4/28/2010

كفر البلاص .. فنتازيا سياسية


فى مراحل صباى الأولى وفى أحد كتب القراءة قرأت موضوعا عن الثورة العرابية مزيلا بسؤال يطلب من القارئ أن يعيد صياغة الموضوع على هيئة مسرحية أو حوار.. وقمت بأداء المطلوب وإذا بالقالب المسرحى أو الحوار فيه سحر قد تملكنى وتمكن منى ولم أستطع منه فكاكا حتى اليوم..
ولم يكن الإبداع يوما إبداعا لمجرد الإبداع فهموم الأمة وآلامها كانت معنا دائما.. وإيماننا بأن هذه الأمة العظيمة سيأتى يوما لينتشلها الله من كبوتها لم يتزعزع.. وفى هذا الإطار كنت متابعا للحياة السياسية بشكل عام ولحزب العمل وجريدة الشعب بشكل خاص.. وفى نهاية عام 1985 أرسلت عدة مقالات سياسية فى قالب مسرحى لجريدة الشعب ولم أكن ساعتها تعرفت بعد على الأستاذ الكبير عادل حسين رئيس تحريرها وفوجئت بنشر هذه الأعمال فى مكان بارز فى الجريدة.
أدركت ساعتها أن عادل حسين ليس رئيس تحرير عادى بل هو نسيج وحده بين الكتاب والمفكرين والسياسيين على السواء..
شجاعته ليس لها نظير.. ثورته وخروجه على التقليد شئ فذ يفتقده المناظرون له فى الموقع والمكانة.. ولولا هذا التفرد لشخص عادل حسين ما كان لهذه الأعمال أن تعرف طريقها إلى مئات الآلاف من قراء الشعب وما كان هذا الكتاب بالتالى.. إن الفضل فى هذا الكتاب يرجع بعد الله سبحانه وتعالى إلى الأستاذ عادل حسين هذا المفكر المبدع والمتميز والذى كانت جريدة الشعب فى عهده معبرا للانطلاق أو للتعريف بكثير من الكتاب.. وبعد عادل حسين يأتى فريق العمل المعاون له فى الشعب وفريق العمل الذى خلفه.
تبقى نقطة.. هى أننى عندما كتبت بعض هذه الأعمال كمقال سياسى فى قالب مسرحية قصيرة حسبت أننى أكتب لونا جديدا إلا أننى فوجئت بعد ذلك بسنوات أن الشاعر والأديب المبدع على أحمد باكثير كتب الكثير من هذا اللون بأسلوبه الخاص فى مجلة "الإخوان المسلمون" فى الأربعينات فوجب على أن أذكر بفضل الريادة لهذا الشاعر المبدع والذى كان له أيضا فضل الريادة فى مجال الشعر الحر وإن سلبه النقاد هذا الحق.
فى النهاية أذكر بمقولة فيلسوف فرنسى "لا شئ يجعلنا عظماء غير ألم عظيم" كما أذكر بالأثر الشائع "شر البلية ما يضحك" ومقولة المتنبى الخالدة "كم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحك كالبكا" ومن تربة مصر الضاحكة المبكية خرج شعب مصر الساخر وخرج الساخرون القدامى والمحدثين وخرج هذا الكتاب من تراب مصر صارخا باكيا ضاحكا ساخرا لعل الله يوما يأذن بالفرج
د.مجدى قرقر

حمل الكتاب بصيغة  pdf اضغط هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

د. مجدي قرقر © 2008 | تصميم وتطوير حسن