الموافق 21/08/2013 - الساعة 01:18 م
|
تتسارع
الأحداث في مصر بوتيرة كبيرة، فبعد فض اعتصاميْ رابعة والنهضة، خرجت
المسيرات في ربوع مصر تندد بسقوط عدد كبير من الضحايا، خلال عملية فض
الاعتصامين، نتيجة الاستخدام المفرط للقوة، قوبلت هذه المسيرات بمواجهة من
قوات الشرطة، مدعومة من الجيش، في محاولة لحصرها، ومنع امتدادها إلى مناطق
أخرى، بالإضافة إلى حصار المساجد، التي تخرج منها المسيرات.
المشهد
السياسي محتقن في مصر الآن، والمؤشرات الأولية توضح أن نهاية هذا الوضع
المحتقن في مصر، ربما لن تكون قريبة، وللإحاطة عن قرب بحقيقة الأوضاع في
مصر الآن.. كان لـ"رسالة الإسلام" هذا الحوار مع الدكتور مجدي قرقر، أمين عام حزب العمل الجديد، ذي الصبغة الإسلامية، فإلى الحوار:
* بداية كيف تقرأ المشهد السياسي في مصر الآن؟
-
بسم الله الرحمن الرحيم، للأسف الشديد فإن هذا المشهد الدامي كان متوقعاً،
عندما انقلب قائد الانقلاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي، على النظام
السياسي في مصر، وعلى الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، مدعيًا أنه انتصر
للشعب، في حين أنه انتصر لجزء من الشعب على حساب الجزء الأكبر منه، وبالقطع
هذا الجزء الأكبر لم يكن ليقبل بهذا الانقلاب، ظن القائد السيسي أنه سيسرق
الوطن في ساعة أو في ساعتين، فإذا به يفاجأ بمقاومة واعتصامات، تستمر لمدة
تزيد على الشهر، وبالتالي فقد دخل مستنقعا لم يستطع الخروج منه، فما كان
أمامه إلا أن يستخدم القوة الغاشمة، مخالفًا الأعراف الإنسانية والدينية
والوطنية والأعراف الدولية، ولم يكن أحد يتوقع، أن يصل الفجر والإجرام إلى
هذه الدرجة.
وبالتالي
فهذه الاعتصامات السلمية، لم يكن من الممكن أن يتم فضها بهذا الأسلوب، مما
أجج النار وبدأت اشتعالاً، فخرجت الملايين بالأمس القريب، تستنكر قتل ما
يزيد عن خمسة آلاف شهيد، وما يزيد عن عشرين ألف جريح، بنيران الشرطة مدعومة
من الجيش، وكذلك بمشاركة مجموعات البلطجية، التي تنخرط الآن في الجهاز
التنظيمي للشرطة في الوطن.
والصور
التليفزيونية تشير إلى الحميمية الكبيرة، بين ضباط الشرطة وبين البلطجية،
مما يشير إلى علاقة هذا التنظيم ــ تنظيم البلطجية ــ بتنظيم الشرطة.
وبالقطع
الشعب سيرفض هذه المهزلة، والتي عشنا أحداثها بمحاصرة بمسجد الفتح، بعد أن
تم حصار مسجد رابعة العدوية، ومحاصرة مسجد الإيمان في مدينة نصر، وبعدها
حصار مسجد الفتح بميدان رمسيس، حيث قاموا بمفاوضة المحبوسين والمحتجزين
فيه، وإخراجهم في مأمن من البلطجية، شريطة أن يركبوا سيارات الشرطة، لأحد
معسكرات الاعتقال التابعة للقوات المسلحة.
هذه الشروط مهينة، ومن يخرج من الاعتصامات والمساجد يخرج كأسير حرب، رافعًا يده خلف رأسه.
* وما المخرج لهذا الوضع السياسي المحتقن الآن في مصر من وجهة نظرك؟
-
بالقطع يجب أن يتدخل الوسطاء، المشهود لهم بالأمانة والصدق، لكن للأسف
الشديد هؤلاء لا يُستمع لهم من قادة الانقلاب، قادة الانقلاب سواء من
العسكر أو من المدنيين، الآن رؤساء الأحزاب من ما يُسمى بجبهة الإنقاذ
وحركة تمرد، يحرضون على قتل المتظاهرين، ويضعون لهم مبررات القتل، واستخدام
القوة المفرطة ضد المتظاهرين وضد السلميين، من تم محاصرتهم في مسجد الفتح،
هم أهالي الشهداء والجرحى، ومن كان يقوم بمحاولات إنقاذ هؤلاء الجرحى، حيث
محاصرتهم داخل المسجد، رغم أنهم كانوا يقومون بعمل إنساني، أنا أظن أن
فُجر قادة الانقلاب، فاق فُجر الصهاينة في فلسطين المحتلة.
* ما تعليقك على أداء الإعلام المصري الرسمي والخاص في تغطيته للأحداث خلال هذه المرحلة؟
-
لا أود استخدام ألفاظ خارجة لوصف هذا الإعلام، يعني أخف لفظ يمكن أن
استخدمه، دون أن أسيء إلى مشاعر القراء، هو هذا الإعلام الحقير التابع
لبيادة العسكر، هذا الإعلام المضلل الذي يعرف الجرائم المرتكبة قبل وقوعها،
ولا يحرك ساكناً، ليس لديه أي ضمير مهني، قبل أن أتحدث عن الضمير
الإنساني.
فكل
قنوات الفلول، وقنوات رجال الأعمال المرتبطين بالصهاينة، بالأمس القريب،
كانوا على كوبري 15 مايو يصورون البلطجية، الذين دسوهم في مؤخرة التظاهرة،
قاموا بتصوير مسلحين يطلقون النيران في الهواء على البيوت، حتى يلصقوا تهمة
العنف بالمتظاهرين الرافضين للانقلاب، وخلال الفترة الماضية، أشار هذا
الإعلام إلى أنه تم إحراق مسجد الفتح، في حين أن المسجد لم يتعرض للحرق،
فيبدو أن هناك خطة لإحراقه وتم التراجع عنها.
وهو
ما حدث من قبل، في حرق المجمع العلمي، عندما أذاعت قناة "سي بي سي" على
لسان مذيعها خيري رمضان، أن المجمع العلمي قد تم إحراقه، وهو لم يكن قد
أُحرق بعد، ثم أحُرق بعدها بعشر دقائق، وهذا دليل على أن هذا الإعلام شريك
في المؤامرة، وفي التخريب، وفي حرق مصر.
* في ظل تعنت أقطاب الحياة السياسية في مصر الآن. هل ترى نهاية قريبة للمأساة التي تمر بها مصر؟
-
أنا أقول إن الشعب قد أخذ بالأسباب، واعتصم شهراً ونصف الشهر، وواجه هؤلاء
العسكر، وواجه هؤلاء المغتصبين للسلطة والمغتصبين للشرعية، المغتصبين
لإرادة الشعب، ولم يبخل بجهده ولم يبخل بدمائه الذكية وأرواحه، فداء لهذا
الوطن، وما يعتقدونه بالتمسك بالشرعية. ونحن لا نملك إلا الدعاء، وأن
نستنجد بالله سبحانه وتعالى، ألا يمهل الظالمين أكثر من هذا.
* تحالف دعم الشرعية يدعو لمظاهرات فيما يسمى بأسبوع الرحيل، هل تؤيد هذه التظاهرات، خاصة في الوقت الذي يتم فيه استهداف المتظاهرين؟
-
الأحداث تتسارع بشكل كبير، هذا الأسبوع سيتظاهر الناس، ويتظاهر الشعب،
وأظن أن هذه التظاهرات لن تكون تظاهرات، يتم الترتيب لها على المستوى
المركزي، هي مظاهرات عفوية، سيقوم بها الشعب في المحافظات، وفي المدن
المختلفة، دون تنسيق لإرباك خطط الخصوم، والتحالف الوطني لدعم الشرعية،
سيتراجع إلى الخلف لصالح الشعب، والشعب هو صاحب الثورة، وهو الذي سيحرك
الثورة، والتحالف الوطني هو مجرد ممثل لبعض هذه الفعاليات، فالشعب هو صاحب
الحق الحقيقي، وهو الذي يجب أن يكون في المقدمة، في مواجهة هؤلاء
المتجبرين.
* إذا أتيح لك توجيه كلمة للشعب المصري حكاماً ومحكومين فماذا تقول لهم؟
-
أقول للشعب المصري، لقد أبهرت العالم في ثورة 25 يناير 2011، وها أنت تبهر
العالم من جديد بهذه الثورة الشعبية الرمضانية، التي اندلعت في رمضان، في
مواجهة العسكر وفي مواجهة الانقلابيين، لا أظن أن هناك شعبا بهذه الحيوية،
وبهذا الإيمان، يقدم أرواحه ودماءه رخيصة في سبيل الوطن، ندعوه أن يستمر في
رفضه للانقلاب، وفقًا للظروف التي تقتضيها كل منطقة من ربوع مصر.
أما
قادة الانقلاب، أدعوهم أن يعودوا إلى رشدهم، وكفاهم ما ارتكبوه من جرائم،
وأقول لهم إن الشعب لن يسكت عن جرائمهم، المخرج الوحيد لهم أن يفروا من أرض
مصر، وأن يهربوا من غضبة الشعب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق