بقلم دكتور مجدي قرقر
فقد المواطن المصري أي إحساس بالتطور والتغيير في الحياة السياسية المصرية والتي أصبحت بركة راكدة ميتة تفتقد أية حركة أو حياة .. وفي كل الفترات التي زادت فيها التكهنات بحدوث تغيير حقيقي يتناسب مع حجم الأحداث التي تستدعي هذا التغيير يفاجئ الشعب بـ "جردل ميه ساقعة فوق دماغه" ليدرك أن "التغيير" يعني "لا تغيير" وأن مجرى الحياة السياسية مازال بركة راكدة .. وإذا شئنا الدقة بركة ميتة نتنة وعفنة من طول ركودها وطول مكوث الكثيرين فيها 0
****
لائحة "أوول سايز"
تغيير بطئ ساكن لا تكاد تشعر به .. بعد كل هذه الحملة المتأخرة ضد السيد يوسف والي .. بعد تلك الحملة التي "شلفطت" وجه الحكومة ووجه الحزب الحاكم يتم تسكين "الوالي" في موقع نائب رئيس الحزب "ليرتاح" في بيته كما "ارتاح" من قبله سلفه في التطبيع "د. مصطفى خليل" .. ولما لا ؟!! فلائحة الحزب الوطني "اللا ديموقراطي" الداخلية تستوعب الجميع " All sizes " كما يقولون .. أو كما يقول سعيد صالح "أستك منه فيه" .. لائحة مطاطة عشان "ماحدش يزعل" .. لائحة مرنة تتسع لنائب رئيس الحزب للشئون الخارجية ( د. مصطفى خليل ) ولنائب رئيس الحزب للشئون الداخلية ( د. يوسف والي ) وفي المؤتمر القادم سيتم توسيعها لتتسع لنائب رئيس الحزب لشئون البين بين أي على الحدود بين الداخلية والخارجية لتسكين السيد كمال الشاذلي ولنائب رئيس الحزب للشئون الفضائية الكونية لتسكين السيد صفوت الشريف لييخلو مقعد الأمانة العامة للسيد جمال مبارك .. ورحم الله الرئيس السادات أستاذ هذه الاختراعات 0
****
مساعد رئيس الجمهورية لشئون العزاء
رحم الله الرئيس السادات أستاذ هذه الاختراعات الذي اخترع منصب "مساعد رئيس الجمهورية" وسكن فيه السيد سيد مرغي ومن بعده – على ما أذكر – السيد ممدوح سالم .. ونكتشف بعدها أنه "مساعد رئيس الجمهورية لشئون العزاء" ليساعده في القيام بواجبات العزاء الخارجية – خارج القطر – لعزاء ملك أو رئيس أو أمير .. كل ما عليه أن يطالع صحف الصباح أو يستمع للإذاعات الأجنبية فإذا فوجئ بعزاء خارجي شد الرحال إلى المطار وركب الطائرة و"شرخ" ليحتسي فنجان قهوة يمني أو برازيلي أو كوب شاي سيلاني ليعود أدراجه بعد أن قام بالواجب ومارس "مهامه العزائية" .. وإذا مل العزاءات فلا مانع من الراحة في بيته فمنصبه مجرد "استخراع" أو ترضية لمن تجاوز السن القانوني أو تجاوز الصلاحية .. وبالتالي فهو منصب بدون مهام ولا يحمل صاحبه أية مسئوليات باستثناء تذوق القهوة السادة أو المضبوطة في سرادقات العزاء .. وإذا ارتاح السيد يوسف والي في بيته فهل سيمنعه هذا من متابعة حبه المتجدد وعشقه لأصدقائه الصهاينة رغم أن هذا شئون خارجية وأبعد ما تكون عن الشئون الداخلية التي تولى مسئوليتها .. والأهم من هذا فإن استمراره في التطبيع سيكون تعديا على اختصاصات سلفه نائب الشئون الخارجية .. أما الشئون الداخلية فلا أدري – لجهلي – إذا كانت الشئون الداخلية للحزب فيكون في هذا تعارض مع أمناء التنظيم والعضوية والمالية الخ .. أو الشئون الداخلية للقطر فيكون بهذا متداخلا مع رئيس الوزراء أو وزير الداخلية بحكم الاسم .. على أي حال فلندع الأيام ترينا اختصاصاته الجديدة !!!!
****
يا عطارين دلوني التغيير طريقه فين؟!!!
دلوني على التغيير ولكم الثواب .. ما الفرق بين يوسف والي وصفوت الشريف ؟!!! .. لا أتحدث هنا عن الفساد ولكن أتحدث عن طول فترة الخدمة .. ألا يكفي "خمس قرن – عشون عاما" لكل منهما؟!!! .. دلوني عن التغيير .. يا سياسيين دلوني .. يا عالمين بحال مصر دلوني .. دلوني وإلا سأسأل العطارين كما سألتهم إحدى مطربات زمان .. يا عطارين دلوني التغيير أراضيه فين؟!!! .. ماذا يعني استمرار السيد كمال الشاذلي ما يقرب من "النصف قرن" "كابسا على أنفاسنا" ليتم تجديد تعيينه أمينا عاما مساعدا "للحزب الحاكم" حتى وإن حجمت اللائحة المطاطة سلطاته وسلطات الأمين العام الجديد ؟!!!
****
الحزب الوطني اللا ديموقراطي
صدعوا رؤوسنا بالحزب النموذج الحزب القدوة والانتخابات من القاعدة إلى القمة .. وتابعنا انتخابات القاعدة ووجدناها ملئى بالفساد والرشوة ومن يدفع الثمن .. ولقد قالها لي أحد أعضاء الأمانة العامة الجدد عقب إحدى الندوات قبل انتخابات مجلس الشورى الماضية وأنه نزل مع السيد جمال مبارك لإجراء انتخابات المجمع الانتخابي ليكتشفا أن الفساد استشرى في القاعدة كما استشرى في القمة – هذا هو بناء الحزب الوطني – تجاوزنا عن انتخابات القاعدة انتظارا لانتخابات القمة والمؤتمر القدوة لنرى الممارسة الديموقراطية التي وعدونا بها .. الديموقراطية في أبسط صورها تعني الانتخابات .. تعني مرشحين وناخبين .. تعني كاسب وخاسر .. تعني تكتلات ومواجهات ولكننا لم نرى شيئا من هذا .. وإذا بمؤتمر الحزب الحاكم أكثر ركودا ومواتا من الحياة السياسية التي أفسدها .. المسألة كلها تعيين في تعيين "ولا انتخابات ولا يحزنون" وأن الصناديق الزجاجية أو حتى الصناديق المعتمة لم "تعتب عتبة الإستاد" أو الصالة المغلقة أو "عتبة مدينة نصر من بابه" .. إنها ديموقراطية التعيين .. الرئيس يعين بقرارات والدكتورة آمال عثمان تتلو القرارات وتختتم تلاوتها مهنأة من تليت أسماؤهم بثقة السيد الرئيس – وليس ثقة أعضاء المؤتمر – أهذه هي الديموقراطية؟!! .. أهذه هي لائحة الحزب الديموقراطي جدا وغيره ظلاميون ورجعيون ؟!! .. وولاء من تليت أسماؤهم لمن ؟ .. للسيد الرئيس الذي عينهم أم لأعضاء الحزب الذين لم يشاركوا في اختيارهم إلا بالتصفيق لقرار تعيينهم .. وعلى قدر النفاق يكون التصفيق .. وعلى قدر قوة القيادة وإمساكها بزمام الأمور يكون التصفيق .. جمال مبارك .. كمال الشاذلي .. صفوت الشريف .. دكتور زكريا عزمي .. ثم يخت التصفيق بدرجة كبيرة .. دكتور علي الدين هلال .. دكتور ممدوح البلتاجي .. السيد راشد .. دكتورة نادية مكرم عبيد .. ثم يمتنع التصفيق عن بقية المعينين
****
شلووت لفوق ( ركلة لأعلا )
00 أما التصفيق الذي حظي به السيد يوسف والي فلا ندري أكان التصفيق تقديرا له ؟ أم كان فرحا وابتهاجا بهذا "الشلووت اللي لفوق" ؟ 0
****
مازال زيتهم في دقيقهم
ومازال زيت الحكومة في دقيق الحزب .. وبعيدا عن الأمثال الشعبية فمازالت أموال الحكومة نهبا للحزب .. أموال الحكومة التي ندفعها نحن دافعي الضرائب للمتهربين منها الفارين بأموال البنوك .. شوارع مدينة نصر امتلأت باللافتات والعلامات الإرشادية "إلى المؤتمر" .. على حساب مين ؟ .. إستاد القاهرة تغيرت معالمه وتحول بقدرة قادر من ساحة منبسطة إلى قاعة مفتوحة خضراء بمناسيب متدرجة .. وكذا الصالة المغطاة أصبحت خضراء على ما أذكر فكل شئ في عيني أصبح أخضرا .. "عايزينها تبقى خضراء .. الصحراء حتبقى خضراء" .. ولكن هل ستصبح خضراء بأغاني محمد ثروت أم بأيادي يوسف والي أم بأوراق الخذي الوطني ؟ .. وياعيني على حزب العمل اللي كان بيدوخ السبع دوخات – قبل ما يغيبوه – عشان يحصل على قاعة ولو ضيقة بالإيجار لعقد مؤتمره وعمل انتخابات حقيقية وليس مظاهرات تعيين .. حتى أنهم اضطروه لعمل سرادق في دار السلام ثم عادوا وحاصروه داخل مقره الضيق بالسيدة زينب .. على أي حال بلاش حزب العمل عشان مايجمدوناش زي ماجمدوه .. وهذا الإعلان التلفزيوني الأخضر على وردي في تلفزيون صفوت الشريف .. هل كان عربون محبة؟ .. وإذا لم يكن عربون محبة فأين إيصال الدفع؟ .. غالبا فإن هذا لم يحدث لأن مال الحكومة نهب للحزب .. وإذا كان الحزب قد خيب ظننا – نحن الوحشين الحقودين أعداء النجاح .. إذا كان الحزب الوطني قد خيب ظننا ودفع قيمة الإعلان الأخضر على وردي والتي تصل لمئات الآلاف من الجنيهات فمن أين حصل على الأموال .. هل جمع تبرعات أم فرض آتاوات بالمخالفة لقرار الحاكم العسكري؟ .. وإذا كان الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وريث حزب مصر العربي الاشتراكي الحاكم أيضا قد غير برنامجه الاشتراكي جدا إلى برنامج رأسمالي أمريكاني جدا .. أليس هذا مخالفا لقانون الأحزاب؟ .. وهل سيتم مسائلة قياداته أمام المدعي العام الاشتراكي كما حدث مع قيادات حزب العمل وجريدة الشعب؟ وهل ستقوم لجنة الأحزاب الوطنية الديموقراطية بتحويله إلى محكمة الأحزاب تمهيدا لحله كما هو الحال مع حزب العمل؟
****
هل مازلنا ننتظر التغيير؟
هل مازلنا ننتظر التغيير .. إذا كان ذلك كذلك فانتظروا "جردل ميه شاقعة جديد" .. آسف انكتبت شاقعة بالشين بدلا من ساقعة بالسين .. يبدو أن النور ضعيف أو مفاتيح حروف الكمبيوتر قد مسحت .. نقول من تاني .. هل مازلنا ننتظر التغيير .. إذا كان ذلك كذلك فانتظروا "جردل ميه ساقعة جديد" .. ولكن المرة القادمة ستكون في عز الشتاء في نوفمبر القادم موعد التغيير الوزاري إذا كان هناك لا تغيير كما هي العادة .. لا تنسوا موعدنا مع جردل الميه الساقعة مع "اللا تغيير الوزاري القادم" .. وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا .. إذن سيبوني أضحك أو بمعنى أدق سيبوني أبكي على حالنا وحال البلد
****
بيراميات
.. وكأنه قد تابع معنا مؤتمر الحزب الوطني الحاكم
رحم الله بيرم:
خليل يسقف .. يسقف شعب ويا خليل
من غير ما يسأل عن الأسباب والتفاصيل
وحمار يغني وجايب من يقول له آه
حالا تقول الخلايق كلها وياه
والنصابين بيقولوا منطق الجمهور
20-09-2002
0 التعليقات:
إرسال تعليق