7/22/2010

القلق على مستقبل مصر يجمع الأحزاب والقوى الوطنيه


- 35 شخصيةً تُمَثِّل كلَّ التوجهات تتفق على معالم التغيير
- توحيد الجهود ضد الطوارئ والفساد وتزوير الانتخابات
كتب- عبد الجليل الشرنوبي:
أجمعت 35 شخصيةً مصريةً تُمَثِّل الأحزاب والحركات السياسية والتيارات الفكرية ومنظمات المجتمع المدني على ضرورة إنهاء حالة الطوارئ، والتصدي لظاهرة التعذيب والقتل التي يمارسها النظام، والعمل على إنهاء تلك الظاهرة المشينة، والاستمرار في فضح ظاهرة الفساد، والتعاون الجاد للتصدِّي للفساد، وفضح التزوير في الانتخابات، وتفعيل آليات الرقابة الشعبية على العملية الانتخابية، ودعم الدولة المدنية المصرية ومؤسساتها، وحمايتها من التفكك والانهيار، والعمل الجاد للضغط على النظام المصري بكلِّ الوسائل والطرق السلمية والقانونية لتعديل الدستور، وإصدار قرار جمهوري بقانون يضمن نزاهة الانتخابات.


جاء ذلك في لقاء جرى ظهر اليوم دعا إليه فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين وحضره محفوظ عزام رئيس حزب العمل، و د. أشرف بليغ مستشار حزب الوفد للاتصال السياسي، ومحمد بيومي المنسق العام لحزب الكرامة، والسفير الدكتور عبد الله الأشعل نائب وزير الخارجية الأسبق، وعبد الحليم قنديل منسق حركة كفاية، ود. عاطف البنا أستاذ القانون الدستوري والمفكر القومي والفقيه الدستوري، ود. يحيى الجمل، والمستشار محمود الخضيري رئيس نادي قضاة الإسكندرية السابق، والسفير إبراهيم يسري، والدكتور عبد الجليل مصطفى (حركة كفاية، 9 مارس)، ود. مجدي قرقر (حزب العمل)، ود. محمد أبو الغار الأستاذ بكلية الطب ( حركة 9 مارس)، والنائب الدكتور جمال زهران عضو مجلس الشعب، وعبد الخالق فاروق الخبير الاقتصادي، ود. سامح نجيب (لاشتراكيون الثوريون)، ود. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية (الجمعية المصرية للتغيير)، ود. منال أبو الحسن أستاذة الإعلام في جامعة 6 أكتوبر، ود. نجلاء القليوبي (حزب العمل)، ود. أسامة الغزالي (رئيس حزب الجبهة الديمقراطية)، ومارجريت عازر الأمين العام لحزب الجبهة، ود. محمود ياسر رمضان نائب رئيس حزب الأحرار، وأنيس البياع نائب رئيس حزب التجمع، وعبد الغفار شكر (حزب التجمع)، وجورج إسحاق (حركة كفاية)، ورفعت السيد أحمد (مركز يافا)، ومحمد زارع (مركز مساعدة السجناء)، وشادي طه (عضو الهيئة العليا لحزب الغد)، وفاروق العشري (الحزب الناصري)، ود. رفيق حبيب الباحث والمفكر المعروف، ومحمد عصمت السادات السياسي المعروف، وجمال عيد (الشبكة العربية لحقوق الإنسان)، و د. صلاح عبد المتعال (حزب العمل)، ود. سمير عليش (الجمعية المصرية للتغيير)، والنائب سعد عبود (حزب الكرامة)، وهشام فؤاد (الاشتراكيون الثوريون)، ومصطفى البسيوني (مركز الدراسات الاشتراكية).

وشدَّد المجتمعون على أهمية التنسيق المشترك بين الأحزاب والقوى السياسية والحركات الشعبية، بخصوص الانتخابات القادمة، مع المطالبة بإنهاء حالة الطوارئ؛ حتى تتم الانتخابات في أجواء حُرَّة.

وأكدت المناقشات أهمية حماية ثروات مصر الطبيعية، والتصدي لكلِّ السياسات التي تهدر الثروات المصرية.

وجدَّد المجتمعون رفضهم التدخل الأجنبي في الشأن المصري بصورة قطعية، مع استمرار التشاور الجدي حول كيفية مواجهة النظام إذا أصرَّ على الاستمرار في سياسته في العمل بحالة الطوارئ، وتزوير الانتخابات، وتعذيب المواطنين، واعتقال الأبرياء، ودعوة كل القوى السياسية للتشاور حول مستقبل مصر، وبث رسالة أمل إلى الشعب المصري للنهوض والتفكير بجدية حول دور مصر ورسالتها.

واتفق المجتمعون على استمرار اللقاء والتشاور والتداعي إلى كل اللقاءات التي يتم الدعوة إليها في المستقبل القريب، على أن ينبثق عن هذا اللقاء عدّة لجان أساسية لوضع توصياتها والإجراءات العملية؛ لمواجهة التحديات الكبرى وفي مقدمتها:
اللجنة الدستورية: لبحث التعديلات الضرورية؛ لضمان حصول الشعب المصري على حقوقه الأساسية.

واللجنة القانونية وحقوق الإنسان: للبحث في كيفية إنهاء حالة الطوارئ، وضمانات مباشرة الحقوق السياسية.

ولجنة دراسة الانتخابات: لبحث جدوى المشاركة من عدمه، وبحث آليات مواجهة التزوير، وتفعيل الرقابة على الانتخابات، والتنسيق بين القوى والشخصيات السياسية في الانتخابات القادمة.

ولجنة مستقبل الحكم في مصر: للنظر في كيف تستعيد مصر مكانتها ودورها الإقليمي والدولي.

وتلتقي هذه اللجان في الموعد والمكان الذي تتفق عليه؛ لوضع تصوراتها، ثم يتم جمع هذا للقاء خلال شهر من الآن بمناسبة شهر رمضان؛ لإعلان توصياتها.
القلق على مصر
وفي ترحيبه بالحضور قال المرشد العام: أحييكم جميعًا، وأرحب بكم في داركم، وهذه اللحظات قبل أن تُسجل في الأرض تُسجل في السماء.
وأضاف: إن القلق على مصر والرغبة في إنقاذها قد جمعنا كلنا لهذا الهدف أحزابًا وحركات حكامًا ومحكومين مسلمين ومسيحيين رجالاً ونساءً، الكل يقلقه حال مصر ولا يعرف أحد المستقبل.

وقال: الكلُّ يُفَكِّر من أجل إنقاذ مصر؛ لأنها إذا نجت نجونا ونجت الأمة العربية التي تنهض بنجاة مصر، ونرجو أن نخرج من هذا اللقاء لإنقاذ الوطن والأخذ بيد الشعب؛ لإنقاذه والنهوض به.

وأكد الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب أن هذا الاجتماع قيمة في حدِّ ذاته؛ حيث تجتمع القوى المخلصة؛ لنهضة الوطن، فمجرد الاجتماع فيه رسالة بأنه قد آن الأوان أن تجتمع القوى الوطنية من أجل إنقاذ سفينة الوطن.

وأضاف: لعلكم جميعًا تعرفون ما يمرُّ به الوطن على المستوى الداخلي من إهدار لقيمة الوطن والمواطن الذي تراجعت قيمته، وأصبح لا يساوي في قيمة النظام شيئًا، وكذلك بعد أن كانت مصر رائدةً للوطن العربي ولمسيرته تراجع دورها للحال الذي نعلم جميعًا، ففي الداخل نرى مظاهر الاستبداد والفساد الذي نعاني منه جميعًا، ونحن في هذه الأيام وخلال الأشهر القليلة القادمة نستقبل انتخابات برلمانية ورئاسية يتحدد من خلالها مصير هذا الوطن، فماذا نحن فاعلون؟ وما هي كلمة القوى الوطنية؟ من أجل هذا كان هذا اللقاء وهذا الجمع المبارك؛ لنتحاور لعلنا نخرج بتوصيات نحيلها لإضاءات وواقع نتصدى من خلاله للفساد والاستبداد والتزوير، وهذه هي محاور الحديث اليوم.

وفي كلمته، قال د. أشرف بلبع المستشار السياسي للوفد: يشرفني التواجد في هذا الجمع المميز من القوى الوطنية المخلصة التي تحمل همًّا واحدًا وهدفًا واحدًا، وأُقدِّم اعتذار الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب الذي منعته ظروف قاهرة

وأضاف: أكرر كلمة د. محمد بديع: كلنا في سفينة واحدة، وهذا الاجتماع رسالة من الحضور لإنقاذ مصر، ونحن في مرحلة مفصلية ولا بد أن نتجمع ونتحد.

وأشار إلى أن الوفد يعكف من خلال لجنة برئاسة الدكتور علي السلمي، والنائب علاء عبد المنعم، والنائب طاهر حزين لاستخلاص أهم الضمانات العاجلة حول مشروع قانون مباشرة الحقوق السياسية، وسيعرضُ الحزبُ على كافة القوى مشروعًا لإقرار الاشتراطات العاجلة لممارسة الحقوق السياسية، ونطالب بها رئيس الجمهورية، مؤكدًا أن الوفد يدعو الجميع للتكتل حول ضمانات نزاهة الانتخابات.

وقال د. يحيى الجمل: أحس بضرورة الشكر لأصحاب الدعوة لهذا الاجتماع بالغ الأهمية والحرج والخطورة، وأؤيد ما قاله المرشد العام حول وضع مصر الراهن، ولا أتفق مع د. الكتاتني حول ما قاله عن تحديد الانتخابات القادمة لمستقبل مصر؛ لأن هذا النظام استولى على مصير البلد، واختطفوها وأقصوا كلَّ القوى الوطنية عن المشاركة، وهذا يعني بالضرورة وبمفهوم المخالفة أنهم "لن يتركوها بالسَّاهل".

وأشار إلى أن الذين هاجموا المؤتمر اليوم نقول لهم انتظروا.. فنحن الآن أمام لحظة الفرز، مضيفًا: أنا أختلف مع الإخوان ولكني لا أشكك في إخلاصهم.

وتابع: أنا ضد ألا نتكاتف وضد أن يرشح الوفد مليونيرًا في دائرة جمال زهران- مقاطعة من ممثل الوفد، لقد قرَّرنا إلغاء هذا الأمر.

وأعرب د. الجمل عن سعادته بوجود مارجريت عازر، وتمنى أن يكون اللقاء بداية موفقة.

وقال: أنا أعدُّ مشروعًا دستوريًّا، وأخذت فيه بمشاريع سابقة للتعديلات الدستورية، وأنا جاهز للعمل حول هذا الأمر.

ووجَّه د. محمد أبو الغار الشكر للدكتور محمد بديع، وأكد أنه يرى كلَّ المحاور جيدة، واقترح البدء بالعمل فورًا على المحاور المطروحة، وأهمها ظاهرة التعذيب، ويجب أن نؤسس مرصدًا لأي حالة تعذيب في أي قسم أو نقطة أو مقر لأمن الدولة، وفي حال عمل ذلك سنحقق تقدمًا.

وشدد على أهمية فضح الفساد المستشري بسبب تراجع الحكومة عن توفير الاحتياجات الأساسية للمواطن.

وقال: بالنسبة للانتخابات فهي أمر محسوم الكلُّ سيخسر، وبالتالي لا بد من فضح التزوير بكلِّ الطرق.

وأضاف: هناك كلمة للإخوان المسلمين- على صداقتي للعديد منهم- أعتقد أنهم لا بد أن يقوموا بالآتي لنفي شبهة الدولة الدينية التي لا يمكن معارضتها؛ لأنها تستند لكلام الله المقدس، ولذا لا بد أن يُعلن الإخوان أنهم مع الدولة المدنية.
إشكاليات حقيقية
وطرح أنيس البياع نائب رئيس حزب التجمع إشكالياتٍ حقيقية موجودة في الساحة السياسية المصرية حول إمكانات التنسيق والعمل المشترك الذي نتذكره أيام الانتخابات، وقال: علينا أن نحل هذه العقبة؛ لأنها قضية مبدئية.. "كيف نصل لأكبر قدرٍ من التنسيق؟ وما المشكلات المتعلقة بالتنسيق؟".

وأضاف: أن الإخوان كان لهم دور في الحِراك والتواصل على الرغم من وجود ملاحظات، وأكد أن التزوير في مصر سمة هذا النظام، لكنه في انتخابات الشورى تم من خلال أمن الدولة، كما أن الحزب الوطني نفسه لم يشارك في هذه الانتخابات، وفي دمياط كان أمين الحزب الوطني والمحافظ لا يعلمان أن هناك انتخابات، وكان التزوير واضحًا وعلنيًّا، وهو ما يعكس نيةً وتصميمًا على مواصلة التزوير، و"اللي إنتوا قادرين عليه إعملوه".

وشدد على أهمية أن يكون هناك جبهة وطنية شاملة ومُوسَّعة أرقى من أي ائتلاف.

وأضاف: أتصور أن الإخوان أهم قوة سياسية في الساحة المصرية، و"سيبك من الأحزاب وغيرها"، وعلى الإخوان أن يراجعوا الأجندة الخاصة بهم حول التحالف والائتلاف، ففي دمياط حققنا تنسيقًا مع الإخوان بحاجةٍ لدراسة على مدار 15 سنة، ولا بد من أن تعمم هذه التجربة، وفي الانتخابات القادمة نحن بحاجةٍ إلى تنسيقٍ عاجلٍ وسريعٍ؛ في محاولةٍ لإيجاد جبهة واحدة تتوحد حول مرشح واحد معارض في كل دائرة رغم كوني ضد خوض الانتخابات.

وقالت د. نجلاء القليوبي: هذا اللقاء طيب، ويستوجب الشكر للمرشد على هذا اللقاء، ونحن لم نرَ نظام حكم استبدادي يتنازل طواعيةً للمعارضة، وبالتالي ما الفائدة من دخول الانتخابات، وهي ليست الفرصة الوحيدة للعمل، ولم نرَ انتخابات إلا 1919م مع الثورة.

وأضافت: ليست المشكلة في الدستور قدر كونه في القوة التي تحمي وتطبق الدستور؛ ولذا لا بد من الاستناد على القوى الشعبية.

وقالت: إن أمر مقاطعة الانتخابات وارد وضروري؛ حتى لا تدخل الجماهير في معارك خاسرة.

وأكد د. عبد الخالق فاروق أن هذا الاجتماع أحد أشكال بناء الثقة لبناء فرزٍ وطني حقيقي ما بين حركة وطينية حقيقية لا حركة وطنية تؤدي دورًا وظيفيًّا، وتشارك لإضفاء شرعية على الحكم الحالي بما يؤثر على المستقبل.

وأضاف أن الإخوان لهم تجربة برلمانية مهمة، وبالتالي فأمر مقاطعة الانتخابات صعب جدًّا أمام محاولة النظام حصرهم وتصفيتهم، وكذا مَن يطالب بالمقاطعة له وجهة نظره، ولذا لا بد من ورشة عمل عاجله لوضع حسابات المشاركة والمقاطعة من كل جانب بكافة التفاصيل، ولا يمكن أن يكون هناك إجماع في العمل السياسي.

وتساءل: كيف نمارس ضغطًا محسوبًا لجذب الوفد لقرار المقاطعة للانتخابات القادمة؟

وقال: أقدم شكرًا واجبًا للدكتور أسامة الغزالي حرب لرفضه دخول الانتخابات ودخول مجلس الشورى.

وأكد أن النظام يعاني من مشكلات جوهرية لا يستطيع قراءة الخريطة جيدًا، وأضاف "نحن نصارع الزمن على انتخابات الشعب والرئاسة، ولا بد من الضغط لنزاهة انتخابات الرئاسة".
موقف رائع
وقال السفير إبراهيم يسري: إن الموقف الرائع والنبيل الذي تتخذه هذه الجماعة المباركة "الإخوان" التي تعد أقوى التنظيمات في بلدنا يُعبِّر عن المسئولية الكبيرة التي تقع على الإخوان في الفترة القادمة؛ لأن النظام يتآكل وينهار وإهدار الثروات يتم بانتظام ووحشية؛ ولذا نحن لا نملك الانتظار خمس سنوات أخرى؛ لأنه بعدها سيكون المجتمع والوطن متقيحًا؛ لأن كل القيم والتقاليد تنهار، وأخشى أن ننقلب إلى مجتمعٍ من الوحوش.

وأضاف: علينا مسئولية من العمل السياسي والجاد للضغط على النظام بقوة حتى لو أدَّى الأمر إلى عصيان مدني.

وأكد أن ضرورة المطالبة بضمانات لدخول الانتخابات سذاجةً حتى لو انتخبنا بالرقم القومي وعدلنا مواد الانتخابات.

وأشار إلى أن هناك تحركات أجنبية تنظر لمصر والحراك فيها باهتمام، وقد تؤثر في إقناع النظام بالتغيير، وقال إن التوريث بدأ يعود والحديث عنه في الغرب يقلق ولا بد من الاستعدادات لمواجهته.

وأكد عبد الحليم قنديل المنسق العام لـ"كفاية" أن مصر على مفارق الطرق؛ هذا أمر مفهوم، ونحن لسنا وحدنا في التفكير في المستقبل المصري معنا فيه العائلة الحاكمة والأجهزة الأمنية وأمريكا والغرب والعدو الصهيوني.

وأضاف أن القضية ببساطة أن هذا الوضع القائم في البلاد لا يحتمل الإصلاح السياسي على أي صورةٍ من الصور سواء المطالب السبعة أو غيرها، ولا يفيد هذا أحد إلا السلطة القائمة ولا يضير النظام في شيء.

ورأى أن المدخل الوحيد الآن للحديث عن التغيير ليس بالنصيحة الذي أصيب بـ"التناحة" السياسية والعقلية، والانتخابات طريقها مسدود، وبالتالي لا طريقَ أمامنا إلا العصيان المدني، وكيف نفعل ذلك لنتناقش في ذلك.

وقال د. أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة: نحن الآن مشغولون بالانتخابات، وكل العالم مشغول بمصير مصر كدولةٍ وشعب وثقل سياسي في المنطقة، وأرجو أن نخرج من إطار المستوى البسيط غير المناسب لتحدي اللحظة؛ لأن العالم كله يعلم أن الرئيس المصري مهدد بالاختفاء في أية لحظة، ومصير مصر في الخارج يعرفه الخارج أكثر من الداخل، والقضية هي من يصيغ مستقبل مصر في المرحلة القادمة، ونحن كشعبٍ نقول إننا بعد التدهور والانحطاط نحلم بنظامٍ حقيقي ينتشل مصر مما هي فيه حتى لا تكون مصر بعد سنوات أفقر دولةً في إفريقيا.

وأضاف: هذا ما دعانا في حزب الجبهة لمقاطعة الانتخابات.

وقال: أنا غير متفائل؛ لأن الوفد يُقدِّم رِجلاً ويؤخر أخرى، وكذا الإخوان في المشاركة في الانتخابات القادمة، وهما أكبر قوتين في الساحة المصرية، وأدعوهما لمراجعة مواقفهما حتى لا ننتظر حال نفاذ أمر الله.. ما الذي ستفعله أمريكا أو القوات المسلحة.

وأكد المستشار محفوظ عزام أن العمل السياسي المشترك قضية قديمة، وما زلت أذكر محاولات قديمة لوضع دستور جديد للبلاد، وأذكر أنه في السابق اجتمع مجموعة غالبيتهم من الحضور اليوم، وكلَّف الأستاذ عاكف وقتها الأستاذ نافعة والدكتور يحيى الجمل وعاطف البنا لوضع تصور للخروج من الأزمة الحالية ولا أتصور حلاًّ إلا الخروج إلى الشعب الذي يحدث به التغيير الحقيقي.

وقال محمد بيومي المنسق العام لحزب الكرامة: لا بد أن نحدد مَن نحن قبل أن نتحدث حتى نعرف مَن هي القوى السياسية الوطنية لنفرز مَن يمارس حالة الخداع من الأحزاب ويضع يده في يد النظام ويستثني الشرفاء والإخوان.

وأكد أن الشعب المصري سحب ثقته من هذا النظام، وسحب ثقته من كل قوى المعارضة الموجودة في مصر؛ لأنها غير جادة كما يراها، وساعة الحسم تضع يدها في يد النظام.

وطالب بالاتفاق على ضماناتٍ حقيقيةٍ لخوض الانتخابات، وحال عدم تحققها يجب مقاطعتها.
فضيحة الشورى
وقال د. عبد الجليل مصطفى: في أعقاب فضيحة الشورى الأخيرة خرج علينا رئيس الحزب ليؤكد أن الانتخابات أظهرت نقاط القوة والضعف في الحزب، ودعا أنصاره لاستثمار نقاط القوة في أدائه، وقبل أيام قال أمين الحزب الوطني إن الحزب لم يحقق كل أهدافه.. والسؤال ما الذي لم يحققه هذا الحزب وقد فاز كل مرشحيه من أعضائه وأعضاء المعارضة المؤلفة قلوبهم وجيوبهم؟!!

وأضاف: الشعب قائم، ولا يتحرك بما فيه الكفاية، ونحن بحاجةٍ للنزول للناس لنحركهم هذا هو معيار الأداء وحاكمه خلال الفترة القادمة وتحريكهم لن يكون فقط في الترشح للانتخابات على ما فيها من عوار.

وأشار إلى أنه لا يجب أن نتعجَّل النتائج، فنحن بحاجةٍ لبعض الوقت والأمور لن تُحسم في 2010 أو 2011م.. نحن نريد التغيير، وهو عملية تراكمية بطيئة.

وطالب القوى الوطنية بأشياء ميسورة منها "إسقاط تحفظاتنا على بعضنا- المشاركة في مؤتمر 5 أغسطس في حزب الوفد باعتباره مؤتمرًا قوميًّا، ولنخاطب الجميع الشعب والحكومة والمنظمات والخارج بالوثيقة التي نتفق عليها".

وقال: إن مقاطعة الانتخابات مسألة منطقية، وهناك وسائل أخرى للنزول للناس، ولا يفوتني أن أشكر الإخوان على جهدهم في التواصل والتغيير.

وطالب جورج إسحاق ببناء الثقة الكاملة بين جميع الأطياف، ووضع ميثاق لآليات التعامل والتعاون بين القوى الوطنية.

وقال: إن مناقشة الانتخابات غير مطلوبة هنا، والمطلوب مناقشة آليات التغيير، وطالب بترك جدول الأعمال في الاجتماعات القادمة مفتوحًا يقبل الإضافة عليه.

وطلب المستشار محمود الخضيري من ممثل حزب الوفد أن ينقل لرئيسه وأعضائه أن قرار الحزب السابق بعدم التنسيق مع الإخوان هو قرارٌ سابقٌ يحتاج إلى مراجعة وفق أولويات المرحلة لصالح البلد، وسعيًا للوقوف ضد الغول الذي يحاول التهام البلد وجرها لقاع البحر.

وقال إن الدولة الدينية التي يتخوف منها البعض لا أعرفها، وأعتقد أن الإخوان عليهم أن يشرحوا موقفهم منها، وكذلك المرأة والأقباط بحاجةٍ إلى مشاركة فاعلة ورؤية محددة من الإخوان لتتفاعل كل الكفاءات من أجل مصر.

وتابع: أنا شخصيًّا ضد مقاطعة الانتخابات؛ لأنها لا تجدي مع تزوير الانتخابات؛ لأنه حال المقاطعة سيثبت النظام حضورنا، وبالتالي لا بد من إرغام الإرادة السياسية على إجراء الانتخابات، وإما أن تكون نزيهة أو فضيحة أمام الرأي العام في الداخل والخارج.
نظام مستبد
وقال السفير عبد الله الأشعل: "إن النظام يعترف بأنه مستبد وأصم وأعمى، ويستخدم الإعلام لإثبات شرعيته، ويتعاون مع الخارج، ويستخدم الخارج ليستمر بدعم من أمريكا وقلق من الصهاينة التي لن تجد نظامًا مثل الحالي.

وأضاف: نحن أمام نظام يقتل المجتمع قتلاً منظمًا، ومثله القضاء على المؤسسات، وحالة منظمة لسرقة المقدرات، ومصر وصلت للحضيض، وهذا مصدر سعادة للنظام، ويبدو أنه مكلف بذلك، ونجح النظام في تخريب علاقتنا بالخارج، ومياه النيل أكبر دليل، مؤكدًا أن الناس لا تثق لا بالنظام ولا بالنخبة.

وأضاف: سمعت من الأمريكان أن الرئيس القادم سيأتي عن طريق التوافق والانتخاب، وأرى أن مقاطعة الانتخابات ستتيح الفرصة لشرعية زائفة في الانتخابات، وبعدها يحارب الشرفاء، وبالتالي مطلوب دخول الانتخابات بكثافة ونظام وتأمين للصناديق، ولا بد أن نعلم أنه إن حدث انقلاب داخل النظام فالأمن هو الذراع الباطشة، ورجال الأعمال هم من يديرون ليسرقوا، ولا بد من إطار لهذا التجمع، وبعدها تتكرر لقاءاته ويصدر عنه بيانات جمعية محددة.
إنشاء نظام حكم
وأكد د. عاطف البنا أنه لا بد من الاتفاق على إطار عام لإنشاء نظام للحكم في مصر، وطالب بضمانة شعبية حقيقية بالضغط لفرض نزاهة الانتخابات، وفرض وجود قاضٍ داخل اللجنة، وأن تمثل جميع القوى تمثيلاً جيدًا، وكذلك الضغط لتعديل بعض مواد الدستور وإلغاء حالة الطوارئ ووقف التعذيب، وأظن أن قضية خالد سعيد صارت نموذجًا يجب تعميمه.

وقال المهندس أحمد بهاء شعبان: أكرر شكري للدعوة الكريمة التي جاءت في وقتها، وكثيرون هنا كانوا أعضاءً في الجبهة التي ترأسها الدكتور الراحل عزيز صدقي، وأرجو ألا نبدأ من الصفر اليوم، وأن نجعل خبراتنا تراكمية، وهناك إجماع على أن الانتخابات القادمة ستُزوَّر؛ فلماذا نشارك فيها ونمنح النظام شرعية انتخاباته، ونمنحه ورقة التوت التي يستر بها عورته، ونمنحه فرصة لتجديد شرعيته.

وتساءل: لماذا نتجاهل نهوض الحركة الشعبية الواسعة التي قدمت 3214 احتجاجًا واعتصامًا رسميًّا، ونبحث عن انتخابات مجلس الشعب.

وأضاف علينا أن نثق في شعبنا ثقة مطلقة، وأن الشعب يرفض هذا النظام، ونقاطع هذا النظام، وأنا على يقين بأن المشكلة فينا إحنا القوى السياسية.

وقال: إن المطلوب من المعارضة أن تكون "كومبارس"؛ لإضفاء المشروعية على النظام والانتخابات القادمة.

وأضاف أن الضمانات المطلوبة لنزاهة الانتخابات لن تأتي، ولن تكون، والريس مش فاضي لكم، ومشغول بأمور أخرى.

ووجه سؤالاً إلى الإخوان والمستقلين: هل ستدخلون الانتخابات أم لا؟ حال وجود ضمانات إن كانت الأولى أعلنوا، وإن كانت الثانية فنحن معكم، وحال عدم خوض الانتخابات سنعمل وسنفضح النظام وسننزل الشارع.

وقال د. مجدي قرقر: إن الفصيل الأكبر قادر على أن يجمع الكل، ويجب أن يكون لدينا إستراتيجية واضحة للتغيير، ولا يمكن اختزاله في ضمان نزاهة الانتخابات.

وأضاف جمال عيد أن الحكومة بحاجة إلى العديد من الأحزاب والمنظمات الفاسدة؛ لإضفاء شرعية على ممارساتها القمعية، ومصر منذ 30 سنة لم تشهد انتخابات نزيهة؛ فما الذي تغيَّر ليقيم النظام انتخابات حقيقية؟!!

وقال: إن مصر لن تشهد حريات حقيقية ما دامت النيابة فيها تابعة للحكومة وتدافع عن النظام لا عن المواطن.
حشد الشارع
وأضاف د. جمال زهران نحن بحاجة إلى مجهود فعلي لحشد الشارع المصري، وأنا حارس على مقعد في دائرتي، والناس فيها قالوا لي سوف نشارك، وحال حدوث إجماع من القوتين الرئيسيتين (وفد وإخوان) على المشاركة أو المقاطعة يكون ذلك أفضل، ونحن في مأزق حقيقي ومرحلة فاصلة.

وأكد أن مصر تشهد أزمة في المعارضة لا أزمة في الحزب الوطني؛ لأنه هش، والمشكلة في تفكك المعارضة.

وقال إن صورة مصر القادمة تتجسد في محمود طه سائق "المقاولون العرب" الذي قرر أن ينتقم لنفسه.

وقال سامح نجيب: إن ما يحدث في الشارع كحركات الاحتجاج الشبابية يجب أن تكون ممثلة في مثل هذه الاجتماعات.

وأضاف أن هناك مصلحة حقيقية لأمريكا والصهاينة في تحديد الرئيس القادم.

وأطالب بوجود لجنة عن هذه الندوة للقضايا الاجتماعية؛ لأنها تَهمُّ قطاعًا عريضًا من الجماهير.

وطالبت د. منال أبو الحسن بالتركيز خلال الفترة المقبلة على: (العمل الجماعي المشترك والثقة فيه- خلق رموز وطنية فاعلة يتحرك الشارع خلفها مع الدكتور البرادعي- عمل توعية إلكترونية تفضح الممارسات القمعية- مطلوب توسيع قاعدة المطالب وعدم الاكتفاء بالمطالب السبعة).

وقال النائب سعد عبود: إن المطلوب خلال الفترة المقبلة هو التصعيد السياسي سواء بدخول الانتخابات أو بمقاطعتها.

وأضاف: لقد قال لي أحد مسئولي النظام "الانتخابات القادمة نحن من سنختاركم وننجحكم، وبالتالي حنأخذ من الإخوان 20 ومن المعارضة 100 وهم قالوا للوفد يجهز 30 معرفش يجهز إلا 10 وهنزور لهم الباقي والباقيين من 15 حزب فاضي"، فقلت له موقعي أنا فين أجاب: "هو أنتو عملتوا حزب عشان يبقى ليكم نائب".

وأعتبر أن 20 يوليو 2010م يوم فرحة لبداية حقيقية للقوى الوطنية في مصر، ونجتمع بشكل دوري، مصر ونظامها ورئيسها مرضى ونحن غرفة الإنعاش، وأطالب بانعقاد دائم كل 10 أيام لهذا التجمع.

وأكد د. حسن نافعة أنه يتفق مع الجميع على أن هذا اللقاء فاصل ومهم، وأخشى أن ينفض اللقاء دون شيء ملموس.

وقال: إن المشكلة في تشرذم المعارضة وتفككها وانقسامها وليس في قوة النظام، المنطق العقلاني يقول على من يريدون خدمة الوطن لا بد أن يتفقوا على الآليات التي تسمح بتحقيق مشروع التغيير على الأرض.

وأضاف: نريد أن نحقِّق هدفًا في حزب صار له 30 سنة يدخل في المعارضة، ولو لم نتحرك الآن سننتظر 30 سنة أخرى.

وتابع: إن قلق الخارج حقيقي، ويقولون عن مبارك "جسد يمشي على قدمين، والمسألة كلها 6 شهور"، وبالتالي نحن أمام حقبة جديدة قادمة.

المشكلة أنه لا توجد لدى المعارضة مشروع بديل، وهذا ما يقلق الغرب أكثر، وإذا استمرت المعارضة في نهج ذات السلوك فلن يتغير شيء، وهناك حد أدنى يجب أن نعمل عليه جميعًا للاتفاق على الحد الأدنى لمطالبنا.

وطالب بالاتفاق على إسقاط النظام الذي سيسقط بالقضاء والقدر، ووضع تصور لنظام بديل حتى لا يكون البديل الفوضى.

وشدد على ضرورة ألا نختلف على أن "النظام لا بد أن يُجبر على نزاهة الانتخابات، وهو ما يجب أن تفكر فيه المعارضة لتنسِّق وتضغط على النظام وتجبره على انتخابات نزيهة، وتحدد السقف للحد الأدنى من الضمانات لانتخابات نزيهة، دونها نقاطعها جميعًا".

وأضاف: من يقول إن الجماهير يجب أن نحركها بعيدًا عن الانتخابات، أقول لهم عندكم الشارع، وتحركوا من الآن معهم.. لمَ تربطون النزول بمقاطعة الانتخابات؟!

وأكد أن تفعيل التوقيعات سيجعلنا نفكر في الانتقال- عندما نصل لـ2 مليون موقع- للعصيان المدني.

وأقترح لجنة من 5 شخصيات، منهم المرشد العام والسيد البدوي لتحديد خطوات المرحلة المقبلة، مضيفًا نريد قائمة موحدة للقوى السياسية والوطنية في الانتخابات القادمة.

وقال: نحن نعمل اليوم لتجنب كارثة يقبل عليها الوطن، ويجب أن نكون على مستوى المسئولية واللحظة التاريخية.

وفي الختام، وجَّه فضيلة المرشد العام الشكر للحضور، وقال: نحن لا ننوب عن مصر، ولا نستثني أحدًا، ولم نستثن أحدًا لأننا لا نقبل أن يستثنينا أحد، ومصر مريضة وستُشفى بإذن الله على أيديكم، وأنتم مسئولون لإيصال دعوة لكل من لم يحضر اليوم أو اعتذر أو كل شريف لم نعلمه ولم تصله دعوتنا.

وأضاف أن الإرادة الإلهية في التغيير فوق إرادة البشر، والإرادة الأخرى هي إرادة الجماهير ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)﴾ (البقرة)، هذه سنن كونية من سنن الله، والشعب المصري بدأ يستيقظ.

وأكد أن جماعة الإخوان المسلمين سعيدة بهذا اللقاء، وسننقل كل الآراء لقواعدها، ولم نتخذ قرارًا بالمشاركة بعد، والقرار لمؤسسات الجماعة.

وأضاف أن الأهم من قرار المشاركة أو المقاطعة هو أن يكون القرار من الشعب، وأن يتحرك به الشعب، ولن يضيع حق وراءه مطالب، ولن يستطيع أحد أن يسجن الشعب، ومن يحاول فهو المسجون والمقهور والمقبور، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وكان عدد من المدعوين قد اعتذر عن عدم الحضور لظروف طارئة، وهم: د. وحيد عبد المجيد "نائب مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ(الأهرام)"، وأحمد سيف الإسلام حمد "مدير مركز هشام مبارك"، وحافظ أبو سعدة "مدير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان"، وضياء رشوان "الباحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ(الأهرام)"، ود. عمرو الشوبكي "الباحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ(الأهرام)"، والمستشار سعيد الجمل، ود. مصطفى كامل السيد "أستاذ العلوم السياسية"، وحسين عبد الرازق "عضو الهيئة العليا لحزب التجمع".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

د. مجدي قرقر © 2008 | تصميم وتطوير حسن