكس ذلك لبوابة
الأهرام باعتراضه علي مسمي جبهة الضمير, وقال إن كلمة جبهة تعطي انطباعا بالمواجهة
والصراع, وأنه علي رغم نبل الأهداف التي تضمنها البيان التأسيسي لهذا التجمع, فإن
وجود قيادات من الحرية والعدالة في هذا التجمع, مع العديد من الأسماء المحترمة
التي تزاملت في الجمعية التأسيسية للدستور, والحوار الوطني يضعفه ويصوره لدي
الآخرين علي أنه تجمع للموالاة ضد المعارضة, وعلي رأسها جبهة الإنقاذ
ورغم كثرة الجبهات إلا أنه لا مانع من وجود هذه الجبهة شريطة أن تكون خالصة
بدون حزبيين وبدون من كانوا طرفا في الخلاف ولتبقى بالبقية الباقية من السياسيين
والشخصيات العامة التي يمكن قبولها كمحايدين.
لقد كان بعض المعارضين أو المحسوبين منهم على جبهة الإنقاذ والذين شاركوا
في البداية في فكرة الجبهة أكثر صدقا مع أنفسهم بعدم الاستمرار فيها، هكذا بدى لنا
كمراقبين من الخارج لأننا لا نعرف الأسباب الحقيقية لانسحابهم أو عدم استمرارهم.
إذا كان هدف جبهة الضمير هو "الدفاع عن القيم العليا للثورة المصرية، وتوفير
البيئة السياسية والمجتمعية لتحقيقها واستكمالها، بسواعد كل المصريين" فإن هذا الهدف النبيل يمكن تحقيقه من خلال أحزابنا السياسية شريطة
أن يعلوا هذا الهدف على رؤانا الحزبية الضيقة.
إن الشعار الذي ترفعه الجبهة "ضد الدم وضد العنف" لن يتحقق
إلا بالمصارحة والمكاشفة وتكاتف الجميع في مواجهة المتآمرين والبلطجية وفضح كل من
يساندهم أو يلتمس لهم المبررات، يتحقق بمساعدة القضاء في الكشف عن هؤلاء وربما دون
حاجة لجبهات.
ويضيف بيان الجبهة "وواضعة فى اعتبارها أن الصراع هو سنة الحياة
من أجل تحسين ظروف هذه الحياة، وهى إذ تؤمن بأحقية كل طرف أو فصيل سياسى فى مصر أن
يصارع من أجل الفوز بقيادة البلاد، فإنها تكرس جهدها وطاقتها لأن يدور الصراع
بأدوات سياسية متحضرة، ووفقا لقوانين وقواعد محترمة، تسهم فى تقديم إرادة البقاء
على نزعات الفناء والانتحار" واللفظ الأدق هنا هو التدافع وليس
الصراع. التدافع حياة والصراع فناء، التدافع يبدأ بالحوار فالجدل فالتنافس
فالمغالبة وربما ينتهي بالصراع، التدافع هو سنة الله ولولاه لفسدت الأرض "وَلَوْلا
دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ
وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ
اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"
*****
حزب النور ومبادرته
ورغم أن حزب النور دخل معترك السياسة منذ أقل من عام ونصف العام إلا أنه
انغمس فيها لقمة رأسه بسرعة كبيرة وإذا به يبادر بمبادرة يقدم فيها تنازلات لا
يملكها لأطراف ليس من حقها هذه التنازلات، وأهم تنازلات حزب النور في مبادرته التي
نتحفظ عليها "تقديم حكومة هشام قنديل لاستقالتها - تقديم النائب العام المستشار
طلعت عبد الله لاستقالته" ، أي أن حزب النور السلفي عام على عوم جبهة الإنقاذ
الليبرالية القومية اليسارية، من يزايد على من؟!!
ويذهب المهندس صلاح عبد المعبود القيادي بحزب النور لأبعد من هذا في حواره
مع "بوابة نيوز" إذ يقول "إن حزب النور لا يمانع من وجود تصالح مع
رموز النظام السابق وإشراكهم في الحوار الوطني حول قوانين الحياة السياسية، خاصة
أن مادة العزل السياسي لا تمنع من هذا طالما لا يتقلدون أي منصب سياسي" وإذا
كان حزب النور يتولى بدوره أجندة الحوار الرئاسي القادم فإننا لن نستغرب مشاركة
رموز النظام البائد في الحوار أو نجد أبرياء موقعة الجمل يتصدرون المشهد السياسي
لنغني معا "خدعوك وقالوا ثورة" أتمنى أن تكون "بوابة نيوز" قد
حرفت كلام المهندس صلاح.
*****
حوار الرئاسة
ورغم أن حوار الرئاسة السابق أجل ثم ألغي دون اعتذار ولم يكتمل، فإن السيد
الرئيس الدكتور محمد مرسي دعا أحد عشر حزبا إلى حوار جديد دون أن يذكر مبررات وقف
الحوار السابق ودون أن يذكر معايير اختياره لهذه الأحزاب، والعجيب في الأمر أن
يلتقي بقيادات حزب النور لخمس ساعات ثم يتبنى مبادرتهم المتحفظ عليها كجدول أعمال
أو أجندة للحوار ولا أدري إذا كان هذا مقدمة لتنازلات جديدة، لقد قلناها عشرات
المرات "إن الحوار الصحيح يجب أن يبدأ على مائدة المفاوضات ولا يسبقه أي شروط
أو أملاءات" والأغرب من ذلك أن تنقل الصحف أن حزب النور هو الذي يعد ويمهد
ويتفاوض ويختار من يشارك في الحوار!!!!، ثم يلتقي ساعتين مع د أيمن نور ليناقش معه
إمكانية إقالة د هشتم قنديل وضمانات نزاهة الانتخابات!!!
تجاوز الأزمة يلزمنا بالتحرك في مسارين: مسار عاجل لإطفاء الحريق ومسار
عاجل آجل نسبيا لوضع الاستراتيجيات اللازمة للوصول بمصر لبر الآمان.
وفي مسار إطفاء الحريق يلزم الحزم في مواجهة التآمر والبلطجة وتأمين
المنشآت الحيوية وبما لا يتعارض مع حق التظاهر السلمي.
والمسار الثاني لن يكون إلا بالحوار، الحوار الجاد الذي لا يستبعد ولا يقصي
إلا أعداء الثورة والذي يقوم على المصارحة والمكاشفة والشفافية والابتعاد عن تقسيم
الغنائم.
ترى هل تتمكن كل هذه المبادرات والجبهات من الوصول بمصر لبر الأمان؟ أم أن
كل هذا يحتاج إلى الترشيد وقليل من الضوضاء؟ ولو أطفأنا النار فهل ستنطفئ أم يظل هناك
من يؤججها تحت الرماد؟
*****
فيس بوك
18 فبراير
2013
0 التعليقات:
إرسال تعليق