8/22/2010

عائد أنا من غزة العزة

د. مجدي قرقر

رحم الله نزار قباني وغفر له
في عام 1988 م وبعد انتفاضة الحجارة كتب نزار قصيدته "يا تلاميذ غزة"
وفي انتفاضة الأقصى أصبح أطفال غزة فتيانا
وفي حرب غزة العزة – ديسمبر 2008 – يناير 2009 أضحى غزة شبابا
وكتب الله لهم النصروها هم الآن في انتفاضة التحرير إن شاء الله وقد أضحوا شبابا ورجالا
وغدا نحتفل مع أطفال وفتيان وفتيات وشباب ورجال ونساء وأمهات غزة وشيوخها بالتحرير
وبعد سبع محاولات منذ 2008 لزيارة غزة في محاولة لكسر الحصار
بعد سبع محاولات من الله علي بزيارة غزة والسجود على أرضها الطاهرة مقبلين ترابها
من الله علي بزيارة غزة ضمن وفد من أساتذة كليات الهندسة ممثلين للهيئة العربية الدولية لإعمار غزة
وبقدر حبي لأرض غزة بقدر انبهاري بشعبها
شعبها المبدع الذي أبدع حجر الانتفاضة
شعبها المبدع الذي واجه الصلف الصهيوني والآلة العسكرية الأمريكية بالقنابل الاستشهادية
تلك القنابل الاستشهادية
التي قلبت موازين القوى
فأجبرت الكيان الصهيوني على بناء الجدار العازل الذي يتجاوز العشرة أمتار
فواجه شعب فلسطين ا
لجدار بصواريخ القسام من فوقه وبالأنفاق من تحته
وفي تلك الرحلة التقينا شعب غزة المبدع وأطفالها وتلاميذها اللذين تمتلأ عيونهم ذكاء وقلوبهم شجاعة
رغم حصار غزة الجزئي منذ الثمانينات ورغم حصارها الكلي منذ خمس سنوات
إلا أن شعب غزة مازال صامدا صابرا
لم نسمع شكوى رجل أو أنين سيدة أو صراخ طفل أو بكاء عجوز
شعب غزة مازال صام
دا صابرا
وبيوتها مازالت شامخة رغم العدوان ورغم القنابل
المياه شحيحة والطعام قليل والكهرباء مقطوعة والمكيفات ومراوح الهواء معطلة
ورغم هذا فغزة أنظف مدينة عربية بلا منازع
ورغم هذا فالمستشفيات والمصالح الحكومية تعمل والمدارس تتأهب لاستقبال تلاميذ غزة
مرة أخرى تلاميذ غزة
ونزار قباني
والآن أترككم مع صور أطفال غزة وتلاميذها اللذين تمتلأ عيونهم ذكاء وقلوبهم شجاعة
يا تلاميذ غزة علمونا بأن نكون رجالا , فلدينا الرجال صاروا عجينا

مع الصور ومع القصيدة
مجدي قرقر
21 أغسطس 2010



يا تلاميذ غزة
نزار قبانى – 1988م

يا تلاميذ غزة
علمونا بعض ما عندكم, فإنا نسينا
علمونا بأن نكون رجالا , فلدينا الرجال صاروا عجينا
علمونا كيف الحجارة تغدو , بين أيدى الاطفال , ماسا ثمينا
كيف تغدو دراجة الطفل لغما وشريط الحرير يغدو كمينا
كيف مصاصة الحليب , إذا ما حاصروها , تحولت سكينا
يا تلاميذ غزة
*****
يا تلاميذ غزة
يا تلاميذ غزة
لا تبالوا بإذاعاتنا ولا تسمعونا
اضربوا , اضربوا بكل قواكم , واحزموا أمركم ولا تسألونا
نحن اهل الحساب , والجمع والطرح , فخوضوا حروبكم , واتركونا
إننا لهاربون من خدمة الجيش , فهاتوا حبالكم , واشنقونا
نحن موتى لا يملكون ضريحا ويتامى , لا يملكون عيونا
قد لزمنا جحورنا , وطلبنا منكم , ان تقاتلوا التنينا
قد صغرنا امامكم ألف قرن وكبرتم خلال شهر , قرونا
يا تلاميذ غزة
*****
يا تلاميذ غزة
لا تعودوا لكتابتنا , ولا تقرأونا
نحن أباؤكم , فلا تشبهونا
نحن أصنامكم , فلا تعبدونا
نتعاطى القات السياسي , والقمع ونبني مقابرا وسجونا
حررونا من عقدة الخوف فينا وأطردوا من رؤوسنا الافيونا
علمونا التشبث بالارض , ولا تتركوا المسيح , حزينا
يا أحباءنا الصغار سلام جعل الله يومكم ياسمينا
من شقوق الارض الخراب طلعتم وزرعتم جراحنا نسرينا
هذه ثورة الدفاتر والحبر فكونوا على الشفاة لحونا
أمطرونا بطولة وشموخا واغسلونا من قبحنا اغسلونا
واستعدوا لتقطفوا الزيتونا
ان هذا العصر اليهودى وهم سوف ينهار لو ملكنا اليقينا
يا مجانين غزة الـف أهـلا بالمجانيـن إن هـم حررونـا
عصر العقل السياسي ولي مـن زمـان فعلمونـا الجنونـا

قصيدة القاها نزار قبانى عام 1988

0 التعليقات:

إرسال تعليق

د. مجدي قرقر © 2008 | تصميم وتطوير حسن