التاريخ: 25/12/2010
مجدى قرقر: وكأن مجدى حسين قد دخل السجن كى يوضح لأقرانه الطريق لدخول الجنة
عبد الحميد بركات: هناك فرق كبير بين التوكل و التواكل
محمد عبد القدوس: نقيب الصحفيين لم يبذل محاولة واحدة لزيارة مجدى حسين فى السجن
ضياء الصاوى: التمكين لدين الله ومقاومة مبارك وفساده أمر من أمور الدين
كتب: أبو المعالى فائق وفاطمة الوكيل - موقع العمل
بالتعاون مع اللجنة الشعبية للتضامن مع المجاهد/ مجدى حسين استضافة لجنة الحريات بنقابة الصحفيين مساء الخميس حفل توقيع كتاب "كيف تدخل الجنة؟" للمجاهد الأسير مجدى أحمد حسين, وفى بداية اللقاء أكد محمد عبد القدوس رئيس لجنة الحريات بالنقابة أن تلك الندوات واللقاءات التى تستضيفها أو تنظمها لجنة الحريات بالنقابة لمناقشة كتب مجدى أحمد حسين هى جزء ضئيل من حقه على النقابة بإعتباره صحفى كبير وعضو سابق لمجلس نقابة الصحفيين, كما أقر محمد عبد القدوس تقصير نقابة الصحفيين فى حق مجدى حسين قائلا أن نقيب الصحفيين لم يبذل أى مجهود أو محاولة لزيارة مجدى فى السجن منذ حبسه بمقتضى الحكم العسكرى بعد زيارته التضامنية لغزة فى أعقاب الغزو الأخير عليها فى شهر يناير 2009. وكأن مجدى حسين دخل السجن كى يوضح لأقرانه الطريق لدخول الجنة
وقد قام بعرض الكتاب الدكتور "مجدى قرقر" الأمين المساعد لحزب العمل والأستاذ بكلية التخطيط الإقليمى والعمرانى بجامعة القاهرة وقد بدأ الدكتور "قرقر" بالتعريف بالكتاب،حيث قال: هذا الكتاب هو مجموعة - رسائل الإيمان التى كتبها المجاهد "مجدى حسين" خلف الأسوار،وقد بلغ مجموع تلك الرسائل من قرابة الستين رسالة كتبها فى غياهب السجون بفهم صحيح للإسلام المفعم بالإيمان،موضحا والحديث هنا للدكتور "قرقر" أن الجنة هى أمل وحلم كل مؤمن فى الدنيا..لكن هذه الجنة لابد لها من عمل لنصل إليها،إلا أن زحمة الحياة تجعلنا ننسى هذا الهدف الأسمى وهو الخلود فى النعيم،وأوضح الدكتور "قرقر" فى عرضه للكتاب أن الوصول للجنة ليس بالأمر الهين ولا بمجرد النطق بالشهادتين كما يروج البعض ..لكنه بالإصرار والتصميم والتخطيط لبلوغه،وقد تعرض الكتاب لأهم مشكلة تواجهنا فى الحياة هى التى تشغلنا عن صحيح الإيمان وأراد المؤلف أن يواجه تلك التحديات التى من أهمها:
* النزعة الاستهلاكية التى تحاكى الغرب.
* الوقوع فى أسر القيم الغربية.
* المفاهيم الخاطئة التى يروجها وعاظ السلاطين والتى تتستر على الظالمين والمستبدين وقوى الطغيان داخليا وخارجيا.
كذلك من الأشياء التى تعرض لها المؤلف فى كتابه هى تلك الفتاوى التى قد تؤدى إلى البعد عن صحيح الإيمان مثل:
* الترويج بأن نطق الشهادين فقط يكفى لدخول الجنة الأمر الذى يبعث على التواكل دون العمل،والاستكانة للظلم،والتخلى عن مقاومة الظاليمن.
*أيضا الترويج لقضية الجهاد وهى فقط لا تتم إلا من قبل الحاكم.*
*أيضا التغاضى عن فكرة الإصلاح رغم أنه أساس الدين "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت"
وقال الدكتور "قرقر" فى عرضه لكتاب "كيف تدخل الجنة" إن أهم ما يميز هذا الكتاب أنه قام بعملية حصر لكل الآيات القرآنية المتعلقة بالجنة موضحا أن دخول الجنة مرهون بالإيمان المقترن بالعمل،وأن الإيمان النظرى والعملى كسبيكة واحدة هما الطريق إلى الجنة،وكان هذا عرضا للفصل الأول وقد أكمل الدكتور "قرقر" عرض الفصل الثانى الذى مثل فيه العلاقة بين الإنسان وخالقه كالتعاقد لعمل ما فالمتعاقد يبذل قصارى جهده حتى يستحق الراتب المجز المتعاقد عليه،والله أحق بهذا الجهد والبذل،وأن كل الكتب السماوية تحدثت عن هذا المعنى موضحا بعض الآيات القرآنية وكذلك بعض ما جاء به السيد المسيح حينما طالب الناس أن تتعامل مع الإيمان بنفس طريقة تعاملهم مع تفصيلهم سراويلهم،موضحا أن الاتزام بالعقد مع الله هو الأحق لا سيما وأن الله وصفها بالصفقة التجارية مثبتا ذلك بقول الحق : "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم... إلى آخر الآية" التوبة 111 ذاكرا أن الإخلال بالعقد لم ولن يكون من جانب الله ،بل الإخلال دائما يكون من جانب الإنسان "ومن أوفى بعهده من الله" وحتما فى حالة الالتزام بالعقد سيكون الثمن هو الخلود فى الجنة وهنا تكون الصفقة رابحة مقابل ثمن زهيد بحسابات الدنيا فقد يكون هذا الثمن أياما أو شهورا أو سنوات وكلها مهما طالت فهى قصيرة مقابل الخلود الأبدى فى الجنة ونعيمها،وهذه السنوات ووفقا للحسابات الرياضية فإنها قيمة زمنية لا نهائية،ولا يدرك هذا إلا من يعقل ومن يفقه وهنا وصف الله سبحانه المؤمنين بأنهم قوم يعقلون وأيضا قوم يفقهون فى حين أن الوصف المعاكس للمؤمنين وهم الكافرون بأنهم قوم لا يفقهون ولا يعقلون،ومن رحمة الله بالعباد أنه لم يجعل الدنيا دار شقاء على رغم قصرها بل فيها جوائز يشعرها من ذاق حلاوة الإيمان كالصبر عند المؤمن حتى يصمد أمام متقلبات الحياة ويلى هذا الصبر البشرى بالنصر فضلا عن ملذات الحياة فى دائرة المشروع وكما أن للمؤمنين جوائز وبشريات فأيضا لغير المؤمنين العنت والعذاب والألم (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون).
وفى ظل هذا العرض الوافى للكتاب قال الدكتور "قرقر" لكن تظل هناك تيارات معاكسة قد تفتن المؤمن،فالذى لم يراع ضميره فى التجارة أصبح أكثر ثروة،والذى باع ضميره أصبح رئيسا للتحرير،والذى باع مبادئه أصبح وزيرا أو نائبا فى البرلمان،والذى باع نفسه للشيطان أصبح له برنامج تلفزيونى أسبوعى،والصحفى الشريف ضيف دائم على السجون،فضلا عن أنه ممنوع من الكتابة فى صحف الدولة إلى آخر تلك الفتن التى لا ينجو منها إلا مؤمن قوى الإيمان الذى هو فى انتظار الجنة المؤجلة ..هذا الانتظار هو أخطر ما يواجه قضية الالتزام والثبات على الحق،ومما جاء فى الكتاب أن التوحيد الحق هو العنوان الأصلى للعقد الذى لا يفرق بين قضايا سياسية مرتبطة بالدين فقد شاع لدى وعاظ السلاطين بأن رضا الله يمكن أن يأتى بعيدا عن قضايا السياسة والجهاد مما يعد أحد أنواع البتر والتشويه وتحريف الكلم عن مواضعه وهذا هو الخطر الذى يتمثل فى تزييف وتمييع الدين وتقديم صورة محرفة عن الإسلام تجلت هذه الصورة بشكل فاضح بعد القضاء على استقلال الأزهر وتصفية استقلال الأوقاف،وما يؤكد هذا هو إصدار تشريع خاص لمنع التظاهر فى دور العبادة بعد أن سن حزب العمل سنة التظاهر فى الأزهر الشريف منذ 2002 بعد مذبحة جنين وحتى 2008 وكان للمؤلف موقفا قويا عقب أحداث جنينن حيث تحدث فيه عن تخاذل الحكام تجاه الصهاينة وعرض الأحكام الشرعية فى الموقف من المعتدين،وكذلك أحكام الجهاد وقارنها بموقف أهل الحكم فى مصر وقال إما أن نتبع أحكام الله أونتبع أحكام أهل الحكم المخالفة للشرع وكان يقف خلفه شيخ الأزهر السابق الذى كان يقف بجوار رئيس حزب العمل آن ذاك المجاهد إبراهيم شكرى وإذا بشيخ الأزهر يقول للمهندس إبراهيم شكرى: "ينفع الكلام ده يا أستاذ إبراهيم لماذا هذا الإحراج!" ولم يستطع أن يخطأ مجدى حسين وكل المسألة عند علماء السلطان ما هى إلا إحراج وعليه فإننا نجمل المواقف الأربعة لتى تحكم الحياة السياسية فى مصر:
1 - الموقف الذى يطرح الإسلام متكاملا ويطبق الرؤية الإسلامية على سياسات الحكام.
2 - الموقف الرسمى للمؤسسات الدينية الذى يعرض من الإسلام ما لا يتعارض مع الحكام وكأن المؤسسة الدينية تبنت الموقف العلمانى للدولة.
3 - الموقف الإسلامى لبعض التيارات الإسلامية الذى يتحاشى الاشتباك مع شرعية النظام الحاكم.
4 - موقف الحزب الحاكم والأمن الذى يستخدم العصا والضرب والاعتقال وتمزيق الثياب والهتاف للنظام الحاكم .
وفى سياق عرض الدكتور قرقر للكتاب سأل لماذا ندخل السياسة فى الإيمان ؟ وأجاب أن شرط دخول الجنة هو العقد الربانى وقد وردت فى القرأن الكريم آيات يغلب عليها الطابع السياسى مثل قول الله تعالى:: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم ..إلى آخر الأية البقرة 214 وهذا يعنى أن دخول الجنة له بوابة عبور هى اختبار النفس وهناك أمثلة تثبت ذلك فى التاريخ تعد نموذجا للثمن الحقيقى للجنة وقد أشار مجدى حسين فى كتابه بأن الإسلام - جهاد = النفاق بعينه.
وفى الفصل الثالث فى كتاب كيف تدخل الجنة رأى أن الجهاد هو ذروة العمل الصالح وهو الطريق الحقيقى للوصول إلى الجنة وقد تم حصر آيات القرآن التى وردت فيها الجنة تبين أن حيثيات دخول الجنة كالتالى:
1 - الإيمان المقترن بالعمل الصالح 122 مرة
2 - الجهاد السلمى والحربى 31 موضعا.
3 - الجهاد بالمال والإنفاق فى سبيل الله 18 مرة
4 - الصلاة 11 مرة.
5 - الإيمان المجرد 6 مرات.
وأهمية الإحصاء يكشف إصرار القرآن على أهمية العمل ولا فائدة بإيمان نظرى دون تطبيق عملى لهذا الإيمان ،وكان الرسول (ص) هو قدوتنا فى الجهاد،وهذا يعنى أن جهاد الرسول (ص) لم يكن يوما لأن نتحكى به وفقط بل هو نموذج يجب أن نحذو حذوه،وقد شرع الجهاد لسببين:
1 - ضد من يحاربون العقيدة ويفتنون الناس فى دينهم.
2 - الدفاع عن الدولة ضد الاعتداء الخارجى.
وكعادة المؤلف أنه بعضد رأيه بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة،ولم ينسى المؤلف أن يرد على شبهات يريد البعض أن يضعها عقبة أمام بعض ذوى الأعذار إلا أن المؤلف جاء بالاستثناءات التى تعفى أصحاب الأعذار من الجهاد المسلح فى حالة الحروب (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج) التوبة 91 ..لكن على الرغم من تلك الاستثناءا إلا أن هؤلاء لهم أبواب عدة مثل الجهاد بالمال والكلمة،وجهاد المال يبدأ من أدنى عملة وحتى مالا نهاية ،وشبهة أخرى رد عليها المؤلف حول مقولة أن الإيمان بالله وحده يكفى لدخول الجنة وهذا الإيمان يتنافى مع قبول أن تحكمنا شرائع أخرى فهل يستقيم إيمان مع نسيان وترك الأقصى تحت الاحتلال فالإسلام ليس دين طقوس فقط بل هو دين متكامل شامل لكل أركان الحياة.وقد تطرق المؤلف إلى معاهدة "كامب ديفيد" التى يريد أن يفسرها البعض بأن النظام الحاكم فى مصر نظام عاقل وحكيم وهذا هو الخطأ الأكبر من الذين يروجون مثل تلك الأقاويل فى الوقت الذى فيه كان قائد الأمة محمد بن عبدالله لم يتوقف عام عن الحرب ضد اليهود حتى استأصل شأفتهم واستقرت دولة الإسلام ومن المصائب الكبرى أنه بسبب هذه المعاهدة الجائرة لحقوق العرب والمسلمين أصبح التبرع لمساندة المحاصرين جريمة ورغم كل ما قيل عن إيجابيات معاهدة "الكامب" هل أنقذ النظام الحاكم فى مصر من ويلات الحروب حقا؟فالواقع الذى نعيشه يؤكد أننا أمام انهيار شامل فى كافة مناحى الحياة بعد 30 عاما من حكم التبعية للحلف الصهيوأمريكى وبالتقارير والأرقام وجدت مصر فى المراكز الأخيرة وفقا للتقارير الدولية ففى مؤشر سوق العمل مثلا أصبحت الدولة رقم 134 وفى مقاومة الفساد أصبحت رقم 115 إلى آخر تلك الإحصائيات التى تؤكد أن السلام المزعوم لم يحقق للمصريين إلا الفشل والفساد،وهل كانت الحروب ستفعل بنا أكثر من ذلك؟ وبخاصة بعد النمط الاستهلاكى الغربى الذى وصل بنا إلى حد السفه وليس أدل على هذا أن ننفق فى مصر قرابة الـ 36 مليار على المحمول.
وقد عرض الدكتور "قرقر" للفصل الرابع من الكتاب الذى هو تتويج لكل ماسبق بسؤال "كيف نصدق بالجنة وهى غيب مطلق؟" حيث قال الدكتور قرقر فى عرضه أن المؤلف ذكر فى رسائل الإيمان السابقة إن أهم التعامل مع الجنة بيقين هو الغيب،والغيب هو أهم التحديات الإيمانية ومن الغيبيات أيضا قضية البعث ..لكن الله قدم للبشرية الكثير من الآيات الظاهرية الملموسة التى على قياسها تتضح الأمور فقال تعالى : "سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق".
وقد ختم الدكتور قرقر عرضه لكتاب المفكر الإسلامى مجدى أحمد حسين بآخر رسائله الإيمانية التى تطرقت للوقت الذى لا يفطن كثير من الناس لخطورته وأهم تلك الأخطار أن موعد الموت غير معلوم وهى رسالة للإنسان بأن يكون يقظا ويحاول تغيير وتعديل مساره من الخير إلى الشر وبحساب بسيط نجد أن عمر الإنسان بعد أن نطرح منه الساعات المهدرة كالنوم مثلا وما قبل التكليف نجدها تصل إلى 30 عاما أو أكثر بقليل،وهنا وضع المؤلف ما يشبه "الروشته" لمحاولة تدارك ما فاته الإنسان وهو تذكر الموت دائما لضمان معرفة أن الحياة قصيرة لا سيما وأن موعد الموت وساعته أيضا من الغيبات مما يعد إنذارا متجددا للإنسان ،وفى نهاية عرض الكتاب قال الدكتور "قرقر" وقصدنا من كل هذا الحديث السابق محاربة الفكرة الزائفة بأن الآخرة بعيدة وهو الأمر الذى يساهم فى طرحه جانبا والانشغال بالهموم العاجلة واليومية للدنيا فالإنسان خلق عجولا ولا بد من أن يوسوس نفسه على التمهل والتفكر فى آيات الله حتى تستقيم حركته ،لذا أثبتنا أن الآخرة ليست بعيدة بالمعنى النسبى للزمن فحسب..لكن حتى بالمعنى المطلق لأن الموت محيط بك فى كل لحظة وصدق القائل: "كفى بالموت واعظا"
لا فصل بين السياسة والدين
وقد شهد حفل التوقيع عدد من المداخلات من ضيوف الحفل الذى اكتظت بهم قاعة طه حسين بنقابة الصحفيين حيث قال الدكتور عبد القادر سيد احمد العميد الأسبق لكلية الصيدلة بجامعة القاهرة: هناك محاولة لاحداث شقاق بين السياسة والدين ومعنى أن نفصل الدين والقيم عن السياسة أننا سنولى أمورنا لمجموعة من اللصوص.
كما أوضح عبد القادر ان الحرب على العراق قد اعلنها مناحم بيجن اثناء توقيع كامب ديفيد حين قال بالعبرية "جلسنا على نهر بابل وطلبوا منا ان نغنى لهم اغانى اورشاليم كيف نغنى لهم و نحن فى الأسر. طوبى يا اهل بابل لمن يمسك اطفالك ويضرب برؤوسهم الصخر".
أما فاروق العشرى المناضل القومى المعروف قال فى تعقيبه : ان الجهاد عادة ما يأتى عن طريق التجرد من الذاتية و هو ما يفعله مجدى احمد حسين دائما و ان هذا الكتاب هو خير تعبير عن نفس المؤمن السليمة التى هى على درب الجهاد كما اعتادنا من مجدى احمد حسين فى جميع المواقف .
هناك فرق كبير بين التوكل والتواكل
وفى مداخلة للأستاذ عبد الحميد بركات الأمين العام المفوض لحزب العمل الإسلامى أوضح خلالها أن هناك فرق كبير بين التوكل و التواكل فالله لم يطلعنا على الغيب حتى لا نتواكل وهنا تأتى أهمية الانصياع للأوامر والنواهى فهذا الانصياع للأوامر والنواهى الربانية يؤدى بالانسان للطريق السليم للوصول الى الجنة وهذا ما أعتقد أن الأستاذ مجدى حسين أراد توضيحه فى كتابه.
وأضاف بركات : كل دعاة فصل الدين عن السياسة كلهم يتحدثون من منطلقات غربية متاثرين بالثقافة المسيحية و هى الديانة التى لم تحتوى على تشريع او شريعة من الاساس .
مجدى حسين هو من يحبس سجانيه
أما المهندس عبد العزيز الحسينى القيادى فى حزب الكرامة فقد قال : ان التغيير هو رسالة كل الديانات السماوية التى أنزلها الله لتغيير المجتمعات الى الافضل . كما اكد على ان هناك تعمد لتهميش فريضة الجهاد حيث نزعت كلمة الجهاد من كل خطابات الرؤوساء و اجتماعات القمة و يضيف ان مجدى حسين هو من يحبس سجانيه لان كلماته هى التى تصل الى الناس بينما كلماتهم مرفوضة و منبوذه من الشعب .
التمكين لدين الله ومقاومة مبارك وفساده أمر من أمور الدين
كما تحدث ضياء الصاوى أمين اتحاد شباب حزب العمل الإسلامى قائلا: أن أهم ما يمكن أن نجده فى كتب الأستاذ مجدى حسين أنه لا يكتفى فقط بتفسير القرآن ولكنه يقوم بإنزال تفسير الآيات على الواقع. ورداً على دعاة العلمانية و دعاة فصل الدين عن السياسة قال ضياء الصاوى أن القرآن ليس كتاب تاريخ أو قصص بل هو كتاب الله انزله إلينا ليكون دستور حياتنا فالقرآن الكريم يحتوى على عدد من النظريات والقوانين التى يجب أن تطبق لتستقيم الحياة و تصح وأن كل القصص القرآنى هدفه استخلاص العبر والقوانين.
ويضيف الصاوى ان حفظ القرآن شئ رائع ومهم و لكنه فرض كفاية أما العمل بما جاء فى القران الكريم فهو فرض عين كل المسلمين فدخول الجنة ليس مرتبط بأداء العبادات وحدها فقط بل مرتبط أيضا بالجهاد والعمل على التمكين لدين الله فى الأرض لذا نجد أن مقاومة مبارك و نظامه الفاسد هو أمر من أمور الدين.
و اختتم الشيخ عبد الرحمن لطفى أمين حزب العمل بالمنيا المداخلات قائلا : عادة ما يفسر علماء السلطان الايه الكريمة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" بطريقة خاطئة تحث على التواكل و لكن هذا معنى منقوص لخدمة اهدافهم و يضيف فى القران ايات كثيرة تكمل المعنى و تظهره من الاية الكريمة " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسولوالذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب " و كذلك الايه الكريمة " إن اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة , يقاتلون فى سبيل اللّه فيقتلون ويقتلون"
حضور حاشد من قيادات وشباب وأصدقاء حزب العمل
والجدير بالذكر أن هذه هى الدراسة الثانية التى تصدر لمجدى حسين وهو داخل السجن وقد شارك بالحضور عدد كبير من الصحفيين وأساتذة الجامعات والنشطاء السياسيين والقيادات السياسية منهم الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية والدكتورة جيهان الحلفاوى والدكتور علاء السيسى والأستاذ عزت هلال والعديد من حركة شباب من أجل العدالة والحرية.
كما شارك بالحضور عدد كبير من قيادات وشباب حزب العمل منهم الدكتورة نجلاء القليوبى أمين مساعد الحزب والأستاذ أبو المعالى فائق أمين الحزب بالغربية والسفير محمد والى عضو اللجنة التنفيذية بالحزب والأستاذ حسن كريم أمين مساعد التنظيم والأستاذ نور عبد الصمد مدير عام إدارة المواقع الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار والشيخ إبراهيم خضر عضو أمانة الحزب بالغربية والأستاذ محمد مراد أمين الحزب بالمحلة.
كما حضر من قيادات اتحاد شباب حزب العمل شوقى رجب أمين الإعلام باتحاد الشباب ومديحه قرقر ودعاء جمال الدين وحسن البنا وعمر الجندى من قيادات اتحاد الشباب ومحمد منير وفاتن الوكيل وشاهيناز أحمد وأية محمد من قيادات رابطة طلاب العمل الإسلامى والعديد من شباب وطلاب اتحاد الشباب بالحزب.
مجدى قرقر: وكأن مجدى حسين قد دخل السجن كى يوضح لأقرانه الطريق لدخول الجنة
عبد الحميد بركات: هناك فرق كبير بين التوكل و التواكل
محمد عبد القدوس: نقيب الصحفيين لم يبذل محاولة واحدة لزيارة مجدى حسين فى السجن
ضياء الصاوى: التمكين لدين الله ومقاومة مبارك وفساده أمر من أمور الدين
كتب: أبو المعالى فائق وفاطمة الوكيل - موقع العمل
بالتعاون مع اللجنة الشعبية للتضامن مع المجاهد/ مجدى حسين استضافة لجنة الحريات بنقابة الصحفيين مساء الخميس حفل توقيع كتاب "كيف تدخل الجنة؟" للمجاهد الأسير مجدى أحمد حسين, وفى بداية اللقاء أكد محمد عبد القدوس رئيس لجنة الحريات بالنقابة أن تلك الندوات واللقاءات التى تستضيفها أو تنظمها لجنة الحريات بالنقابة لمناقشة كتب مجدى أحمد حسين هى جزء ضئيل من حقه على النقابة بإعتباره صحفى كبير وعضو سابق لمجلس نقابة الصحفيين, كما أقر محمد عبد القدوس تقصير نقابة الصحفيين فى حق مجدى حسين قائلا أن نقيب الصحفيين لم يبذل أى مجهود أو محاولة لزيارة مجدى فى السجن منذ حبسه بمقتضى الحكم العسكرى بعد زيارته التضامنية لغزة فى أعقاب الغزو الأخير عليها فى شهر يناير 2009. وكأن مجدى حسين دخل السجن كى يوضح لأقرانه الطريق لدخول الجنة
وقد قام بعرض الكتاب الدكتور "مجدى قرقر" الأمين المساعد لحزب العمل والأستاذ بكلية التخطيط الإقليمى والعمرانى بجامعة القاهرة وقد بدأ الدكتور "قرقر" بالتعريف بالكتاب،حيث قال: هذا الكتاب هو مجموعة - رسائل الإيمان التى كتبها المجاهد "مجدى حسين" خلف الأسوار،وقد بلغ مجموع تلك الرسائل من قرابة الستين رسالة كتبها فى غياهب السجون بفهم صحيح للإسلام المفعم بالإيمان،موضحا والحديث هنا للدكتور "قرقر" أن الجنة هى أمل وحلم كل مؤمن فى الدنيا..لكن هذه الجنة لابد لها من عمل لنصل إليها،إلا أن زحمة الحياة تجعلنا ننسى هذا الهدف الأسمى وهو الخلود فى النعيم،وأوضح الدكتور "قرقر" فى عرضه للكتاب أن الوصول للجنة ليس بالأمر الهين ولا بمجرد النطق بالشهادتين كما يروج البعض ..لكنه بالإصرار والتصميم والتخطيط لبلوغه،وقد تعرض الكتاب لأهم مشكلة تواجهنا فى الحياة هى التى تشغلنا عن صحيح الإيمان وأراد المؤلف أن يواجه تلك التحديات التى من أهمها:
* النزعة الاستهلاكية التى تحاكى الغرب.
* الوقوع فى أسر القيم الغربية.
* المفاهيم الخاطئة التى يروجها وعاظ السلاطين والتى تتستر على الظالمين والمستبدين وقوى الطغيان داخليا وخارجيا.
كذلك من الأشياء التى تعرض لها المؤلف فى كتابه هى تلك الفتاوى التى قد تؤدى إلى البعد عن صحيح الإيمان مثل:
* الترويج بأن نطق الشهادين فقط يكفى لدخول الجنة الأمر الذى يبعث على التواكل دون العمل،والاستكانة للظلم،والتخلى عن مقاومة الظاليمن.
*أيضا الترويج لقضية الجهاد وهى فقط لا تتم إلا من قبل الحاكم.*
*أيضا التغاضى عن فكرة الإصلاح رغم أنه أساس الدين "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت"
وقال الدكتور "قرقر" فى عرضه لكتاب "كيف تدخل الجنة" إن أهم ما يميز هذا الكتاب أنه قام بعملية حصر لكل الآيات القرآنية المتعلقة بالجنة موضحا أن دخول الجنة مرهون بالإيمان المقترن بالعمل،وأن الإيمان النظرى والعملى كسبيكة واحدة هما الطريق إلى الجنة،وكان هذا عرضا للفصل الأول وقد أكمل الدكتور "قرقر" عرض الفصل الثانى الذى مثل فيه العلاقة بين الإنسان وخالقه كالتعاقد لعمل ما فالمتعاقد يبذل قصارى جهده حتى يستحق الراتب المجز المتعاقد عليه،والله أحق بهذا الجهد والبذل،وأن كل الكتب السماوية تحدثت عن هذا المعنى موضحا بعض الآيات القرآنية وكذلك بعض ما جاء به السيد المسيح حينما طالب الناس أن تتعامل مع الإيمان بنفس طريقة تعاملهم مع تفصيلهم سراويلهم،موضحا أن الاتزام بالعقد مع الله هو الأحق لا سيما وأن الله وصفها بالصفقة التجارية مثبتا ذلك بقول الحق : "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم... إلى آخر الآية" التوبة 111 ذاكرا أن الإخلال بالعقد لم ولن يكون من جانب الله ،بل الإخلال دائما يكون من جانب الإنسان "ومن أوفى بعهده من الله" وحتما فى حالة الالتزام بالعقد سيكون الثمن هو الخلود فى الجنة وهنا تكون الصفقة رابحة مقابل ثمن زهيد بحسابات الدنيا فقد يكون هذا الثمن أياما أو شهورا أو سنوات وكلها مهما طالت فهى قصيرة مقابل الخلود الأبدى فى الجنة ونعيمها،وهذه السنوات ووفقا للحسابات الرياضية فإنها قيمة زمنية لا نهائية،ولا يدرك هذا إلا من يعقل ومن يفقه وهنا وصف الله سبحانه المؤمنين بأنهم قوم يعقلون وأيضا قوم يفقهون فى حين أن الوصف المعاكس للمؤمنين وهم الكافرون بأنهم قوم لا يفقهون ولا يعقلون،ومن رحمة الله بالعباد أنه لم يجعل الدنيا دار شقاء على رغم قصرها بل فيها جوائز يشعرها من ذاق حلاوة الإيمان كالصبر عند المؤمن حتى يصمد أمام متقلبات الحياة ويلى هذا الصبر البشرى بالنصر فضلا عن ملذات الحياة فى دائرة المشروع وكما أن للمؤمنين جوائز وبشريات فأيضا لغير المؤمنين العنت والعذاب والألم (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون).
وفى ظل هذا العرض الوافى للكتاب قال الدكتور "قرقر" لكن تظل هناك تيارات معاكسة قد تفتن المؤمن،فالذى لم يراع ضميره فى التجارة أصبح أكثر ثروة،والذى باع ضميره أصبح رئيسا للتحرير،والذى باع مبادئه أصبح وزيرا أو نائبا فى البرلمان،والذى باع نفسه للشيطان أصبح له برنامج تلفزيونى أسبوعى،والصحفى الشريف ضيف دائم على السجون،فضلا عن أنه ممنوع من الكتابة فى صحف الدولة إلى آخر تلك الفتن التى لا ينجو منها إلا مؤمن قوى الإيمان الذى هو فى انتظار الجنة المؤجلة ..هذا الانتظار هو أخطر ما يواجه قضية الالتزام والثبات على الحق،ومما جاء فى الكتاب أن التوحيد الحق هو العنوان الأصلى للعقد الذى لا يفرق بين قضايا سياسية مرتبطة بالدين فقد شاع لدى وعاظ السلاطين بأن رضا الله يمكن أن يأتى بعيدا عن قضايا السياسة والجهاد مما يعد أحد أنواع البتر والتشويه وتحريف الكلم عن مواضعه وهذا هو الخطر الذى يتمثل فى تزييف وتمييع الدين وتقديم صورة محرفة عن الإسلام تجلت هذه الصورة بشكل فاضح بعد القضاء على استقلال الأزهر وتصفية استقلال الأوقاف،وما يؤكد هذا هو إصدار تشريع خاص لمنع التظاهر فى دور العبادة بعد أن سن حزب العمل سنة التظاهر فى الأزهر الشريف منذ 2002 بعد مذبحة جنين وحتى 2008 وكان للمؤلف موقفا قويا عقب أحداث جنينن حيث تحدث فيه عن تخاذل الحكام تجاه الصهاينة وعرض الأحكام الشرعية فى الموقف من المعتدين،وكذلك أحكام الجهاد وقارنها بموقف أهل الحكم فى مصر وقال إما أن نتبع أحكام الله أونتبع أحكام أهل الحكم المخالفة للشرع وكان يقف خلفه شيخ الأزهر السابق الذى كان يقف بجوار رئيس حزب العمل آن ذاك المجاهد إبراهيم شكرى وإذا بشيخ الأزهر يقول للمهندس إبراهيم شكرى: "ينفع الكلام ده يا أستاذ إبراهيم لماذا هذا الإحراج!" ولم يستطع أن يخطأ مجدى حسين وكل المسألة عند علماء السلطان ما هى إلا إحراج وعليه فإننا نجمل المواقف الأربعة لتى تحكم الحياة السياسية فى مصر:
1 - الموقف الذى يطرح الإسلام متكاملا ويطبق الرؤية الإسلامية على سياسات الحكام.
2 - الموقف الرسمى للمؤسسات الدينية الذى يعرض من الإسلام ما لا يتعارض مع الحكام وكأن المؤسسة الدينية تبنت الموقف العلمانى للدولة.
3 - الموقف الإسلامى لبعض التيارات الإسلامية الذى يتحاشى الاشتباك مع شرعية النظام الحاكم.
4 - موقف الحزب الحاكم والأمن الذى يستخدم العصا والضرب والاعتقال وتمزيق الثياب والهتاف للنظام الحاكم .
وفى سياق عرض الدكتور قرقر للكتاب سأل لماذا ندخل السياسة فى الإيمان ؟ وأجاب أن شرط دخول الجنة هو العقد الربانى وقد وردت فى القرأن الكريم آيات يغلب عليها الطابع السياسى مثل قول الله تعالى:: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم ..إلى آخر الأية البقرة 214 وهذا يعنى أن دخول الجنة له بوابة عبور هى اختبار النفس وهناك أمثلة تثبت ذلك فى التاريخ تعد نموذجا للثمن الحقيقى للجنة وقد أشار مجدى حسين فى كتابه بأن الإسلام - جهاد = النفاق بعينه.
وفى الفصل الثالث فى كتاب كيف تدخل الجنة رأى أن الجهاد هو ذروة العمل الصالح وهو الطريق الحقيقى للوصول إلى الجنة وقد تم حصر آيات القرآن التى وردت فيها الجنة تبين أن حيثيات دخول الجنة كالتالى:
1 - الإيمان المقترن بالعمل الصالح 122 مرة
2 - الجهاد السلمى والحربى 31 موضعا.
3 - الجهاد بالمال والإنفاق فى سبيل الله 18 مرة
4 - الصلاة 11 مرة.
5 - الإيمان المجرد 6 مرات.
وأهمية الإحصاء يكشف إصرار القرآن على أهمية العمل ولا فائدة بإيمان نظرى دون تطبيق عملى لهذا الإيمان ،وكان الرسول (ص) هو قدوتنا فى الجهاد،وهذا يعنى أن جهاد الرسول (ص) لم يكن يوما لأن نتحكى به وفقط بل هو نموذج يجب أن نحذو حذوه،وقد شرع الجهاد لسببين:
1 - ضد من يحاربون العقيدة ويفتنون الناس فى دينهم.
2 - الدفاع عن الدولة ضد الاعتداء الخارجى.
وكعادة المؤلف أنه بعضد رأيه بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة،ولم ينسى المؤلف أن يرد على شبهات يريد البعض أن يضعها عقبة أمام بعض ذوى الأعذار إلا أن المؤلف جاء بالاستثناءات التى تعفى أصحاب الأعذار من الجهاد المسلح فى حالة الحروب (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج) التوبة 91 ..لكن على الرغم من تلك الاستثناءا إلا أن هؤلاء لهم أبواب عدة مثل الجهاد بالمال والكلمة،وجهاد المال يبدأ من أدنى عملة وحتى مالا نهاية ،وشبهة أخرى رد عليها المؤلف حول مقولة أن الإيمان بالله وحده يكفى لدخول الجنة وهذا الإيمان يتنافى مع قبول أن تحكمنا شرائع أخرى فهل يستقيم إيمان مع نسيان وترك الأقصى تحت الاحتلال فالإسلام ليس دين طقوس فقط بل هو دين متكامل شامل لكل أركان الحياة.وقد تطرق المؤلف إلى معاهدة "كامب ديفيد" التى يريد أن يفسرها البعض بأن النظام الحاكم فى مصر نظام عاقل وحكيم وهذا هو الخطأ الأكبر من الذين يروجون مثل تلك الأقاويل فى الوقت الذى فيه كان قائد الأمة محمد بن عبدالله لم يتوقف عام عن الحرب ضد اليهود حتى استأصل شأفتهم واستقرت دولة الإسلام ومن المصائب الكبرى أنه بسبب هذه المعاهدة الجائرة لحقوق العرب والمسلمين أصبح التبرع لمساندة المحاصرين جريمة ورغم كل ما قيل عن إيجابيات معاهدة "الكامب" هل أنقذ النظام الحاكم فى مصر من ويلات الحروب حقا؟فالواقع الذى نعيشه يؤكد أننا أمام انهيار شامل فى كافة مناحى الحياة بعد 30 عاما من حكم التبعية للحلف الصهيوأمريكى وبالتقارير والأرقام وجدت مصر فى المراكز الأخيرة وفقا للتقارير الدولية ففى مؤشر سوق العمل مثلا أصبحت الدولة رقم 134 وفى مقاومة الفساد أصبحت رقم 115 إلى آخر تلك الإحصائيات التى تؤكد أن السلام المزعوم لم يحقق للمصريين إلا الفشل والفساد،وهل كانت الحروب ستفعل بنا أكثر من ذلك؟ وبخاصة بعد النمط الاستهلاكى الغربى الذى وصل بنا إلى حد السفه وليس أدل على هذا أن ننفق فى مصر قرابة الـ 36 مليار على المحمول.
وقد عرض الدكتور "قرقر" للفصل الرابع من الكتاب الذى هو تتويج لكل ماسبق بسؤال "كيف نصدق بالجنة وهى غيب مطلق؟" حيث قال الدكتور قرقر فى عرضه أن المؤلف ذكر فى رسائل الإيمان السابقة إن أهم التعامل مع الجنة بيقين هو الغيب،والغيب هو أهم التحديات الإيمانية ومن الغيبيات أيضا قضية البعث ..لكن الله قدم للبشرية الكثير من الآيات الظاهرية الملموسة التى على قياسها تتضح الأمور فقال تعالى : "سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق".
وقد ختم الدكتور قرقر عرضه لكتاب المفكر الإسلامى مجدى أحمد حسين بآخر رسائله الإيمانية التى تطرقت للوقت الذى لا يفطن كثير من الناس لخطورته وأهم تلك الأخطار أن موعد الموت غير معلوم وهى رسالة للإنسان بأن يكون يقظا ويحاول تغيير وتعديل مساره من الخير إلى الشر وبحساب بسيط نجد أن عمر الإنسان بعد أن نطرح منه الساعات المهدرة كالنوم مثلا وما قبل التكليف نجدها تصل إلى 30 عاما أو أكثر بقليل،وهنا وضع المؤلف ما يشبه "الروشته" لمحاولة تدارك ما فاته الإنسان وهو تذكر الموت دائما لضمان معرفة أن الحياة قصيرة لا سيما وأن موعد الموت وساعته أيضا من الغيبات مما يعد إنذارا متجددا للإنسان ،وفى نهاية عرض الكتاب قال الدكتور "قرقر" وقصدنا من كل هذا الحديث السابق محاربة الفكرة الزائفة بأن الآخرة بعيدة وهو الأمر الذى يساهم فى طرحه جانبا والانشغال بالهموم العاجلة واليومية للدنيا فالإنسان خلق عجولا ولا بد من أن يوسوس نفسه على التمهل والتفكر فى آيات الله حتى تستقيم حركته ،لذا أثبتنا أن الآخرة ليست بعيدة بالمعنى النسبى للزمن فحسب..لكن حتى بالمعنى المطلق لأن الموت محيط بك فى كل لحظة وصدق القائل: "كفى بالموت واعظا"
لا فصل بين السياسة والدين
وقد شهد حفل التوقيع عدد من المداخلات من ضيوف الحفل الذى اكتظت بهم قاعة طه حسين بنقابة الصحفيين حيث قال الدكتور عبد القادر سيد احمد العميد الأسبق لكلية الصيدلة بجامعة القاهرة: هناك محاولة لاحداث شقاق بين السياسة والدين ومعنى أن نفصل الدين والقيم عن السياسة أننا سنولى أمورنا لمجموعة من اللصوص.
كما أوضح عبد القادر ان الحرب على العراق قد اعلنها مناحم بيجن اثناء توقيع كامب ديفيد حين قال بالعبرية "جلسنا على نهر بابل وطلبوا منا ان نغنى لهم اغانى اورشاليم كيف نغنى لهم و نحن فى الأسر. طوبى يا اهل بابل لمن يمسك اطفالك ويضرب برؤوسهم الصخر".
أما فاروق العشرى المناضل القومى المعروف قال فى تعقيبه : ان الجهاد عادة ما يأتى عن طريق التجرد من الذاتية و هو ما يفعله مجدى احمد حسين دائما و ان هذا الكتاب هو خير تعبير عن نفس المؤمن السليمة التى هى على درب الجهاد كما اعتادنا من مجدى احمد حسين فى جميع المواقف .
هناك فرق كبير بين التوكل والتواكل
وفى مداخلة للأستاذ عبد الحميد بركات الأمين العام المفوض لحزب العمل الإسلامى أوضح خلالها أن هناك فرق كبير بين التوكل و التواكل فالله لم يطلعنا على الغيب حتى لا نتواكل وهنا تأتى أهمية الانصياع للأوامر والنواهى فهذا الانصياع للأوامر والنواهى الربانية يؤدى بالانسان للطريق السليم للوصول الى الجنة وهذا ما أعتقد أن الأستاذ مجدى حسين أراد توضيحه فى كتابه.
وأضاف بركات : كل دعاة فصل الدين عن السياسة كلهم يتحدثون من منطلقات غربية متاثرين بالثقافة المسيحية و هى الديانة التى لم تحتوى على تشريع او شريعة من الاساس .
مجدى حسين هو من يحبس سجانيه
أما المهندس عبد العزيز الحسينى القيادى فى حزب الكرامة فقد قال : ان التغيير هو رسالة كل الديانات السماوية التى أنزلها الله لتغيير المجتمعات الى الافضل . كما اكد على ان هناك تعمد لتهميش فريضة الجهاد حيث نزعت كلمة الجهاد من كل خطابات الرؤوساء و اجتماعات القمة و يضيف ان مجدى حسين هو من يحبس سجانيه لان كلماته هى التى تصل الى الناس بينما كلماتهم مرفوضة و منبوذه من الشعب .
التمكين لدين الله ومقاومة مبارك وفساده أمر من أمور الدين
كما تحدث ضياء الصاوى أمين اتحاد شباب حزب العمل الإسلامى قائلا: أن أهم ما يمكن أن نجده فى كتب الأستاذ مجدى حسين أنه لا يكتفى فقط بتفسير القرآن ولكنه يقوم بإنزال تفسير الآيات على الواقع. ورداً على دعاة العلمانية و دعاة فصل الدين عن السياسة قال ضياء الصاوى أن القرآن ليس كتاب تاريخ أو قصص بل هو كتاب الله انزله إلينا ليكون دستور حياتنا فالقرآن الكريم يحتوى على عدد من النظريات والقوانين التى يجب أن تطبق لتستقيم الحياة و تصح وأن كل القصص القرآنى هدفه استخلاص العبر والقوانين.
ويضيف الصاوى ان حفظ القرآن شئ رائع ومهم و لكنه فرض كفاية أما العمل بما جاء فى القران الكريم فهو فرض عين كل المسلمين فدخول الجنة ليس مرتبط بأداء العبادات وحدها فقط بل مرتبط أيضا بالجهاد والعمل على التمكين لدين الله فى الأرض لذا نجد أن مقاومة مبارك و نظامه الفاسد هو أمر من أمور الدين.
و اختتم الشيخ عبد الرحمن لطفى أمين حزب العمل بالمنيا المداخلات قائلا : عادة ما يفسر علماء السلطان الايه الكريمة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" بطريقة خاطئة تحث على التواكل و لكن هذا معنى منقوص لخدمة اهدافهم و يضيف فى القران ايات كثيرة تكمل المعنى و تظهره من الاية الكريمة " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسولوالذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب " و كذلك الايه الكريمة " إن اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة , يقاتلون فى سبيل اللّه فيقتلون ويقتلون"
حضور حاشد من قيادات وشباب وأصدقاء حزب العمل
والجدير بالذكر أن هذه هى الدراسة الثانية التى تصدر لمجدى حسين وهو داخل السجن وقد شارك بالحضور عدد كبير من الصحفيين وأساتذة الجامعات والنشطاء السياسيين والقيادات السياسية منهم الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية والدكتورة جيهان الحلفاوى والدكتور علاء السيسى والأستاذ عزت هلال والعديد من حركة شباب من أجل العدالة والحرية.
كما شارك بالحضور عدد كبير من قيادات وشباب حزب العمل منهم الدكتورة نجلاء القليوبى أمين مساعد الحزب والأستاذ أبو المعالى فائق أمين الحزب بالغربية والسفير محمد والى عضو اللجنة التنفيذية بالحزب والأستاذ حسن كريم أمين مساعد التنظيم والأستاذ نور عبد الصمد مدير عام إدارة المواقع الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار والشيخ إبراهيم خضر عضو أمانة الحزب بالغربية والأستاذ محمد مراد أمين الحزب بالمحلة.
كما حضر من قيادات اتحاد شباب حزب العمل شوقى رجب أمين الإعلام باتحاد الشباب ومديحه قرقر ودعاء جمال الدين وحسن البنا وعمر الجندى من قيادات اتحاد الشباب ومحمد منير وفاتن الوكيل وشاهيناز أحمد وأية محمد من قيادات رابطة طلاب العمل الإسلامى والعديد من شباب وطلاب اتحاد الشباب بالحزب.
1 التعليقات:
جزاكم الله خيرا يا دكتور على العرض الرائع الذى وفى وكفى وأثمر.
بصدق لقد حلت بركات الأستاذ مجدى حسين وكأنه كان بيننا فالصمت والحضور والإنصات لعرض الكتاب كان على غير العادة،والحمد لله على تلك النعمة التى لولا أن سبقها إخلاص فى العمل ما كانت لتكون كذلك،شكر الله لك يا دكتور ومتعك بالصحة والعافية وجعل كل ذلك فى ميزان حسناتك،وبارك الله فى كل من ساهم فى إنجاح تلك الندوة،وبارك الله فى الدكتورة نجلاء القليوبى التى أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها خير مثال للمرأة الوفية للمبادئ السياسية والاجتماعية.
إرسال تعليق