10/29/2010

قاطعوا الانتخابات (5)- لماذا هى أسوأ انتخابات فى تاريخ البلاد؟


حزب العمل الإسلامي
قاطعوا الانتخابات (5)
لماذا هى أسوأ انتخابات فى تاريخ البلاد؟
ندعوكم لتحويل يوم الانتخاب إلى عطلة قومية وإضراب عام
نحن نقترب من أسوأ انتخابات برلمانية فى تاريخ البلاد وهو ما يؤكد صحة موقف المقاطعة. وهى أسوأ انتخابات ليس بمعنى أن تزوير الأصوات فيها سيكون أكثر مما سبق فقط، ولكن من زاوية أنها أكثر الانتخابات تزويرا لوعي الأمة. ففى كل الانتخابات السابقة كان جميع الأطراف وعلى رأسهم الشعب المصري، يعلمون أنهم يدخلون فى انتخابات مزورة، ولكن المعارضة السياسية تدخل على سبيل التحدي وفى محاولة لانتزاع أكبر قدر ممكن من المقاعد، وأيضا لاستغلال الانتخابات فى نشر الفكر والوعي، والاستفادة ممن نجحوا فى تحويل البرلمان إلى منبر لإعلان المواقف وقد كانت المعارضة محقة فى كل ذلك وأيضا الجماهير التى ناصرتها، ولكن الزمن تخطى هذه الأهداف التى أضحت أهدافا صغرى، بالمقارنة مع المهمة القومية الكبرى المطلوبة، فاستمرار التمسك بهذه الأهداف بعد 34 عاما من الممارسة - تجربة التعددية - استصغار للنفس، وإعلان متكرر بأن النظام المستبد الفاسد لا يمكن الاقتراب من تغييره، وأن أقصى ما يمكن عمله هو الدوران فى فلكه أو اللعب فى كنفه!! الواقع السياسي تخطى هذه الرؤيا من عدة زوايا:
1. المعارضة حققت أقصى ما يمكن الحصول عليه فى ظل هذا النظام الفاسد (حوالي مائة مقعد) وقد حققت ذلك مرتين في 1987 و 2005، ولن يسمح لها بعبور ما هو أكثر من ذلك حتى لا تقترب من حاجز الثلث، مع ملاحظة أن نصيب المعارضة الحقيقي كان أقل من المائة مقعد لأن جزءا من نصيب المعارضة المسموح به كان مواليا للنظام.
2. إن تجربتي 1987، 2005 أكدتا عدم إمكانية التأثير على قرار واحد أو تشريع واحد رغم امتلاك قرابة مائة مقعد، لأن الأغلبية ليست وطنية ومتفاعلة بل هي أغلبية يتم تحريكها بإصبع أو نظرة من كمال الشاذلي ثم الآن من أحمد عز، الذى يستخدم أحيانا الموبايل!! (وهذا هو الفكر الجديد).
3. إن انهيار الأوضاع السياسية والاقتصادية فى البلاد، وحالة التبعية المذلة للحلف الصهيوني الأمريكي لم تعد تحتمل تأجيل المواجهة الصريحة مع النظام.. فهذا النظام يبيع الغاز لإسرائيل بأرخص الأسعار رغم احتياج مصر له، فهو نظام يكافئ العدو على احتلاله للأقصى وفلسطين وعلى قتله للعرب والمسلمين، ثم يجامل فى السعر، رغم احتياج مصر للغاز وهذا ما اتضح فى كارثة انقطاع الكهرباء على مدار أكثر من شهر. هذه الواقعة وحدها تكفي لإقالة النظام. وفى إطار الفساد الداخلي نجد أن الصناديق الخاصة بالوزارات والهيئات العامة بلغت أموالها تريليون ونصف تريليون جنيه من دماء الشعب، وهو مبلغ أكبر من الميزانية العامة ولا يدخل فيها، ويتحكم فيه بشكل شخصي الوزراء ورؤساء الهيئات ثم يقولون ليس لدينا أموال لدفع الحد الأدنى للأجور وهذه مجرد أمثلة من ضمن الكوارث العامة.
4. إن الشعب المصري برهن على استعداده للتصدي والمقاومة إذا وجد أمامه معارضة قوية متماسكة وقد ظهر ذلك فى نجاح الإضراب العام يومي 6 أبريل و 4 مايو 2008 وظهر فى مئات وآلاف الإضرابات والاعتصامات والتظاهرات ضد الظلم والجوع على مدار السنوات الخمس الماضية وكان آخرها تظاهرة 21 سبتمبر 2010 والتي رفعت شعار ( لن نستعبد بعد اليوم ). وهكذا فإن المعارضة (ونعني المعارضة الجادة كالإخوان) تتخلى عن مهمة قيادة الشعب، بمشاركتها في هذه الملهاة السخيفة المكررة التى ملها الشعب، والتي لن تقدم في أحوال البلاد، ولكنها تؤخر لأنها تشغل الحركة الجماهيرية عن هدفها الرئيسي (إسقاط النظام).

كما أن هذه الانتخابات هي الأسوأ من زاويا أخرى عديدة:
1) لأن النظام يمنع فيها حتى الكلام، وليس التصويت الصحيح فحسب، فحتى مكسب العمل السياسي والاتصال بالجماهير غير متحقق، فقد بدأت حملات اعتقال لكوادر الإخوان، ومصادرة أوراق الدعاية، وشعار الإسلام هو الحل أصبح مجرما رغم أنف المادة الثانية من الدستور.
2) لأن عصابات الحزب الحاكم -كما توقعنا فى بيان سابق- بدأت التحارب مبكرا وقبل الدعاية الانتخابية وهذا هو الوجه الأبرز والأهم لهذه الانتخابات، وإطلاق النار ما زال يستخدم ونحن فى مرحلة الترشيح، وأصيب مرشح جديد بالرصاص وتم نقله للمستشفى، والاشتباكات والتحرشات لا تتوقف فى مختلف المحافظات بين أنصار قيادات عصابات الحزب الحاكم.
3) لأن أحزاب المعارضة الرسمية دخلت مرحلة أعلى فى الفجور من زاوية الاتفاق مع الحزب الحاكم على التزوير للحصول على مقاعد أكثر للتغطية على تقليل مقاعد الإخوان وللتغطية على التزوير، والإدعاء بأن الانتخابات عكست التعددية!! فهذا حزب الوفد يعلن أنه يرشح 173 كمرحلة أولى ويقول أنه سيغطي 90% من الدوائر حتى يبدو منطقيا حين يصبح زعيم المعارضة، والتجمع الذى لا ينجح له أحد إلا بالتزوير يرشح 78!! والناصري غير الموجود على الخريطة يرشح عددا مقاربا للتجمع، هذا بالإضافة لأحزاب الأنابيب والمستقلين الذين هم حكوميون أكثر من الحكوميين! وتتم هذه اللعبة بسفور غير عادي، فبينما يتم تحضير الوفد لدور زعامة المعارضة، يقوم رئيسه (السيد البدوي) بجريمة تصفية صحيفة الدستور، وكان يمكن لأي أداة أخرى أن تقوم بذلك، حرصا على صورة "زعيم" الوفد الذى تعده السلطة وتلمعه ولكن غرفة العمليات المشتركة بين الأمن والحزب الحاكم لا تهتم بالرتوش ولا تستخدم مبضع الجراح للتجميل بل تستخدم السواطير!! ومن يجرؤ على الكلام أو المقاومة سيعاقب.
4) وفى إطار الانتخابات -وعلى عكس المعتاد- يتم التضييق على الحريات، والجديد إغلاق خمس قنوات فضائية مرة واحدة وإنذار اثنتين، ووضع قيود على رسائل الموبايل الإخبارية. وهكذا يتم تحضير المسرح لأسوأ انتخابات بكل هذه المعاني السابقة.
إننا ندعو لتحويل يوم الانتخاب إلى يوم للإضراب العام.. تحت شعار "خليك فى البيت" ولن نتوقف وسنواصل حركة العصيان المدني.
حزب العمل الإسلامي
25 أكتوبر 2010

0 التعليقات:

إرسال تعليق

د. مجدي قرقر © 2008 | تصميم وتطوير حسن