البيان المتضمن في هذا المقال شرفت بتوقيعه مع مجموعة من الزملاء في سبتمبر 2010 وقيل سقوط الطاغية وزوجنه بأربعة شهور
مجدي قرقر
الدكتوراة
بقلم بلال فضل
المصري اليوم ١٥/ ٩/ ٢٠١٠
غداً ستذهب السيدة سوزان مبارك، قرينة رئيس الجمهورية، إلى جامعة القاهرة لكى تتسلم درجة الدكتوراة الفخرية. بالطبع صور لها مسؤولو الجامعة أن الجميع عن بكرة أبيهم سعداء بمنحها الدكتوراة التى اهتموا بها أكثر من اهتمامهم بتطوير مستوى التعليم فى الجامعة التى خرجت من كل تصنيفات الجامعات المحترمة فى العالم. بالطبع سترى السيدة الأولى لافتات المحبة التى نصبوها لها، والطلاب الذين سيتراصون أمامها، والأساتذة الذين سينحنون لها، لكن بالطبع فإن أحدا من مسؤولى الجامعة لن يريها البيان الذى وقعه نخبة من أجدع أساتذة الجامعات المصرية الرافضين لمنحها الدكتوراة، ولعلها تكون فرصة لكى تقرأه سيادتها معك، فتعرف أن هناك حقيقة حاول مسؤولو الجامعة إخفاءها خلف آلاف الجنيهات التى أنفقت على اللافتات والزينات والواجهات البراقة. «نرفض النفاق والاستغلال السياسى للجامعة.. بيان حول منح درجة الدكتوراة الفخرية للسيدة سوزان مبارك. تلقى الموقعون على هذا البيان من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية خبر منح جامعة القاهرة درجة الدكتوراة الفخرية للسيدة سوزان مبارك بمزيج من الشعور بالإهانة والألم والغضب. فمن المهين لكل أستاذ جامعى أن يستخدم اسم الجامعة المصرية العريقة التى تمثل رمزاً للكفاح الوطنى فى غايات شخصية، إذ لا نتصور أن يكون منح الدكتوراة الفخرية للسيدة سوزان مبارك قد تم إلا لأغراض تخص المسؤولين فى الجامعة وفى قسم الاجتماع بكلية الآداب الذين دفعوا بهذا الاقتراح من الباحثين عن المناصب والراغبين فى التقرب من السلطة. ومن المؤلم ألا نجد فى مجلس كلية الآداب أو فى مجلس جامعة القاهرة من يرفض هذا النفاق الرخيص ويفضحه.
ولا نملك إلا أن نغضب لتكرار استغلال اسم الجامعة فى مظاهر النفاق السياسى والتزلف للسلطة، فقد سبق أن منحت جامعة القاهرة درعها لعدد من أقطاب الحزب الحاكم منهم السيد/ كمال الشاذلى وقت أن كان من أصحاب النفوذ، بينما رفضت مجالس متعاقبة للجامعة منح درجة الدكتوراة الفخرية لعلماء أفذاذ يُشرّف الجامعة انتسابهم لها مثل (أمارتيا سان) عالم الاقتصاد السياسى المعروف و(محمد عبدالسلام) عالم الفيزياء الحائز على جائزة نوبل. إن من أبسط مبادئ الخلق العلمى والأكاديمى ألا يمنح التكريم الجامعى لأصحاب السلطة، وأن ينتظر الراغبون فى تكريم هؤلاء (إن كان هناك مبرر حقيقى للتكريم) لحين ابتعادهم عن السلطة. لذلك فإننا نعلن إدانتنا لهذا القرار الشائن وندعو كل زملائنا من الجامعيين لإدانته بكل الصور وفضح من اتخذوه من محترفى النفاق وعبدة المناصب.
الموقعون: د. أحمد الأهوانى (هندسة القاهرة)، أ.د. أحمد دراج (آداب بنى سويف)، د. أحمد عبدالمقصود (آداب القاهرة)، أ.د. أحمد عيد الغبارى (تربية السويس)، أ.د. إلهام الزناتى (المركز القومى للبحوث)، أ.د. أمينة رشيد (آداب القاهرة)، أ. د. أميمة مصطفى الحناوى (طب القاهرة)، أ. د. إيمان المحلاوى (هندسة القاهرة)، د. إيمان يحيى (طب قناة السويس)، أ.د. جمال حشمت (الدراسات الطبية بالإسكندرية)، د. حنان سبع (الجامعة الأمريكية)، أ. د. رفعت غنيم (طب قناة السويس)، د. ريم سعد (الجامعة الأمريكية)، أ. د. سالم سلام (طب المنيا)، د. سحر الموجى (آداب القاهرة)، أ. د. سعيد النشائى (هندسة القاهرة بالمعاش)، د. سلمى مبارك (آداب القاهرة)، أ. د. سيد البحراوى (آداب القاهرة)، أ. د. شادية الشيشينى (هندسة القاهرة)، د. صادق نعيمى (آداب المنوفية)، د. صلاح السروى (آداب حلوان)، د. طارق سيد أحمد (علوم القاهرة)، أ. د. عايدة سيف الدولة (طب عين شمس)، أ. د. عبادة كحيلة (آداب القاهرة)، أ. د. عبدالجليل مصطفى (طب القاهرة)، أ. د. عبدالله سرور (تربية الإسكندرية)، أ. د. عصمت زين الدين (هندسة الإسكندرية)، أ. د. عمر السباخى (هندسة الإسكندرية)، د. فاتن مرسى (آداب عين شمس).
أ. د. كمال نجيب (تربية الإسكندرية)، د. ليلى سويف (علوم القاهرة)، أ. د. ليلى موسى (طب الإسكندرية)، د. ماجدة أنور (آداب المنوفية)، أ. د. مجدى قرقر (تخطيط عمرانى القاهرة)، أ. د. محمد أبوالغار (طب القاهرة)، د. محمد طلعت (هندسة القاهرة)، أ. د. محمد لمعى الملاح (علوم القاهرة)، د. محمد نافع (هندسة القاهرة)، د. محمد هشام (آداب حلوان)، أ. د. محمود حامد النابى (علوم القاهرة)، أ. د. مديحة دوس (آداب القاهرة)، أ. د. معتزة محمد خاطر (علوم القاهرة)، أ. د. مصطفى كامل السيد (اقتصاد وعلوم سياسية القاهرة)، د. ملك رشدى (الجامعة الأمريكية)، أ. د. ممدوح حمزة (هندسة قناة السويس)، أ. د. منال المنياوى (طب القاهرة)، أ. د. نبيل يوسف (علوم القاهرة)، د. نفرتيتى مجاهد (علوم القاهرة)، أ. د. نيللى حنا (الجامعة الأمريكية)، د. هالة كمال (آداب القاهرة)، د. هانى مصطفى الحسينى (علوم القاهرة)، د. هبة رؤوف (اقتصاد وعلوم سياسية القاهرة)، أ. د. هبة مشهور (آداب القاهرة)، أ. د. هداية مشهور (آداب القاهرة)، أ. د. هدى أباظة (آداب عين شمس)، أ. د. وحيد خليل (علوم القاهرة)، د. يحيى القزاز (علوم حلوان)».
أعتقد، والله أعلم، أنه بعد ثلاثين عاما على الأكثر لن يذكر أحد إذا كانت السيدة سوزان مبارك قد حصلت على الدكتوراة الفخرية، كما لم يعد يذكر أحد بعد ثلاثين عاما الدكتوراهات التى حصل عليها حكام العهد السابق وقريناتهم بسيف الحياء وذهب الرياء، لكن بالتأكيد سيذكر التاريخ أنه كان هناك فى مصر رجال ونساء، قليلون فى عددهم لكنهم أكابر فى مقامهم، رفضوا أن يكونوا خدما فى بلاط السلطان، وأثبتوا أن العلم أمانة وموقف ومسؤولية وليس شهادة معلقة على الحائط، لذا أتشرف بضم توقيعى إلى هذه القائمة المجيدة تضامنا معها وتأييداً لبيانها، وأدعوك ألا تحرم نفسك من هذا الشرف، سائلا الله أن يجعل توقيع كل من سيوقع على هذا البيان فى ميزان حسناته يوم القيامة، حتى وإن كان سيُحسب فى ميزان سيئاته فى هذه الأيام الكئيبة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق