د. مجدى قرقر
qorqor52@hotmail.com
احتفلت أمتنا الإسلامية بالأمس بذكرى مسرى ومعراج رسولنا الكريم .. وهو احتفال لم تنساه أمة الإسلام في جميع ربوعها لما يزيد عن الألف وأربعمائة وواحد وثلاثون عاما – حيث أن الثابت أن معجزة الإسراء والمعراج تمت قبل الهجرة ومن مكة المكرمة - وتزامن احتفالنا مع ذكرى عزيزة أخرى ننسى الاحتفال بها .. نحتفل بالذكرى الثامنة والأربعين بعد المائة الثامنة لفتح الناصر صلاح الدين للقدس في ليلة الإسراء يوم 27 رجب عام 583 هـ بعد 91 عاما من احتلال الفرنجة اللذين تمسحوا بالصليب .. ثم أن هذا كله يأتي متواكبا مع ذكرى مرور عشرة أعوام على انتفاضة الأقصى المباركة مع بدايات شهر رجب 1421 هـ والتي أوجع فيها شعبنا الأبي في فلسطين السليبة الكيان الصهيوني حتى أصبح كيانهم المزعوم جحيما لا يطاق.
*****
رجب شهر القدس
وإذا كان رمضان هو شهر الانتصارات فإن رجب هو شهر القدس .. بين محطة البداية في الإسراء – المسجد الحرام – ومحطة المنتهى في المعراج – سدرة المنتهى - توجد محطة الوسط لخاتم الأنبياء والمرسلين .. بين منتهى الإسراء وبداية المعراج كانت القدس الشريف .. كانت زهرة المدائن .. نقطة الانطلاق إلى السماوات العلا .. كانت مدينة الصلاة والمسجد الأقصى.
بين نقطتي البداية والنهاية .. وما أقدس النقطتين وأسماهما .. كان القدس الشريف والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الذي أم فيه رسولنا الكريم الأنبياء والمرسلين قبل العروج به إلى سدرة المنتهى .. والقدس والمسجد الأقصى هما قلب الصراع الإسلامي الصهيوني ومحوره ومحطته الأخيرة .
*****
تحرير القدس حقيقة قرآنية
وقبل هذا وذاك فلقد أكرم الله القدس والمسجد الأقصى بأن استهل به سورة الإسراء .. في أول السورة نتذكر حكمة الله سبحانه وتعالى وقدرته في الإسراء بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم تربط السورة بين المسجد الأقصى والصراع الإسلامي الصهيوني فهو محور الصراع كما أشرنا .. إنها السورة الوحيدة في القرآن التي تصور نهاية بني إسرائيل وزوال دولتهم .. إن الله بما سبق إليه من علم يخبرنا بأنهم – أي اليهود الصهاينة بني إسرائيل – سيفسدون في الأرض مرتين وأنهم سيعلون في الأرض علوا كبيرا .. وفي كل مرة يرسل الله عليهم عبادا له أولي بأس شديد وأولي بطش وقوة يجوسون خلال الديار .. إنه وعد الله القاطع .. فإذا جاء وعد الآخرة أو الثانية .. دخل عباد الله المسجد كما دخلوه أول مرة ليسوءوا وجوههم وليتبروا ما علو تتبيرا .. إنه الدمار الشامل الذي لا يبقي على شيء .. إنه الوعد الحق واليقين الصحيح الذي لا يكتمل إيماننا إلا به .. بنفس إيماننا بالله وملائكته وكتبه ورسله نؤمن بالحقيقة القرآنية بأننا سندخل المسجد الأقصى كما دخله عباد الله أول مرة
*****
فليكن 27 رجب يوما آخر للقدس
وإذا كان الإمام الخوميني زعيم الثورة الإيرانية ومرشدها وعدو الإمبريالية الأول في العقود الأخيرة قد دعا لأن تكون الجمعة الأخيرة في رمضان يوما للقدس فإنني هنا أدعو لأن يكون يوم 27 رجب يوما آخر للقدس فالقدس تستوجب من ألا ننساها في كل ذكرى لانتصارات المسلمين.
ومادامت حكوماتنا الرشيدة تمنع الاجتماعات والمسيرات فإنها بالقطع لن يمكنها منعنا من الصلاة والقنوت والدعاء .. وإذا كان شهر رجب قد ولى فليكن شـهر رجب في عامنا القادم شهرا للقدس شهرا نصلي فيه صلاة الغائب على شهداء فلسطين وندعو فيه لأهلنا المحاصرين في غزة والضفة ونتضرع فيه أن يمد لنا الله يد العون لتحرير القدس .. وبقدر عملنا وبقدر صدقنا وبقدر الحرارة التي في القلوب ستكون الاستجابة إن شاء الله .. إنه نعم المولى ونعم المجيب .
*****
9 يوليو 2010
من تاريخ الخلافة الأموية في الأندلس
-
كانت الأندلس في وقت عبد الرحمن الناصر الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين سنة (
316ه -929م ) أعظم دول أوروبا وأجملها ، بها مكتبة قرطبة تحوي 400 ألف كتاب !
أما ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق