منذ اليوم الأول ادعى الانقلابيون أنهم
يسيرون على طريق ثورة 25 يناير، وذكرني هذا بالنكتة التي تداولها الشعب المصري في
السبعينات من أن الرئيس السادات يسير على طريق عبد الناصر بالأستيكة - الممحاة -
بما يعني أنه يسير على نهج غير النهج. والممحاة تمحو ولكنها لا تدمر، ولكن
الانقلابيون لم يستخدموا الممحاة لأنهم لا يعرفونها، فالممحاة لغة العقل - هذا إذا
كان العقل يرى في ثورة 25 يناير خطأ - وهم لا يعرفون غير لغة العضلات، لغة
التدمير، لغة البلدوزر.
في لغة المهندسين يستخدمون
"اللودر" في أعمال الحفر في التربة الضعيفة أو المفككة، أما في حالة
التربة المتحجرة أو الأرض الصخرية فيجب استخدام "البلدوزر" ، إنها القوة
الخشنة التي لا يعرف السفاحون والمجرمون سواها، لقد اعتلوا طريق ثورة 25 يناير
المجيدة بلوادرهم وبلدوزراتهم ليحطموها وليتركونها ركاما وحطاما وأطلالا ولكن الشعب
المصري العظيم الذي بهر العالم في ثورته المجيدة - 25 يناير - أبى إلا أن يزود عن
ثورته فتصدى لمعداتهم ومجنزراتهم وطائراتهم بجسده الأعزل وقدم آلاف الشهداء
والجرحى والمعتقلين ليسترد ثورته ويزيل آثار الانقلاب.
قام شعب مصر
بثورته العظيمة في مواجهة التبعية والفساد والاستبداد والركود والظلم الاجتماعي
والتغريب، إلا أن الثوار والنخبة السياسية تعجلوا نجاح الثورة يوم 11 فبراير 2011
واكتفوا برحيل رأس النظام، وأحسنوا الظن بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة فسلموه
إدارة البلاد ولم يدركوا أن هذا المجلس بقيادة المشير طنطاوي ومن خلفه جهاز
المخابرات يفتقد الخبرة والأمانة، لقد سلمهم الشعب الوطن وهم يتآمرون لصالح مبارك
ونظامه ومازالوا يتآمرون. أسقط الشعب رأس النظام وأبقى مجلس طنطاوي على النظام
ذاته، أبقى على القضاء والنائب العام الذين عينهم مبارك فأهدروا أدلة قتل الثوار
أو أفسدوها، وبرءوا قتلة الثوار جميعا وبرءوا رموز النظام في مهرجان البراءة
للجميع، وأطلقوا سراح مبارك ولم يتبق سوى جمال وعلاء مبارك وحبيب العادلي لنعود
إلى خطوط 24 يناير 2011 بعد أن ينتخب مجلس شعب مزور جديد، ومازال الانقلابيون
يكذبون ويدعون أنهم يصححون مسار ثورة 25 يناير.
يصححون مسار
الثورة بالاتجاه نحو الصهاينة والأمريكان وبالتنسيق معهم لاختراق طائرة صهيونية
للمجال الجوي وقتل مصريين على أرض سيناء - المصرية، وبتهديد الأمن المصري الحيوي بإغلاق
ودفن ملف سد النهضة بإثيوبيا.
يحطمون ثورة 25
يناير ببلدوزر 30 يونيو - 3 يوليو بالانقلاب على الشرعية، وبفرض خارطة طريق على
الشعب، وبتعديل الدستور بلجنة معينة تعقد اجتماعات سرية بعيدا عن الشعب، وبإبادة
من يختلف مع قائد الانقلاب الفريق السيسي، إما الرضوخ وإما الإبادة، إبادة ما يزيد
على الخمسة آلاف مصري وجرح ما يزيد على العشرين ألفا واعتقال ما يزيد على الاثني
عشر ألفا، لا لشيء إلا لأنهم رفضوا التسليم له ولجزار الداخلية. ويعدلون الدستور لتحصين
الرئيس القادم - التابع لهم - وعدم جواز عزله إذا خرج الشعب ضده ليضمنوا أبدية
الرئيس القادم في منصبه في الوقت الذي استند فيه قائد الانقلاب لتظاهرات 30 يونيو
للإطاحة بالرئيس المنتخب دكتور محمد مرسي.
يحطمون ثورة 25
يناير ببلدوزر الانقلاب بوأد الحريات بتكميم الأفواه وإغلاق القنوات وإعداد قوائم سوداء
لمن يخالفهم أو يعترض على دمويتهم، وابحثوا عن بلال فضل وعمرو حمزاوي وعبد الرحمن
يوسف ويسرى فودة وحمزه نمرة ومحمد أبو تريكة. وابحثوا أيضا عن محمد البرادعي الذي
استقال من موقعه كنائب رئيس معين ليحددوا له جلسة محاكمة بتهمة خيانة الوطن بعد
سفره بعد تقديم بلاغات فيه من أذنابهم وهو نفسه محمد البرادعي الذي بذل جهودا
مضنية لإقناع الغرب للإطاحة بمرسي باستخدام القوة. ليس وحده فلقد أيقظوا قضية
عمالة ضد إسراء عبد الفتاح وأسماء محفوظ ولما لا فآخرة خدمة الغز حبسة. واستدعاء
علاء عبد الفتاح للتحقيق بأية تهمة لأنه استنكر مجازر رابعة والنهضة وغيرها. وابحثوا
عن حزب النور الذي باع الإخوان للانقلاب فإذا به الآن أخطر على مصر من كل الإخوان.
يحطمون ثورة 25
يناير ببلدوزر الانقلاب بالتردي في الفساد، والشروع في إلغاء مادة العزل السياسي لإعادة
رجال مبارك من قيادات الحزب الوطني المنحل وإطلاق سراح رجال أعمال لجنة السياسات ممن
تمرغوا فيه عشرات الأعوام. ولما لا فقد أشار الدكتور علاء صادق إلى تصريح فريد
الديب محامي مبارك بأن مبارك "مؤيد لتظاهرات 30 يونيو واللي عمله السيسي".
يحطمون ثورة 25
يناير ببلدوزر الانقلاب بإعادة مصر إلى حالة الركود ووقف المشروعات الكبرى لصالح
الصهاينة والإمارات ببيع أراض شرق وغرب قناة السويس.
يحطمون ثورة 25
يناير ببلدوزر الانقلاب بضرب الأمن القومي المصري بحرق الأمن والبلطجية للكنائس
ودور العبادة والمنشآت العامة والخاصة لا لشيء إلا لشيطنة الإخوان المسلمين
لينتصروا انتصارا رخيصا في صراعهم السياسي لتمرير الانقلاب. فلقد ثبت أن مسجل خطر هو
الذي أحرق كنيسة المنيا، وأشار تقرير هيومان رايت ووتش أن الكنائس حرقت في غياب
الأمن.
يحطمون ثورة 25
يناير ببلدوزر الانقلاب بفرض الهوية التي يرونها على دستور مصر.
ماذا أقول ؟!
أأقول ياثورة ما تمت؟ ، أم أخاطب المغيبين كما خاطبهم د. علاء صادق: مش ناويين
تفوقوا بقى؟ أم أقول لهم: اشربوا، إحنا آسفين يا ريس مرسي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق