2/08/2014

عتاب الدكتور مجدي قرقر - مقال جمال سلطان


الجمعة, 07 فبراير 2014 17:53
كنت في سفر فلم أنتبه إلا متأخرا لتغريدة كتبها الصديق الدكتور مجدي قرقر ، القيادي بالتجمع الوطني لدعم الشرعية ، تعليقا على تغريدتي حول تجاهل قناة الحياة معرفة رأيي مباشرة ، كما تقتضي بدهيات المهنية ، أثناء حوار الإعلامية لبنى عسل مع الدكتور مجدي قرقر أمس عن المبادرة الأخيرة ، حتى اضطرت لبنى إلى القيام بالدور نيابة عني ، وأنا حي أرزق ، وتلك آفة الإعلام المصري الذي تسكنه الشخصانية وتهيمن عليه مشاعر الكراهية ، خاصة إذا كان تجاه صحيفة المصريون التي تمثل إزعاجا مستمرا لفلول الوطني والإعلام المتفرع عنهم.
الدكتور مجدي علق بقوله : (أخي الأستاذ جمال تعلم مدى تقديري لكم ولقد عبرت في العديد من المداخلات عن صدق نيتكم ولم أكذب كلمة واحدة مما ذكرتموه ولكنني ذكرت أن المبادرة علمنا بها من الصحف ولم تناقش في التحالف والآلية الأنسب للمبادرات يجب ألا تخرج للإعلام إلا بعد نضجه.
والدكتور مجدي قرقر صديق قديم أعتز بصداقته من أيام حزب العمل والراحل الفذ الكبير عادل حسين رحمه الله ، وأعرف الكثير عن وطنيته وأخلاقه العالية مهما كان الخلاف ، والحقيقة أن ما قاله صادف الحقيقة بالفعل ، وكان هذا أيضا هو رأي الدكتور حسن نافعة في الحوار الهاتفي المطول الذي جرى بيننا عقب نشري للمبادرة ، والتي انتهت بتكرمه بإرسال مبادرته التي قدمها بناء على طلب من اللواء محمد العصار ، فكان من رأي الدكتور نافعة ـ كما هو رأي الدكتور مجدي ـ أن المبادرات المهمة أو الجادة لا يصح أن يكون طريقها إلى الإعلام أولا ، بل ولا يصح أن يكون طريقها إلى الإعلام أولا ولا عاشرا ، حتى تتبلور ملامحها وتكون قد تجاوزت مرحلة الرجوع من جميع أطرافها ، ومثل هذه الجهود بالفعل تحتاج إلى مساحة كافية من الخصوصية وقدر كبير من التجرد وعمق كاف من التكتم والسرية لخصوصيتها ، لأن طرحها للإعلام يجعلها مادة للابتزاز من أطراف عديدة ، أكثرها لا يضع مصلحة الوطن قبل مصالحه ، وخاصة أثرياء الحرب الذين عادة ما تكون قيمتهم ومكاسبهم متعلقة بأجواء الحروب والكراهية والتمزق الوطني والانقسام واشتعال نيران الغضب والبارود في أرجاء البلد ، وهؤلاء يقاتلون من أجل إفشال أي مصالحة ودفن أي مبادرة ، كما أن طرح المبادرات للإعلام يجعل الأمر ضاغطا على أعصاب أطرافها ، حتى لو كانت ترحب من حيث المبدأ بها ، ويسبب ذلك حرجا قد يدفعها لاتخاذ موقف سلبي رغما عنها لم تكن ترغب فيه من البداية ، وهذا يسري على كل الأطراف وليس على طرف واحد .
لكن على كل حال ، قدمت جهدي في تلك المبادرة محاولا أن أبلور رؤية وطنية أعتقد أنها قريبة من الواقع وليست عصية على التحقق ، وكنت حريصا فيها ، وهو ما قلته لضيوفي الذين ناقشوا الفكرة قبل نشرها ، على أن تكون حافظة لكرامة كل الأطراف ، ومراعاة الحساسيات الكبيرة لدى هذا الطرف أو ذاك في هذا البند أو ذاك ، ولم يكن مقصودا منها أن تكون رؤية نهائية بطبيعة الحال ، وإنما كان المقصد منها أن تفتح أفكارا أولية مهمة تقرب وجهات النظر ، ويمكن البناء عليها بالإضافة أو الحذف ، هي حصاد عصف ذهن إن صح التعبير . لا يوجد مصري محب لوطنه يرى ما يحدث في البلد ويصمت أو يدير ظهره وكأنه لا يعنيه ، أو كأنه مشاهد في مباراة لكرة القدم ، عندما يشتعل الحريق في وطنك فإن الأمانة والمسؤولية والوطنية تقتضي منك أن تفعل ما تستطيعه لإطفاء الحريق ، أو تساعد من يفعل ذلك ، وسواء أخطأت في تقديرك أو كان جهدك أقل من المأمول إلا أن المبادرة تبقى ضرورة وهي مقتضى الإحساس بالمسؤولية الوطنية ، وأرجو أن يكون ما طرحته مقدمة لأفكار جادة يمكن أن تطفئ نيران الفتنة في مصر .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

د. مجدي قرقر © 2008 | تصميم وتطوير حسن