4/18/2014

حوار دكتور مجدي قرقر مع موقع مصر العربية


- 4 إبريل 2014

طه العيسوي
الجمعة, 04 أبريل 2014 18:43
آخر تعديل: السبت, 05 أبريل 2014 11:05
** التقت "مصر العربية" بالدكتور مجدي قرقر، الأمين العام لحزب الاستقلال والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، لتسأله عن رؤيتهم للواقع وتحركاتهم المستقبلية، وموقفهم من المبادرات السياسية، والعديد من الأسئلة التي قد يطرحها البعض حول الأزمة الراهنة.
وفيما يلي نص الحوار:

** هل حدث أي تواصل بشكل مباشر أو غير مباشر بينكم وقيادات المجلس العسكري لحل هذه الأزمة؟
لا أظن، ربما تكون هناك لقاءات عارضة مع هذا المكون أو ذاك، لكنها لا تزيد عن هذا، ولا تعبر عن التحالف، وفي حالة التواصل معهم نحن نفضل مبدأ الوساطة بمعنى ألا يكون هناك اتصال مباشر، وأن يكون التواصل من خلال وسطاء، وليس من أجل إجراء صفقات، بل لبحث كيفية خروج مصر من الأزمة، وهو ما لم يتحقق أيضًا، فوساطة المستشار محمود مكي لم تتم، والآلية التي وضعها الدكتور حسن نافعة لصياغة مبادرة تقوم على تشكيل مجلس حكماء لم يكتب لها النجاح حتى الآن.
** د.يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن تحدث سابقًا أن بعض أعضاء التحالف طرحوا مبادرات سياسية، ومن بين هؤلاء الأعضاء د.محمد علي بشر شخصيًا، إلا أن المجلس العسكرى رفضها.. ما مدى صحة ذلك؟
أظن أن هذا التعبير غير دقيق، وما طرح من التحالف هو وثيقة واحدة (الرؤية الاستراتيجية) ، ولأنها كانت المرة الأولى التى حضرها الدكتور محمد علي بشر - خلال الإعلان عن هذه الوثيقة في المؤتمر الصحفي - أطلق عليها الإعلام بشكل خاطئ بأنها مبادرة "بشر"، وهى ليست مبادرة، بل هي رؤية استراتيجية للتحالف وحضرها "د. بشر" كقيادي في التحالف مثل باقي القيادات.
وبالتالى فالرجل لم يصدر أية مبادرات وعززنا هذه الوثيقة برؤية ثورية في شهر فبراير الماضي، وهي وثيقة مكملة للوثيقة الأصلية المعبرة عن الرؤية الاستراتيجية للتحالف، والتي ما زالت تحكم إطار عمل التحالف حتى الآن

** وهل نستطيع القول إن كل المبادرات التي تم طرحها وصلت إلى طريق مسدود؟
كل المبادرات التي طرحت وصلت بالفعل لطريق مسدود، لأنها كانت بتحريك من الجانب الآخر، والتي تشترط القبول بخارطة الطريق، ما يعني القبول بالانقلاب، وهو ما رآه التحالف شروطًا مسبقة فلم يوافق عليها، مثل مبادرة د.أحمد كمال أبو المجد أو الشيخ محمد حسان وغيرهما، وغيرها من الشروط التى تشترط شرطًا مسبقًا، فذلك غير مقبول من التحالف.
ونرى أن المنهج الأصح هو وجود وسطاء يقومون بزيارات مكوكية بين أطراف الأزمة، ثم يجلس الجميع على مائدة حوار للخروج بوثيقة جديدة أو خارطة طريق جديدة، ثم يتم الرجوع للشعب للاستفتاء عليها، لأن الشعب هو مصدر السلطات ولا يملك أحد أن يكون وصيًا على هذا الشعب العظيم، وحتى يقبل الثوار بها، لأنها لو أتت من مجموعة لن يقبل بها الثوار، أما إذا ما أتت من الشعب، فبالقطع هذا سيكون ملزمًا للجميع.
** لماذا ترفض السلطة الوصول لحل سياسي؟
لأن السلطة تُقيم الأزمة بشكل خاطئ، فهم يوصفون الأزمة بأنها أمنية في حين أنها أزمة سياسية، ومن يتولى زمام الحكم هم رجال أمن سواء رجال شرطة أو جيش، وليس لهم علاقة بالسياسة، وليست لديهم الخبرة الكافية لعلاج الأزمات السياسية، ومن هنا عندما تحدث زعيم الانقلاب يوم 24 يونيو تحدث عن تفويض من الشعب له، لمواجهة "إرهاب محتمل" ، أي أنه في هذا التوقيت لم يكن هناك إرهاب، إذن من الذي صنع هذا الإرهاب، فهذا دليل فشل السلطة القائمة التي تعالج أزمة سياسية معالجة أمنية.
** لكن د.حسن نافعة، قال إنه قدم التصور الخاص به بناءً على طلب من اللواء محمد العصار، ما يؤكد أن هناك رغبة داخل المجلس العسكري لإيجاد حل سياسي...
هذا ربما يكون جائزًا، لكن في الحدود التي يقبل بها المجلس العسكري، لكنني أيضًا لا أحسن الظن، ربما تكون المبادرات في هذا التوقيت لإضاعة الوقت، حتى يمكن تمرير بعض الإجراءت ولإفساح الطريق لبلدوزر الانقلاب للتقدم بأقل خسائر ممكنة، بدلاً من أن يتم تحطيمه، وهذه المبادرات تمسح وتنظف الطريق لهم للتقدم للأمام بأقل الخسائر.
** نافعة اتهم "الإخوان" بأنها تعرقل مبادرته، لأنها لم تصدر بيانًا رسميًا لتأييدها على غرار ما قام به حزبا الوسط والبناء والتنمية؟
ليست جماعة الإخوان المسلمين، يوجد في التحالف من هو أكثر تشددًا من "الإخوان"، وكان طلب التحالف بما فيه "الوسط" و"البناء والتنمية" أن د.حسن نافعة، عليه أن يثبت جدية الطرف الآخر أولاً، حتى لا يكون هذا مضيعة للوقت، ولا يمكن أن نعطي موافقة قبل أن نتأكد من جدية الطرف الآخر، وإلا تاجر بها الطرف الآخر أمام الشعب، ونحن أذكى من أن يتم التلاعب بنا.
** البعض يقول إن الواقع قد تجاوز عودة الدكتور محمد مرسي..
الواقع هو الذي يقرره الشارع السياسي، وعلى قدر الجهد الذي يبُذل في الشارع السياسي يمكن أن يعيد د.محمد مرسي بكامل مدته وكامل صلاحياته، وممكن أن يعيده بجزء من مدته وجزء من صلاحياته، وقد يعيده بفترة زمنية محدودة تأكيدًا على ضرورة عودة الديمقراطية من عنده، لأن المسار الديمقراطي قُطع عند "مرسي"، وكيفية عودته من عدمه ترجع إلى الحراك الموجود في الشارع.
** وما الذي ينتوي التحالف فعله مستقبلاً؟
هناك أولوية للتحرك الجماهيري والثوري في الشارع، وهناك أيضًا تحرك جماهيري باتجاه المقاطعة، ومقاطعة الدول ورجال الأعمال الداعمين للنظام، وكذلك مقاطعة إعلام وصحف رجال الأعمال ومنتجاتهم، وهذه المقاطعة ربما تتطور إلى عصيان مدني جزئي أو كلي - وفقًا لما يحدث في الشارع - إضافة إلى التحرك القضائي، ثم التحرك الإعلامي والتحرك السياسي، إذا ما كان هناك مجال لأي تحرك سياسي.
** البعض قد يطرح سؤالاً: لماذا لم يتم اعتقال قادة التحالف حتى الآن؟ وهل أنتم بمثابة شعرة معاوية للتواصل مع النظام يومًا ما؟
ربما نكون كذلك، لكننا نمثل كيانات سياسية والعمل الجبهوي بين الأحزاب السياسية عمل مقر ومشروع، فالتحالف مثله مثل جبهة الإنقاذ، فهل يوجد كيان رسمي يسمى بجبهة الإنقاذ، لكنها جبهة جاءت كتحالف بين أحزاب، وبالتالي فالعمل الحزبي الجبهوي هو عمل يقره الدستور والقانون، وإذا ما قطعوا هذه الشعرة ستصبح صورتهم مفضوحة أمام العالم كله.
** وكيف تنظر لاعتقال كل قادة "الإخوان" وحزب الحرية والعدالة الموجودين داخل مصر بالرغم من أن الحزب لا يزال شرعيًا حتى الآن؟
هم يحاولون أن يلفقوا ويلصقوا كل ما حدث بجماعة الإخوان المسلمين وليس بحزب الحرية والعدالة.
** ما رؤيتك لصورة المؤسسة القضائية خاصة بعد الحكم ضد فتيات حركة 7 الصبح بالإسكندرية والحكم الأخير الصادر في المنيا بإعدام 529 متظاهرًا؟
بلا شك المصريون يحترمون القضاء ويجلونه، لكن بالقطع المزيد من هذه الممارسات ستضر بهيبة القضاء أمام الشعب، وربما للأسف الشديد يأتي يومًا يفقد فيه القضاء هيبته، نتيجة لهذه الممارسات، وبالتالي على وزارة العدل وعلى القضاة أن يسارعوا بالتحقيق في هذه الوقائع ومراجعتها، لأنها لا تضر القضاة الذين أصدروا هذه الأحكام بقدر ما تهز الثقة في مؤسسة القضاء المصري ككل.
** وصلكم خطاب رسمي من المجلس القومي لحقوق الإنسان بشأن المعلومات التي لديكم بشأن فض رابعة.. فلماذا رفضتم التواصل معها؟
لأننا لا نثق كثيرًا في المجلس القومي لحقوق الإنسان، لأنه معين من قبل سلطات الانقلاب، ومع ذلك هناك من ذهب وأدلى بأقواله إلى لجنة تقصي الحقائق لكن ضُرب بشهادته عرض الحائط ولم يتم إدراجها إلى التقرير، وبالتالي توقعنا كان في محله، ومن هنا كانت اللجنة الحقوقية للتحالف بصدد عقد مؤتمر صحفي لإعلان رؤيتها وردودها على هذا التقرير المعيب.
** كيف ترى حالة حقوق الإنسان وأوضاع الحريات بشكل عام في مصر الآن؟
حدث ولا حرج، فهي متردية لدرجة كبيرة، بنسبة لم تشهدها أسوأ عصور مصر السياسية، وإذا ما كان البعض يشير إلى النظام في عهد جمال عبد الناصر - بغض النظر عن التقييم الإيجابي أو السلبي له - لكن كان أكثر سلبياته قضية الحريات وكذلك نظام "مبارك"، وربما أيضًا "السادات"، إلا أن هذا النظام الانقلابي أسوأ من كل النظم السابقة التي سبقته في انتهاك حقوق الإنسان، سواء في عدد القتلى أو المصابين أو المعتقلين.
** هناك من اتهم "السيسي" بأنه هتلر هذا العصر.. فهل تتفق مع هذا الوصف؟
هتلر كانت لديه رؤية سياسية ووطنية ومؤمن بعظمة الشعب الألماني، وكان يحاول أن يترجم هذا في حروبه، أما قائد الانقلاب فمصالحه الشخصية ومصالح المجموعة التي تهيمن على القوات المسلحة هي التي تهمه وليس مصالح الشعب.
** هناك ما يسمى بالميدان الثالث الذي يرفض حكم العسكر والإخوان المسلمين.. كيف تنظر لهذا التيار؟
هذا من حقهم، طالما أن هذا الأمر لم يتجاوز الرفض السياسي، فلا مانع، ونحن كنا مختلفين مع د.محمد مرسي سياسيًا، وعبرنا عن هذا الموقف كتابة، لكن الخطأ السياسي يواجه عبر صناديق الاقتراع ولا يواجه بالدبابات والمجنزرات وسفك الدماء.
** لكن أنصار هذا التيار رافضون للتواصل مع التحالف بأي شكل من الأشكال ولا يشاركون في أي فعالية خاصة بكم..
هذا قصر نظر، ويجب أن يعيدوا حساباتهم مرة أخرى، لأنه من الممكن أن يكون هناك حد أدنى للتوافق عليه، ونترك ما نختلف فيه ونتعاون على الحد الأدنى المشترك بيننا، وهو إسقاط الانقلاب ورفض حكم العسكر، أما حكم الإخوان أو غيره، فصندوق الانتخابات هو الذي يأتي بمن يريده الشعب.
** وهل التحالف حاول التواصل مع هؤلاء الشباب والقوى الثورية؟
نعم هناك من يقوم بالتواصل معهم، وربما كان هناك تنسيق في بعض المناسبات السابقة، لكن بالقطع هذا التنسيق ليس على المستوى المأمول، لأننا نسعى لأن يكون التنسيق والتواصل أكبر من هذا.
** كيف تنظر لمواقف حزب النور؟
حزب النور هو محلل للانقلاب ويمارس العملية السياسة بانتهازية شديدة، مثل أعتى الأحزاب الليبرالية، في حين أن قادة حزب النور كانوا يكفرون العمل بالسياسة قبل ثورة 25 يناير.
** البعض يقول إن أنصاركم ليس من بينهم أقباط..
هناك أقباط داعمون للشرعية، لكن صوتهم ربما يكون خافتًا أو يكتفون بالعمل الفكري، تجنبًا للعواصف التي يمكن أن تطيح بهم، لكن بالقطع هناك "مسيحيون ضد الانقلاب"، وإن كانوا خارج مصر بعضهم الآن، وهناك مسيحيون في دول الخارج معارضتهم للانقلاب معارضة شديدة جدًا، مثل المهندس هاني سريال، وهنا في مصر د.رفيق حبيب.
وأحمل مسئولية هذا الأمر لبابا الكنيسة الذي وضع نفسه في خندق الانقلاب، مثله مثل شيخ الأزهر، لكن الفارق بينهما، هو أن شيخ الأزهر يأخذ ما يأخذ من مواقف والمسلمون لا يدعمون مواقفه، لأنه ليس له أبوة وليس قيادة روحية، وذلك بعكس وضع البابا بالنسبة للأقباط المسيحيين، فشيخ الأزهر يؤخذ منه ويرد عليه، لكن بابا الكنيسة أظن أن الأقباط يعتبرونه رجل دين، ورجال الدين يحكمون بالحق الإلهي - وليس هذا لدينا في الإسلام - وهذا هو الفارق بين الاثنين، ما يجعل معظم الأقباط في صف الانقلاب تبعية لبابا الكنيسة.
** كيف تنظر لترشح المشير عبد الفتاح السيسي.. وما تأثير هذا الأمر على المشهد السياسي؟
هذا الأمر به خير للتحالف وللقوى الداعمة للشرعية، لأنه أكد ما ذهبنا إليه وما يكذبوننا فيه أن ما حدث في 3/7 هو انقلاب عسكري، ولو لم يرشح الجنرال السيسى نفسه للرئاسة، ربما كان هذا مدخلاً من البعض لاتهامنا بعدم الموضوعية، وأن هذا ليس انقلابًا، لكن في حديثه يوم الترشح قال إن السنوات الأخيرة أثبتت أنه لا يستطيع أحد أن يحكم مصر دون أن يكون الشعب راضيًا عنه، فإذا ما كانت هناك ملايين تنزل الشارع وترفضه، حتى وإن اقتربت من نسبة 50%  زادت أو نقصت، فهناك جزء كبير من الشعب يرفضه، فكيف سيحكمهم؟
** وما تقييمك لشخصية السيسي.. وهل يمتلك رؤية أو برنامجًا سياسيًا لخوض الانتخابات الرئاسية؟
كان من الواجب عليه أن يتقاعد من الجيش، ثم يعمل بالسياسة خمس أو عشر سنوات، ثم يترشح لهذا المقعد، ناهيك عن تحمله مسئولية هذه الدماء التي أريقت، وهذا في حد ذاته كفيل بإبعاده من أي سباق سياسي، لأنه سوف يسأل عن هذه الدماء التي سالت.
** من وجهة نظرك.. إلى متى سيظل السيسي في منصب الرئاسة حال نجاحه في الانتخابات؟
حتى ينقلب عليه الآخرون أو حتى يخرج عليه الشعب ويسحب الثقة منه، كما قام هو بتحريك حركة "تمرد" وغيرها لسحب الثقة من د.محمد مرسي، كما أنه أول حاكم يتم المطالبة بسحب الثقة منه، قبل أن يترشح أو يعتلي مقعد الرئاسة.
** البعض يقول إن المجلس العسكري قام بالتضحية بالسيسي بموافقته على ترشحه للرئاسة.. هل توافق على هذا الطرح؟
لا أؤمن بالتفسير التآمري، لأن الجنرال السيسي لم يكن يستطيع أن يقوم بما قام به دون موافقة قيادات القوات المسلحة ومعظم أعضاء المجلس العسكري، خاصة أنه تخلص ممن يعارضه، قبل أن يترك القوات المسلحة.
** ماذا تتوقع لو أصبح السيسي رئيسًا فعليًا للبلاد؟
هذا شأنه وشأن من يؤيده، أما نحن فنرفض هذه العملية الانتخابية ونرفض كل ما يترتب عليها من آثار.
** وكيف تنظر لمقاطعة "شفيق" و"عنان" و"أبو الفتوح" و"خالد علي" للانتخابات الرئاسية؟
قيادات الجيش مارسوا ضغوطًا على "عنان" و"شفيق" لعدم الترشح، بدليل تسريبات "شفيق" وتصريحاته التالية الداعمة للسيسي، أما خالد علي وأبو الفتوح، فهو إيمانًا منهم، حتى لو اختلفوا مع نظام "مرسي"، إلا أنهم أدركوا أن هذا النهج الذي نعيشه الآن أبعد ما يكون عن الديمقراطية، وأن المناخ السياسي الذي نعيشه لا يمكن أن يفرز نظامًا سياسيًا طبيعيًا.
** هناك من يقول إن الانتخابات الرئاسية في ظل الأجواء الحالية ستكون استفتاء على شخص "السيسي".. فما رأيك؟
إذا كانت الانتخابات نزيهة ولا توجد هناك مقاطعة، فمن المحتمل ألا يحظى بموافقة الشعب، لكن في ظل المقاطعة وفي ظل تزوير الانتخابات يمكن أن يفوز بنسبة تقترب من 100%، لأنه لن يذهب إلى صناديق الانتخابات، إلا مؤيدوه - الذين لا يتجاوزون 30% - وهذا ما حدث في الاستفتاء على الدستور.
** السيسي دعا الجميع إلى التوحد والاصطفاف الوطني، لكن لماذا رفض التحالف هذه الدعوة؟
لأننا نؤمن بالمثل الشعبي الذي يقول "ارمي بياضك"، وكان أمامه 9 شهور لم يرم فيهم "بياضة"، فكيف يقتل ويعتقل ويسفك الدماء ويدمر ثم يدعو إلى الاصطفاف الوطني؟ فقد كان من الواجب عليه أن يقدم هذه الدعوة ويفعّلها قبل الترشح، وأن يُحاكم من أخطأ، وهو لم يحدث، وبالتالي فنحن نفقد الثقة في هذا الحديث الذي كان يهدف لدغدغة المشاعر، لأنه كان حديثًا عاطفيًا بامتياز يخالف الواقع الذي نعيشه.
** وهل ترشح السيسي للرئاسة ينسف كل الفرص للوصول لحل سياسي؟
بالقطع، يضعفها وينسفها بشكل كبير، إلا إذا تم تجميد المسار الخاص بخارطة الطريق، وهذا لم يحدث، ولا أظن أن ذلك سيحدث.
** ما تعليقك على الهاشتاج المسيء للسيسي الذي تجاوز 500 مليون مشاركة؟
على المستوى اللفظي، أنا لا أميل إلى استخدام ألفاظًا خارجة أو مسيئة في النقد السياسي، لأن لدينا ألفاظ النقد السياسي ما يكفي ويغني عن استخدام الألفاظ المسيئة، ولكن هذا يعبر عن رفض كل هذه الجماهير خاصة الشباب لشخص السيسي، وهذا يؤكد ما أثبته الاستفتاء على الدستور ومقاطعة هذه الشريحة الكبيرة للاستفتاء، وأنه لم يكن حدثًا عابرًا، بل كان منهجًا ورؤية من الشباب لهذا الانقلاب، حتى وإن كان جزءًا كبيرًا منه رافضًا لحكم ونظام "مرسي"
** وبالتالي التحالف لا علاقة له بهذا الهاشتاج؟
على الإطلاق، وأرى أن هذه لغة عاجزة، لأن لغة العاجز هو ما يعجز قاموس الألفاظ من استخدام اللفظ المناسب للنقد السياسي.
ورغم هذا ربما نحن كشيوخ لا نفهم الشباب، لأن الشباب لهم لغتهم وألفاظهم، وربما لا تكون لها نفس الدلالة المعيبة التي لدينا، وربما لا يراها الشباب بهذا العيب.
** وكيف تنظر لمواقف دول الخليج عامة ومواقف قطر خاصة من الأزمة؟
دول الخليج يربطها مصالح، وتحركها الولايات المتحدة الأمريكية التي لها دور كبير في تحريك الانقلاب، وقطر أيضًا ربما يكون لها علاقات مع أمريكا، لكن ما تملكه من قناة إعلامية حرفية كبيرة أعطى لها وزنًا كبيرًا لا تريد أن تفرط فيه، كما أنها متعاطفة بشكل ما مع التيار الإسلامي.
** وماذا عن مواقف الاتحاد الأوروبي وأمريكا من الأزمة؟
هم داعمون للنظام القائم، رغم أن هناك بعض التصريحات تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، إلا أن هذا الخطاب ليس موجهًا لنا كمصريين بقدر ما هو موجه إلى شعوبهم التي تنتقد موقفهم الداعم للنظام، فلا مانع من بعض التصريحات حتي يحسنوا من صورتهم أمام شعوبهم.
** ما توقعاتك لما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلاً؟
الانقلاب إلى زوال، وهذه الأوضاع لم تدم طويلاً، حتى وإن تقدموا في خارطة طريقهم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

د. مجدي قرقر © 2008 | تصميم وتطوير حسن