3/10/2014

سحب السفراء من قطر.. تفتيت للعلاقات العربية

الوطن القطرية
09/03/2014 الأحد
تلقى الإسلاميون في مصر خبر سحب سفراء بعض الدول العربية من قطر بحزن شديد، غير متمنين أن تصبح العلاقات بين الأشقاء العرب فاترة، تتخللها مثل هذه التوترات، ويرى البعض أن اختلاف الآراء السياسية لا يجب أن يفسد علاقات المودة والأخوة الموجودة بين الدول العربية وبعضها.
ويرى الدكتور مجدي قرقر، القيادي البارز بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، أن عدم الاستقرار السياسي الذي تشهده مصر وتراجع دورها على المستوى الإقليمي خلال الفترة الأخيرة والتي أعقبت عزل الرئيس الدكتور محمد مرسي، أثر سلباً على الأوضاع بالمنطقة العربية عموماً.
وذهب قرقر إلى أن الأوضاع قد انعكست بالتبعية على اجتماع مجلس وزراء دول التعاون الخليجي، وهو ما نتج عنه سحب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين لسفرائها من قطر، وهو ما يزيد من الفرقة التي لا نتمناها بين الأشقاء العرب وهو ما يعود بالفائدة على أعداء هذه الأمة العربية.
وأعرب قرقر عن توقعه بعودة العلاقات العربية مرة أخرى، شريطة أن تسترد الدول العربية عافيتها لمواجهة الأطماع الغربية في المنطقة التي تتربص بهذه الأمة، وتهدف إلى تفتيتها لكيانات صغيرة ليتمكنوا هم من السيطرة عليها، مطالباً بضرورة تدخل الوساطة من حكماء العرب، لتجاوز هذه الخلافات المستجدة بين الدول العربية الشقيقة.

ويقول الشيخ هاشم إسلام، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: لقد حزنت أشد الحزن نتيجة قيام بعض الدول العربية بسحب سفرائها من دولة قطر، لأن مثل هذا الإجراء يمثل هدماً للعلاقات بين الدول العربية ويقود إلى تفتيتها، وبالتالي على الجميع أن يتبعوا الحق، وأن يقفوا مع جانب الحق، أياً كان، بمعنى أن القوى العالمية لم ولن تنفعنا في يوم من الأيام، سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، وهذه القوى هي مَــــن فرقت ومزقت الأمة العربية والإسلامية، ومن مصلحتها خلق هذه التوترات، لتتواجد وتدوم بين الأشقاء العرب، لافتاً إلى أن هذه القوى العالمية تسعى دائماً إلى تفتيت الدول إلى فتات، ولا شك أن هناك سلبيات وإيجابيات في تصرفات كل الدول، ولكن نقول إن الدول لابد أن تحذو حذو بعضها، وتقف مع بعضها، وإن كانت هناك أي مشاكل بين الأخوة، فلا يجوز شرعاً أن يحدث هذا الحصار، وأن هذا القطع في العلاقات ليس من مصلحة أي دولة عربيه، سواء أكانت مصر أم قطر أم السعودية أم الإمارات أم أي دولة عربية أخرى، لأن في وجود هذه التوترات انقطاعاً لصلة الوطنية والتراحم بين الدول العربية، ووقوعاً في براثن أطماع ودسائس القوى العالمية.
ويذكر: إنَّه ينبغي أن نسارع الخطى من أجل المصالحة العربية بين الأخوة الأشقاء، لأن بيننا عروبة وجواراً وإنسانية، وعلى رأس كل ذلك الإسلام، لذا أنصح الدول التي سحبت سفراءها من قطر بعودة العلاقات، ولابد من الحوار لحل أي مشكلة تقابلهم، والأخذ في الاعتبار أن هناك رأياً و رأياً آخر، فالاختلاف في الرأي لا يعقبه قطع علاقات، فهذا أمرٌ لا يُعقل للحفاظ على الهوية العربية والوحدة العربية، التي ننادي بها دوماً، ونحن أخوة أشقاء مسلمون، وبيننا علاقات تاريخية ونحن جيران لابد أن تكون مواقفنا مشرفة مع بعضنا، ولا ينبغي لفئة أن تفرق هذه العلاقات التاريخية العظيمة.
ويوضح: إن الشعوب العربية جميعها لا ترضى بهذه المقاطعة، ونتمنى في القريب العاجل أن يعود الحوار وتعود المصالحة الحقيقية بين الدول العربية، لأن منطق الأعداء (فرق تسد)، والوحدة العربية لن تأتى إلا بالإسلام والوحدة بين الدول العربية، وستكون إن شاء الله في القريب العاجل قوة في وجه أي عدو خارجي، وهنا أقول لأنظمة الدول العربية إن أوروبا توحدت وسُميت بالاتحاد الأوربي، وأميركا توحدت وسُميت بالولايات المتحدة الأميركية، والغرب كله توحد تحت اسم حلف الناتو، والعالم يتوحد، ونحن للأسف نتفرق، وديننا يدعونا للاعتصام، لأن في الوحدة قوة ولو عدنا قوة موحدة ولدينا القوة والموارد الكثيرة والعقول البشرية التي أغنانا الله بها، سنصبح القوة الأولى على مستوى العالم، ومن هنا لابد من تقوية روابط الأخوة بين العرب، ونبذ أي خلاف ولتكثيف هذا الترابط وتعميقه، لابد من إنشاء سوق عربية مشتركة ومحكمة عدل عربية، وتفعيل جامعة الدول العربية، لتمثل دور الشعوب، ونريد مجلس أمن عربياً، وتفعيل الدفاع العربي المشترك وتفعيل الأسس والقيم التي يتحاكم إليها الجميع، وأمن كل الدول العربية من أمن بعضها، فلا يمكن أن ينفصل أمن دولة عربية عن أمن الأخرى، وعندما يكون العرب قوة سيتحرر المسجد الأقصى.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

د. مجدي قرقر © 2008 | تصميم وتطوير حسن