|
كتب- حمدي عبد العال:
أكد سياسيون أنه لم يعد أمام النظام الحاكم إلا الاستجابة لمطالب الشعب والنزول على رغباتهم في الإصلاح، ولكنه ما زال يتعامل مع الموقف كما يتعامل الأطفال حينما يحاصرون في "خانة اليك"، مشيرين إلى أنه يود الرضوخ لمطالب محاصريه ولكن داعي الحفاظ على كبريائه يجعله يخشى من الرضوخ بسرعة للمطالب الشعبية فتزداد المطالب، ويكون مصير المجموعة المستبدة كمصير أقرانهم في تونس.
وأضاف: النظام يراهن حاليًّا على مدى إصرار الشعب على التغيير، وأنه لن يستطيع مواصلة ذلك الغضب عدة أيام، لكن ما يجب أن يفهمه النظام أن مطالب الشعب لم تعد تنحصر في رغيف الخبز فقط، وإنما هي ثورة غضب للتغيير الجذري في النظام الفاسد المستبد"، مشددًا على أن هذا الموقف يدل على غباء النظام في تعامله مع الأزمة.
وقال د. عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير: "موقف النظام غير مستغرب، وهذا هو المتوقع من نظام جاهل مستبد بليد جاهل بما يجري في مصر؛ حيث لم يعترف أي شخص من النظام أن هناك حراكًا شعبيًّا آخذًا في التطور منذ سنوات، وكان لزامًا عليه أن يفيق على صوت المتظاهرين قبل انفجار الشعب المتواصل".
وشدَّد على أن رموز النظام لا يعرفون شيئًا عن الحقيقة فهي محذوفة من وعيهم، ومنكرة من دستورهم، وليس من المستغرب أن يتعاملوا مع ثورة الشعب بتلك البلادة، فهذا يتفق مع تكوينهم وضمائرهم الخربة ولا علاج لهم إلا بقارعة تحل بهم حتى يرحلوا عن الوطن، وهذا هو العلاج الناجع معهم.
وأكد د. مجدي قرقر، الأمين العام المساعد لحزب العمل، أن الشعب لا ينتظر من النظام رضوخًا للمطالب أو خروج أحد المسئولين ليدلي بتصريحات أو وعود كذابة؛ لأن ردَّ أيٍّ منهم ستكون بمثابة المسكنات التي يئس منها الشعب، وقيام المصريون في هذه المرة يؤكد أنهم فطنوا الدرس الذي ظلَّ النظام يلقنه للشعب على مدار العقود الماضية.
وأوضح أن الشعب لا يريد فتح الباب أمام المماطلة التي تعود عليها النظام فهو يطالب بالتغيير أو بالرحيل، ومطالب الشعب المطروحة لا تحتاج إلى تصريحات، وإنما تحتاج إلى تنفيذ فوري.
وأضاف عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أن بوادر الانفراج أخذت في الظهور، وأن النظام ليس أمامه إلا النزول على مطالب الشعب، وعليه أن يتخلى عن كبريائه، وتجاهله لمطالب التغيير التي يحملها المصريون.
وأضاف أن الشعب خرج يثأر لمصادرة حريته، وحقه في اختيار نوابه بعد سرقة إرادتهم في الانتخابات الأخيرة، معربًا عن تمنياته أن يكون النظام قد وعى الدرس جيدًا، وقال: إن الحد الأدنى من استجابة النظام لمطالب الشعب هو إلغاء سيناريو التوريث والتعهد بأنه كأن لم يكن.
0 التعليقات:
إرسال تعليق