حوار - أحمد جمال سالم - موقع الأمة
أخطاء الدكتور مرسي وجماعته تتمثل في الإقصاء وعدم سماع الرأي
الآخر
لاينبغي إقصاء إسلامي أو ليبرالي أو قومي أو يساري فجميعها لها
جذور في العمق المصري
أكد الدكتورمحمد مجدي قرقر رئيس حزب العمل والقيادي بالتحالف
الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، أن ماحدث في 30 يونيو كان مؤامرة على ثورة 25
يناير نفذها فلول نظام مبارك والدولة العميقة، مشيراً إلى أن ماحدث كان يدبر له
منذ تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية.
وشدد قرقر على أنه لا يعترف بمناقشة الدستور الآن؛ لأن اللجنة
التي تم تعيينها برئاسة عمرو موسى هي لجنة باطلة وبنيت على باطل، مؤكداً على أنه
لن يعترف بالدستور إلا إذا تمت مناقشته في ظل رئيس وحكومة منتخبة.
وأوضح رئيس حزب العمل أن فلول النظام السابق والدولة البوليسية
استطاعوا أن يعودوا حالياً إلى المشهد على أكتاف البسطاء من الشعب، وأن الحزب
الوطني سيعود للترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة ولكن "بنيولوك"
جديد حتى لا يكتشف الشعب أن كل ما حدث هو انقضاض على ثورته.
واعترف قرقر أن الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين كان لهم
بعض الأخطاء خلال فترة حكمهم تتلخص في الإقصاء وعدم سماع الآخر، كان هذا خلال
حواره مع "الأمة".. وإلى نص الحوار
ما توصيفك للمشهد السياسي الحالي؟
المشهد الحالي هو نتاج لمؤامرة تعرضت لها الثورة المصرية منذ
25 يناير 2011، وللأسف الشديد أن الدكتور محمد مرسي الرئيس المنتخب لم يدرك أبعاد
هذه المؤامرة، وكذلك مجلس الشعب السابق، مما أدى إلى نجاحها واحتمالات رجوع نظام
مبارك كما كان قبل 25 يناير، كل هذه القوى التي عملت ضد الرئيس مرسي؛ من القضاء
والإعلام والشرطة وقيادة القوات المسلحة، تحالفت معاً بقيادة الفريق عبد الفتاح
السيسي لاغتصاب السلطة من الرئيس المنتخب بعد الدفع ببعض العناصر ودعم التحرك
الشعبي في 30 يونيو، لا يعني هذا التهوين من تظاهرات 30 يونيو فكثير ممن خرجوا
كانت لهم مطالب حقيقية في أمور حياتية عجز نظام الدكتور مرسي على الوفاء بها؛ لكن
في نفس الوقت كان هناك من دفع بهم قادة الانقلاب سواء عسكريين في زي مدني أو
مأجورين تم التخطيط معهم لهذا قبل 30 يونيو.
برأيك.. من الذي أحدث الفتنة في مصر وشق صفوف المصريين؟
الذي أحدث الفتنة هو الفريق عبد الفتاح السيسي، هو الذي قسّم،
هو الذي أحدث شرخ في المجتمع المصري، هو الذي دفع بهؤلاء الفنانين المأجورين الذين
يغنون الآن" احنا شعب وانتوا شعب"، هذا ما فعله الفريق السيسي، فهو من
أدخل القوات المسلحة في صراع سياسي، وهذا ليس جيدا بالنسبة للقوات المسلحة،
فالقوات المسلحة مثلنا يمكن أن يكون فيها مؤيد ومعارض؛ لكن تورط القوات المسلحة في
الصراع السياسي ممكن أن يقسمها نتيجة تباين الآراء داخلها. ليست الحشود التي تنزل
هي التي فعلت الشرخ في المجتمع، لأنها حشود نزلت لتدافع عن حقها لتدافع عن صوتها
في الانتخابات.
البعض يقول أنه يجب على أنصار الدكتور مرسي التراجع الآن وأنه
ليس هناك جدوى مما يقومون به؟
ما يقوله هؤلاء هو لإضعاف الهمم ومحاولة لكسر الإرادة الشعبية،
وفي نفس الوقت الإرادة الشعبية تريد أن تكسر الانقلاب، صحيح أن معهم القضاء
والشرطة والإعلام؛ لكن هذا الشعب يمتلك إرادته وبعد ذلك يثق في الله سبحانه
وتعالى، وكما يقولون" دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة"؛
إذاً النصر في النهاية سيكون للشعب. الشعب المصري سيبقى والانقلابيون زائلون، شاء
من شاء وأبى من أبى، وبوادر النصر تلوح، وهذا الانقلاب محاصر داخلياً وخارجياً
وهناك تراجع بالنسبة له سياسياً واقتصادياً وفي كافة المجالات المختلفة.
البعض يصف أنصار الدكتور مرسي بأنهم إرهابيون.. فما تعليقك ؟
ذوو البصيرة يجب أن يروا وأن يقيموا. لقد قلنا أن الفيصل هو
صندوق الانتخابات الذي يعد الأصوات والذي يقول من هنا ومن هناك، إلا أنهم وللأسف
الشديد أبوا أن يلجأوا لصندوق الانتخاب وفضلوا الانقلاب عليه، وحشدوا حشوداً
مدفوعة ومأجورة يوم 30 يونيو، ويتم الآن مواجهة هذه الحشود بحشود أخرى، وهناك فرق
كبير بين حشودنا وحشودهم، فحشودهم تجتمع 3 أو 4 ساعات وتقوم الطائرات بإلقاء
الأعلام والهدايا عليهم بالميدان، وحشودنا تجتمع لمدة 70 يوماً يتم إطلاق الرصاص
عليهم من الطائرات، ويسمون الأولى بثورة والثانية بأنصار الرئيس مرسي، هذه الحشود
التي تخرج اليوم ليست كلها من أنصار الرئيس مرسي لكن بالقطع كلها من رافضي
الانقلاب.
هناك من يقول أن ما فعله الفريق السيسي هو لتصحيح مسار ثورة 25
يناير، فما رأيك؟
بالفعل قادة الانقلاب يسيرون على طريق ثورة 25 يناير وهذا
صحيح، لكنهم يسيروا على طريقها بالبلدوزر لتحطيمه، وهي الثورة التي نتج عنها
برلماناً منتخباً تم حل هذا البرلمان، نتج عنها رئيساً منتخباً تم اختطاف هذا
الرئيس، وكنا بصدد عقد انتخابات برلمانية جديدة، تم تعطيلها، تم الاستفتاء على
دستور جديد لمصر له آلية لتعديله وهي آلية سهلة وبسيطة، وتم تعطيل العمل به أيضاً،
تم اقتراح علاوة أيام الرئيس مرسي 15%، وتم تخفيضها الآن لـ 10%، كنا بصدد البدء
في مشروع تنمية محور قناة السويس ليدر علينا دخلاً مائة مليار دولار في السنة، تم
بيع أراضي يمين شرق وغرب القناة للإمارات بتفويض من الرئيس المؤقت لحكومة
الببلاوي، حتى تعطل هذا المشروع لصالح ميناء دبي، ولصالح الكيان الصهيوني الذي
يريد أن ينشأ خط سكة حديد بين البحر الأحمر والأبيض من إيلات إلى حيفا، لكي يكون
بديلاً عن قناة السويس، أي أن بدلاً من تأمين مصر من الشمال الشرقي يتم الآن
افتعال أحداث وضرب العلاقة بين مصر وحركة حماس وقطاع غزة، بدلاً من أن نخرج من نفق
التبعية نجد أن هناك حواراً بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، بدلاً من أن
ندافع عن الشعب السوري، فمصر الضعيفة مكنت أمريكا من توجيه ضربة لسوريا، ولو كانت
مصر بعافيتها ما حدث هذا.
البعض يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تساند جماعة
الإخوان المسلمين في مصر، فما رأيك؟
علاقة الإخوان المسلمين بأمريكا علاقة شائكة، قد يظن البعض أن
العلاقة بينهم على ما يرام؛ لكن بالقطع هذه العلاقة ليست علاقة ودية، خاصة بعدما
صدر من محمد مرسي من عدم استعداده للتعاون مع الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين.
ما رأيك في حملات التلميع التي يقوم بها البعض الآن لتسهيل
ترشح الفريق السيسي لرئاسة الجمهورية؟
إذا قبل الشعب المصري ذلك فهو يستحق السيسي، سواء سمح
بالانقلاب أو سواء سمح له أن يصل إلى صندوق الانتخاب أو إلى أن يعبر من صندوق
الانتخاب إلى كرسي الرئاسة، إذا وافق الشعب المصري على هذا فأن الشعب يستحقه.
حزب النور السلفي.. كيف تري موقفه؟
حزب النور جني الكثير على التيار الإسلامي، حزب النور المنتمي
إلى التيار السلفي، وهذا التيار الذي كان يكفر العمل بالسياسة قبل ثورة 25 يناير
2011، ولكنهم للأسف الشديد بعد 25 يناير دخلوا عالم السياسة ومارسوها بنفعية
فغاصوا فيها حتى قمة رأسهم كما يقولون، وبالعكس مارسوها بشيء من البارجماتية
والانتهازية الشديدة لخدمة مصالحهم الشخصية وليسحب البساط من تحت حزب الحرية
والعدالة وجماعة الإخوان يعد أن وجد أن شعبيه الإخوان تتراجع ، فلقد عارضوا
الإخوان في بداية الحكم وهذا ليس عيباً أن نختلف؛ لكنهم اختلفوا معهم بصورة غير
طبيعية، أملاً في أن يحصدوا الشعبية التي كانت تضيع من جماعة الإخوان في نهايات
حكم الدكتور محمد مرسي، وظلوا متأرجحين ما بين تأييد الانقلاب ورفض الانقلاب، إلا
أنهم انتهوا إلى تأييد الانقلاب، بل وحضر أمينهم العام الاحتفال بإعلان الانقلاب،
مع شيخ الأزهر وبابا الكنيسة وممثلين عن جبهة الإنقاذ وتمرد، حتى وصل بهم الحال
إلى أن الشيخ ياسر برهامي المنظّر لحزب النور يقول أن هجوم الغرب على السيسي
هجوماً على مصر والإسلام، حيث أنه جعل الفريق السيسي مذهباَ وعقيدة تساوي الإسلام
وأنه أصبح ممثلاً لمصر، وهذه سقطة كبيرة للشيخ ياسر برهامي، وقد ظن حزب النور أنه
بتأييده للانقلاب سيكون ممثلاُ للتيار الإسلامي في الفترة المقبلة؛ لكن واقع الأمر
أن القوى العلمانية لا تريده وترفض كل تيارات الإسلام السياسي، والدليل أنه الآن
وحيدا داخل لجنة الخمسين لتعديل الدستور وليس وحيدًا فقط وإنما وحيدًا ومكروها
والقوي العلمانية داخل اللجنة لا تطيقه وينشدون بالتخلص منه وإقصاءه، وإقصاء كل
التيار الإسلامي حتى وإن قدم تنازل وحتى وإن قبل بالانقلاب، حتى وإن حضر و"
شرب نخب الانقلاب"؛ وذلك لأن القوي العلمانية والليبرالية يرفضون كل التيار
الإسلامي، بما فيهم حزب النور، وبالتالي سيشعر الحزب بالندم على موقفه المتأرجح
بين الإسلام وبين الانقلاب.
كيف ترى استقالة الدكتور محمد البرادعي ؟
البرادعي يحاول أن يكون متسقًا مع نفسه، لكن هذا أيضًا لا
يتمشي مع التصريح الذي قاله في السابق بأنه بذل جهودًا كبيرة لعدة شهور لإقناع الغرب
للإطاحة بمرسي باستخدام القوة، إذا هو واقف على الإطاحة بمرسي باستخدام القوة ثم
استقال عندما تم استخدام القوى لكن ربما القوي الأولى هي القوى الانقلابية وهذا
مرفوض من البرادعي وضد الديمقراطية التي ينادي بها، والقوي الثانية أراقت الدماء
هناك احتمالات كثيرة إما أن البرادعي راجع نفسه وأعز عليه أن تراق دماء على وطنه،
وإما أنه قيل له انسحب فانسحب حتى يعود بعد ذلك بطلًا مغوارًا حيث قام بالاستقالة
ورفض الانقلاب، بحيث أن يكون نوعًا من التجميل له بعد ذلك.
هل أنجزت حركة تمرد ما فشلت فيه جبهة الإنقاذ الوطني ؟
حملة تمرد لم تنجح في شيء، لأن هذا النجاح ليس نجاحًا حقيقيًا
بعد أن تكشف الأوراق في لقائها مع قادة القوات المسلحة قبل 30 يونيو، وفي
تمويلها من جهات أخرى كثيرة وفي دقة الأرقام التي أعلنوها عن دعم حركة تمرد
فالجميع استغل الظروف الحياتية الصعبة وغضب الشعب من عدم تحقيق الدكتور مرسي
وجماعة الإخوان لمتطلباته الحياتية البسيطة ووظفوها للإحاطة بمرسي، لكنهم لم
يكونوا مخلصي النية ولم يقوموا بالعمل من أجل هذا الشعب، بل كانوا يعملون ليرتقوا
كرسي الرئاسة والسلطة، أما جبهة الإنقاذ أصبح وضعها مكشوفًا فهؤلاء نخبة سياسية خسروا
الشارع المصري منذ زمن بعيد ولا توجد لهم قواعد في الشارع السياسي حيث أنهم خاضوا
الانتخابات من قبل ولم يحققوا أي إنجاز ثم أن بأسهم بينهم شديد، وعندما يتجهون
لترشيح أحدهم ينفصل الباقون كما هو حادث الآن بين جبهة الإنقاذ وبين التيار
الشعبي، كل هؤلاء الذين بنوا أحزابهم على ما يسمى بالديمقراطية هم يتنكرون لهذه
الديمقراطية التي كانوا دائمًا يتشدقون بها لتأييدهم للانقلاب فقد سقط بناؤهم وهذا
البناء أوهن من بيت العنكبوت.
هل يمكن أن نرى في البرلمان والحكومة المقبلة أعضاء من الحزب
الوطني المنحل ؟
سيعود الحزب الوطني ولكن بـ" نيولوك" جديد، وبمسمي
جديد وهذا يعنى أن رموز الحزب الوطني المنحل بدأت في الظهور إعلاميًا مرة أخرى مثل
حسام بدراوى وعلى الدين هلال ومصطفي علوي، ومرتضي منصور الذي يعمل لمصلحة الحزب
الوطني.
ما هي المواد الدستورية التي لا يمكن تعديلها، من وجهة نظرك ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق