قال الدكتور مجدي قرقر، القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، إن ما حدث في 3 يوليو أعاد مصر إلى ما قبل 25 يناير، ويحيد عن طريق الثورة، مؤكدًا أن التظاهرات أصبحت أكبر من التحالف.
وأضاف قرقر في مقابلة خاصة مع "مصر العربية" أن من وصفهم بـ "قادة الانقلاب" أصبحوا محاصرين دوليًا وشعبيًا، وأن الأمر أصبح ككرة الثلج وحالة الغضب اجتاحت ربوع مصر لأن كل مكان به شهيد وأكثر.
أسرار المفاوضات، وبنود التهدئة، وعروض الوساطة، وخيارات المستقبل، وغيرها من التساؤلات، طرحت نفسها على طاولة الحوار مع قرقر.
*رغم اختلافكم مع الإخوان، إلا أنكم في حزب العمل انضممتم إليهم بعد ما قام به السيسي في 3 يوليو، هل تتوقع منهم تعديل المسار ؟
- بداية موقفنا نعلي به المصلحة العامة علي المصلحة الحزبية، فلم تعد القضية حزب الحرية والعدالة أو الدكتور مرسي ولكن هناك انقلاب علي الشرعية، وإذا مر فسينقلب قائده علي أي انتخابات قادمة، وهذا سيهدم الإرادة الشعبية بعد ذلك، ما حدث انقلاب خطير أعادنا إلى ما قبل 25 يناير ويحيد عن طريق الثورة رغم ما يشيعونه من تحقيقهم لمطالب الثورة والحقيقة أنهم يسيرون عليها ببلدوزر ليهدموها، وعبد الناصر بالنسبة لقادة الانقلاب ملاكٌ فمن قتل في عهده لم يتجاوزوا الأربعين ولم يعتقل أكثر من 6000، والإخوان وما ترتب عليهم من الانقلاب سيغيرون موقفهم ويظل لهم برنامجهم ورؤيتهم وسنظل برؤيتنا ومنهجنا.
*هناك تظاهرات كثيرة في الشارع؟
- التظاهرات التي تنزل إلى الشارع تنزل وفقًا لما يحدده التحالف وهو استرداد الشرعية ورفض الانقلاب بسلمية وليس لنا سوي مطلب وحيد هو العودة إلى المسار الديمقراطي، ونحن في التحالف لا نتعامل مع قادة الانقلاب لأننا لانعترف بهم ومخاطبتنا لهم يتمنونها لان هذا اعتراف بهم، ونحن نرجع إلى الشعب لأنه أكبر كثيرًا من الانقلاب وسينتزع حريته وشرعيته وعندما يتحقق ذلك نعودالي المسار الديمقراطي.
* إذا كيف ستلبي المطالب هل هو ضغط إلى ما لانهاية دون إغفال أن هناك من طلب من السيسي ازاحة مرسي ؟
- التظاهرات أصبحت أكبر من التحالف ومليونية الجمعة دليل علي ذلك والجمعة الماضية كان بها تظاهرات أكبر من 28 يناير وقادة الانقلاب أصبحوا محاصرين دوليا وشعبيا والمصريون بالخارج ينظمون مظاهرات أمام السفارات وهذا سيقلص من فرص الانقلابيين في استكمال خططتهم، و30 يونيو هناك جزء منه حقيقي فهناك من خرج لمطالب حياتية ولكن هناك جزء كبر كانوا مدفوعين من قادة الانقاب مثل جلسة تمرد مع قادة الانقلاب، وكما قالت مني مكرم عبيد أنهم جلسوا في منزل حسب الكفراوي وجمعوا توقيعات للسيسي وبعيدًا عن الارادة الشعبية.
*بالتطرق إلى ثورة يناير وتدخل الجيش والذي قال عنه البعض إنه تدخل بحياد سلبي، وتنحى مبارك وفوَّض صلاحياته للجيش، هل سنظل نهتف فقط بسقوط العسكر ؟
- التحالف تراجع الان للخلف وتقدم الشعب ونظم الشباب حملة مقاطعة بداية لعصيان مدني بدأت بمقاطعة الاعلام المؤيد للانقلاب وكذلك رجال الاعلام المؤيد وهناك تطوير المقاطعة إلى عصيان مدني يقوده الشباب علي صفحات الفيس بوك، ولن يستطيع قادة الانقلاب وقف هذا الأمر حتى لو ادعوا ذلك.
* هل هناك أي وساطات أو مفاوضات تجرى لحل الأزمة ؟
- بالقطع هناك وساطات تأتي للتحالف، والمسئول عن هذا الملف الدكتور محمد علي بشر برغم أنه لا يحضر الاجتماعات ولكنه لا يأخذ قرارًا إلا بالرجوع إلى التحالف، بها نقاط لا خلاف عليها مثل وقف نزيف الدم والافراج عن المعتقلين في مقابل تهدئة التظاهرات التي يسيرها التحالف ولكن الاختلاف هو شرطهم بالاعتراف بخارطة الطريق وهذا مرفوض لأنه اعتراف بالانقلاب العسكري.
*من أبرز الوسطاء الذين تدخلوا في هذه المفاوضات ؟
- الدكتور محمود محي الدين نائب رئيس حزب غد الثورة وهو علي تواصل مع الأزهر الشريف، والأستاذ خالد داوود وهناك اتصال له مع الحكومة.
* هل هناك وسطاء من الحكومة أو القوات المسلحة ؟
- القوات المسلحة لا تحاول الظهور في هذا الامر وليس هناك اتصالات مع الحكومة، ولكن نعتقد أنه لاتتحرك أي من هذه المبادرات الا بالتنسيق مع القوات المسلحة بدليل اصرار هذه المبادرات علي تبني خارطة الطريق كما جاء في مبادرة دكتور زياد بهاء الدين.
* ها هناك أي وساطات خارجية ؟
- أظن كان فيه مثل ممثل الاتحاد الأوروبي مع وزير خارجية قطر وهذه وساطات قديمة ولايوجد وساطات حديثة.
* هل طرح في الوساطات ما يشبه بالخروج الأمن للفريق عبد الفتاح السيسي ؟ وماذا لو طرح هذا الأمر ؟
- لم يطرح هذا الامر، ولكن إذا جلس الجميع من الممكن طرح كل النقاط، وإذا طرح هذا الامر ستكون معضلة كبيرة لأن الدماء التي سيلت ستكون عائقا في ذلك ولا يملك أحد التفريط في هذه الدماء.
*أنتم من أبرز الوجوه التي لم يتم اعتقالها، كيف يتم اتخاذ القرار في ظل اعتقال أغلب قيادات التحالف ؟
- لحسن الحظ أتت هذه الاعتقالات بعد أن اندلعت الثورة الشعبية وستفرز قيادات جديدة والبيانات التي تخرج تتم بالتواصل عن طريق الإنترنت وأظن أن المرحلة القادمة ستشهد صعوبات في التواصل ولكن الشعب أصبح هو من يحرك المسار.
- في كل تظاهرة تسقط دماء جديدة، كيف يتحمل التحالف مسؤوليته تجاه هذه الدماء؟
- للأسف الشديد الموضوع أصبح أكبر من التحالف وأصبح ككرة الثلج وحالة الغضب اجتاحت ربوع مصر لأن كل مكان به شهيد وأكثر والشعب المصري علي استعداد كل يوم لتقديم شهداء جدد وهذا ما نراه في إصرار الشعب على مواجهة القوة الأمنية.
* ألا ترى أن هذا من الممكن أن يخلق حالة ثأر بين الشعب والشرطة والجيش وخصوصًا بالصعيد؟
- الفريق السيسي أخطأ في تقدير الموقف ويجب محاسبته فقد ظن أن من خرج في 30 يونيو هو الشعب وكان يتوقع أن يمر الانقلاب في ساعتين ولم يتوقع أن يلاقي هذه المقاومة الشعبية واستمراها على هذا المدى وكان من الواجب أن يقدر هذه المقاومة وعندما تحدث عن حديثه للدكتور مرسي لتقدير الموقف ورفضه أثبتت الايام أن الدكتور مرسي على صواب فالشعب المصري متدين بطبعه.
* تتحدث عن التقدير السليم للدكتور مرسي وخطأ الفريق السيسي، هل ترى أن تعاطي الدكتور مرسي مع الأزمة في بدايتها سليم؟
- الدكتور مرسي أخطأ في تقدير الموقف منذ توليه الحكم ولكن لم يورط نفسه في مثل هذا الأمر، وباغت الشعب بإعادة مجلس الشعب وكنت أتمني أن يشرح الأمر للشعب لكي لا يكون هناك فراغ سياسي وسيتم حله بمجرد عمل الدستور وإعادة الانتخابات، ولكن هناك قرارات كان مضطرًا لها مثل إقالة النائب العام الذي يرفضه الثوار في الوقت نفسه الذي لايتيح له القانون عزله لذلك كان يجب أن يتقوى الدكتور مرسي بالشعب وليس بجماعة الإخوان.
*وماذا عن الحل، هل يستمر الوضع هكذا ؟
- أظن الحل هو الانحياز لقضية المسار الديمقراطي، واعتقد أن الحل ممكن أن يأتي على ثلاث مراحل في مبادرة مثل مبادرة الدكتور هشام قنديل التي لم تأخذ حظها من النفاش وأول مرحلة تكون التهدئة وحقن الدماء وقف حملات الكراهية والافراج عن المعتقلين، المرحلة الثانية هي أن يتبنى الحكماء والعقلاء هذه المبادرة بدون إقصاء لأحد ويجلس الجميع لوضع خارطة طريق للفترة القادمة ولابد من إخلاص النوايا ومن الممكن خروج مرسي بصلاحية محددوة ويتنازل عن صلاحيته لرئيس الحكومة.
* لا يوجد مبادرة متكاملة من التحالف لحل الأزمة ولكن يقف الأمر عند عودة الدكتور مرسي وهذا يزيد الأمور تعقيدًا، هل تريدون ذلك ؟
- دائمًا الأطراف المتنازعة سياسيا ترفع سقف مطالبها ولكن عندما تبدو بادرة جادة لحوار بعيدًا عن التمسك بالاعتراف بخارطة الطريق أظن أن العقلاء في ذلك الوقت يستطيعوا الوصول لنقطة اتفاق تزيل هذا الخلاف.
*هل بحثتم داخل التحالف تفاصيل الخروج من الأزمة ؟
- ما يهمنا بالدرجة الأولى هو حقن الدماء ووقف نزيفها ثم حوار جاد وهذا ما يجعلنا لا نبحث داخل التحالف تفاصيل الخروج من الأزمة؛ لأن بحث هذا الأمر حاليًا يخلق نقاط خلاف داخل التحالف، البداية هو حوار جاد بين الجميع وإذا لم نستطع التوافق يمكن الرجوع للشعب عن طريق الاستفتاء بقبول خارطة الطريق أم لا.
* لدينا قوتان مختلفتان التحالف والجيش، تتحدث عن أن القبول بخارطة الطريق اعتراف بالانقلاب، والجلوس أيضا مع الجيش ينطبق عليه هذا الامر، ما رأيك ؟
- لا نطالب الجلوس مع القوات المسلحة بل نطالب بتدخل الحكماء وتجلس القوى السياسية المتنازعة وتعود القوات المسلحة لثكناتها وتترك النزاع السياسي لأن هذا يفكك القوات المسلحة لذلك يجب أن تحمي الأمة ولا تعمل بالسياسة والفريق السيسي يحاول تبرير خيانته للدكتور مرسي بمحاولة جعل ولاء الجيش لقائده وليس للرئيس، كما أنهم وضعوا مادة بالدستور تمنع عزل أي رئيس مهما خرجت أعداد ضده وهذا يبطل ما قام به الفريق السيسي.
* ماذا لو مرت خارطة الطريق ؟
- أظن أن هذا الأمر صعب حدوثه وإن مرت ستأخذ وقتا وتنتهي لأن أغلب القوي الساسية ستقاطع كل مايترتب علي خارطة الطريق وسيلفظ الشعب كل ما تنتجه مثل برلمان 2010.
* هل تتوقع استمرار الأزمة لعام أو عامين ؟
- لا أتوقع لأن القوي السياسية الشريفة ستقف لهذا الأمر ولن تدعه يمر ومع مرور الوقت يكتشف الكثير منها مايريده الانقلاب بنا وهذا سيدفعهم للمقاومة بكل جسارة.
*هل تقدمون كتحالف أي نوع من أنواع الدعم لأهالي الشهداء والمصابين والمعتقلين ؟
- هذه القضية أكبر من التحالف الوطني لدعم الشرعية لكن أظن أنه من الواجب أن يتم عمل جمعيات على مستوى القرى والمدن والمحافظات لدعم هذه الأسر نفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وأوجه التحية إلى مبادرة منتصر الزيات بتكوين لجنة للدفاع عن المسجونين والمعتقلين، وهذه اللجنة تقوم بالشق القانوني، ويجب أن يكون هناك لجان مماثلة في المحافظات، ولجان مماثلة للقيام بالبعد الاجتماعي والاقتصادي ما لم يجرمها قادة الانقلاب كما يحدث الآن ويعتقلوهم، فهم لا يتورعوا أن يعتقلوا أبناء المعتقلين وبناتهم، ربما يضيق على هذ العمل لكن شعب مصر خير وله خبرة كبيرة في العمل الاجتماعي، ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية يجب أن يكون لها دورًا كبيرًا وعلى الإعلام أن يوجه هذه الجمعيات للقيام بهذا الدور.
*هل هناك نية لتدويل قضية المعقلين والشهداء ؟
- ليس لدى التحالف هذه النية، أهالي الشهداء قاموا بدورهم عندما طلب منهم أن يوقعوا على شهادات الوفاة بالانتحار ورفضوا فتركت سبب الوفاة على بياض وهذه أدلة دامغة على تورط وزارة الصحة مع قادة الانقلاب في محاولة التستر على أدلة قتل الشهداء بأسلحة لم تعرفها مصر من قبل، ربما لم يعرفها سوى أهلنا في غزة وفلسطين من الكيان الصهيون.
*ما هو تعليقك على تحركات القوات المسلحة في رفح المصرية ؟
- من يرتكب هذه الجريمة يهدد الأمن القومي المصري وتعد خيانة عظمى لأن أمن مصر القومي في امن فلسطين، غزة هي خط الدفاع الأول لحماية مصر من الكيان الصهيوني والعقيدة القتالية الأولى للقوات المسلحة أن الكيان الصهيوني هو العدو الأول، والقوات المسلحة لن تقبل أن تغير عقيدتها القتالية وان تستبدل العدو الأول المتمثل في الكيان الصهيوني بالحرب على الإرهاب، ذلك اللفظ المائع الذي لا تستطيع أن تضع له تعريفا، والان ما يزيد على ألفين معتقل من كوادر الإخوان تم القبض عليهم بتهم التحريض على القتل والمعروف أن المنفذ دائمًا عدده أكبر من المحرض "فإذا كان هؤلاء هم المحرضون أين القتلة الحقيقيون"، هذا دليل على ضعف التلفيقات التي عادت بنا إلى امن دولة مبارك فوزير الداخلية يتحدث بأنه شرف له أن يعيد أمن الدولة واعترف بقتل الثوار وأن الدكتور محمد مرسي كان يرفض هذا وكيف يُسمح لرئيس حكومة أن يقول فيما معناه "نحن الانقلابيين الأمريكان قتلنا الإخوان الفتناميون"، شيء مقزز ولا أدري كيف لرئيس حكومة أن يصرح بهذا وكأننا شعبين من الأعداء المتصارعين فمصر الآن أصبحت أمريكا وفيتنام.
*هل تتعرض لتهديدات من قبل أجهزة أمنية ؟
- حتى الآن هذه التهديدات غير ظاهرة، طول عمرنا نواجه هذه التهديدات، سيارتي فتحت عدة مرات وسرق منها أموال أحيانًا، أظن أن الدولة عادت مرة أخرى ولديها نسخ من ملفاتنا التي زيفوها من قبل ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق