8/29/2013

الشعب يسعى الجمعة لاسترداد ثورته من براثن الانقلاب بعد نجاحه في قيادتها




2013-08-29 14:36:08

كتبه : سامية خليل

- قمع الانقلاب للميادين نقل الثورة للأقاليم والقرى والنجوع والشوارع.
- الشعب أدرك أن الانقلاب ثورة مضادة مخربة ومضللة واغتيال لثورة يناير وتمكين لنظام المخلوع.
- ما تعيشه مصر ثورة شعبية سلمية بأساليب مبتكرة تنتفض الجمعة لاستردادها من براثن الانقلاب.
- تجديد أساليب الاحتجاج السلمية والحيوية يقترن معها اتساع رقعة مقاومة الانقلاب.
نجحت فعاليات أسبوع "الشعب يقود ثورته" التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، وكشفت عمليا أن السياسات القمعية لسلطة الانقلاب تأتي بنتائج عكسية، فقمع الميادين ومجازر الفض نقلت الثورة إلى القرى والأحياء والنجوع بجميع المحافظات بشكل لا مركزي وتلقائي، أفرز أساليب احتجاجية شبابية جديدة تتسع معها رقعة مقاومة الانقلاب.
وتأتي مليونية "الشعب يسترد ثورته" استكمالا لجهود مناهضة الانقلاب والتي لم تتوقف يوما واحدا منذ يوم إعلانه في 3 يوليو، الذي تكشفت خطورته وحقيقته للعيان وآثاره الفادحة المدمرة لثورة 25 يناير، بتمكين دولة المخلوع مبارك، وإعادة إنتاجها وإجهاض أية عملية ديمقراطية مستقبلية، وإنهاك الاقتصاد المصري، والتسبب في عزلة مصر سياسيا واقتصاديا.
د.مجدي قرقر -أمين عام حزب العمل الجديد وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية- يرى أن هذا الأسبوع الذي تضمن فعاليات "الشعب يقود ثورته"، يعد ترجمة لما هو واقع من أن الفعاليات الآن التي يقوم بها شعب مصر العظيم وتنبع من الشعب ذاته دون أي توجيه من التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الذي يتبنى المبادئ العامة ويترك كل تفاصيل الفعاليات للشعب الذي أبدع أشكالا مبتكرة للتعبير، منها حملة طرق الأواني، ومسيرات الدراجات، وكسر حظر التجوال، ليؤكد أن ما تعيشه مصر هو ثورة شعبية حقيقية يقودها الشعب في إطار من السلمية بكافة أنحاء الجمهورية، وكان من المنطقي أن يتم تتويج الأسبوع الذي قاد فيه الشعب ثورته ضد الانقلاب بمليونية "الشعب يسترد ثورته" ثورة 25 يناير.
وأضاف"قرقر" لـ"الحرية والعدالة" يسترد الثورة التي حذر الرئيس مرسي من سرقتها واتضح من خلال الأسابيع والشهور الماضية أن هناك انقلاب على ثورة يناير، وما تم في 3 يوليو كان ثورة مضادة ضد ثورة 25 يناير، ولأن شعب مصر هو صاحبها الحقيقي فإنه ينتفض الجمعة لاستردادها من براثن الانقلاب.
وأكد "قرقر" أنه يرفض من حيث المبدأ اللجان المنبثقة من الانقلاب لتعديل الدستور، ولا يعترف بها ولا يقرها معللا ذلك بأن الذين يعبرون عن الشعب يجب أن يكونوا منتخبين وليسوا معينين، وقال: "نرفض دستورا يستهدف عسكرة الدولة".
وكشف "قرقر" مخاطر استمرار هذا الانقلاب على مستقبل مصر سياسيا واقتصاديا، مؤكدا أن تمرير هذا الانقلاب يكرس سابقة خطيرة، وهي أن القائد العام للقوات المسلحة سيجهض أية عملية سياسية ديمقراطية في مصر إذا جاءت بمن ليسوا على هواه، وسينقلب عليها سواء كانت برلمانية أو رئاسية، أي تكريس وصاية القائد العام للقوات المسلحة على الشعب، بينما الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة.
وحذر "قرقر" من خطورة الانقلاب اقتصاديا، فالوضع الاقتصادي في تراجع مستمر بسبب الانقلاب، تراجع في أداء العاملين وفي الإنتاجية وشعور بانهيار الطموح، كذلك تعاني مصر عزلة سياسية واقتصادية خطيرة؛ لأن أغلب الدول لا تعترف بالانقلابات العسكرية.
وتابع "قرقر": نعاني كذلك من توقف المشاريع القومية التي بدأها الرئيس الدكتور محمد مرسي، منها مشروع محور قناة السويس، وفي الوقت نفسه مشروع سد النهضة بأثيوبيا يسير على قدم وساق ولا نسمع أي تحرك من سلطة الانقلاب!!.

ويرى محمد كمال جبر - باحث علوم سياسية - أن مليونية "الشعب يسترد ثورته" هي استمرار لنضال ومقاومة قطاعات كبيرة من الشعب المصري على تنوعه للانقلاب العسكري الدموي، لأننا إزاء معركة النفس الطويل بين الثورة والاستبداد والفساد الذي يسرقها ويغتالها ويحاول تصفيتها، وهي معركة نضال سلمي لن تنتهي في يوم وليلة، بل تحتاج استمرارية وتنوعا وتجديدا في أساليب الاحتجاج السلمية والحيوية؛ خاصة من قبل الشباب، وهذا بدأ بالفعل ويتزامن معه على التوازي اتساع في رقعة مقاومة الانقلاب يوما بعد يوم.
ويرصد "جبر" لـ"الحرية والعدالة" انضمام شرائح جديدة لمقاومة الانقلاب من أناس كانوا مخدوعين ولم يكونوا يعلمون طبيعة الانقلاب، وكانوا يظنون أن 30 يونيو سيحقق بعض مطالبهم، ثم اكتشفوا أنه انقلاب وثورة مضادة ضد ثورة 25 يناير، وطوال الشهرين الماضيين اتضحت معالم الانقلاب ومخاطره لمن انخدع فيه.
وحول أهمية التظاهر في مليونية "الشعب يسترد ثورته" أكد "جبر" أنه انكشف للعيان أن الانقلاب قام بإعادة إنتاج نظام مبارك والتمكين له، هذا النظام الذي قامت ثورة يناير لإسقاطه عاد من جديد وسيطر على مفاصل الدولة بنفس شخوصه ورجاله، وعادت معه دولة الفساد والاستبداد "دولة مبارك" ونظامها القمعي البوليسي بما هو أسوأ بمراحل مما كانت عليه قبل الثورة، وشاهدنا مداهمة البيوت وانتهاك حرمتها، وزوار الفجر، واعتقال الفتيات من المنازل، كذلك ظهرت مرة أخرى رموز نظام مبارك بوسائل الإعلام المرئية والمقروءة وعادت مقالاتهم.
وأضاف "جبر": هذا الانقلاب ثورة مضادة مخربة للاقتصاد المصري واعترفت سلطة الانقلاب نفسها بتردي الأوضاع الاقتصادية على نحو غير مسبوق بمجالات عدة.
وشدد "جبر" على أن قمع سلطة الانقلاب يأتي بنتائج عكسية، مدللا بمثال بأنه حين أوقف الانقلابيون خطوط السكك الحديدية لمنع توافد المتظاهرين للقاهرة انتقلت الثورة لجميع ميادين مصر بالأقاليم والمحافظات، وحين تم قمع الميادين بمجزرة رمسيس الثانية 16 أغسطس، انتقلت التظاهرات إلى كل حي وقرية ونجع، وتتسع رقعة المقاومة للانقلاب وهو يعلم ذلك جيدا، ويعلم تضحيات أبناء الثورة بدمائها، وسقط منها شهداء ومعتقلين ومختفين، ونعلم أن المعركة حلقات وسلسلة متصلة وتحتاج وقتا لكن أداءها يوحي بالتفاؤل

0 التعليقات:

إرسال تعليق

د. مجدي قرقر © 2008 | تصميم وتطوير حسن