جانب من المؤتمر
تابع المؤتمر: عبدالرحمن كمال - الشعب
<< رئيس حزب العمل: لسنا محترفى انتخابات وقضيتنا الأساسية الوحدة والاستقلال الوطنى
<< «أبو إسماعيل»: عودة الجيش خط نار مشتعل.. وسنتصدى شعبيًّا لمن يريد حرق الوطن
<< عطية عدلان: التحالف جبهة كبرى للتصدى لمحاولات الهيمنة والعودة إلى الوراء
<< خالد سعيد: بعض القوى تسعى لإسقاط الدولة بفرض العصيان واستدعاء القوات المسلحة مجددًا
<< محمود فتحى: على كافة التيارات تغليب مصلحة الوطن ومراجعة المواقف من المشهد الثورى
<< باسم خفاجى: الارتباك والقلق سببهما انعدام الثقة فى الرئاسة والحكومة والقضاء ومؤسسات الدولة
<< مجدى سالم: التحالف موجه إلى الجميع للاصطفاف دفاعًا عن الثورة
أعلنت مجموعة من الأحزاب الإسلامية تدشين تحالف سياسى باسم «تحالف الأمة»، فى مؤتمر صحفى بفندق «هويرزون بيراميدز» بالجيزة، وضم التحالف أحزاب (العمل، والراية، والإصلاح، والفضيلة، والشعب، والتغيير، والحزب الإسلامى).
وقال د.مجدى قرقر، الأمين العام لحزب العمل، والذى تولى التقديم للمؤتمر؛ إن هذا التحالف وطنى ويسع كل القوى الوطنية، ما لم يكن لها خصومة مع الإسلام، وأنه إذا كانت الأحزاب الموجودة فى التحالف ذات مرجعية إسلامية، فإنها تفهم وتؤمن أن الإسلام بمفهومه الحضارى يستوعب كل أبناء الوطن على حد السواء، مؤكدا أن التحالف يرفع راية الاستقلال فى مواجهة التبعية وطهارة اليد فى مواجهة الفساد، والتنمية فى مواجهة الركود، والحرية فى مواجهة الاستعباد، والشورى فى مواجهة الاستبداد، والعدالة اجتماعية فى مواجهة الظلم الاجتماعى، وتأصيل هوية مصر العربية الإسلامية فى مواجهة التغريب، وراية الشعب فى مواجهة الفلول.
وفى كلمته، قال «حازم صلاح أبو إسماعيل» رئيس حزب الراية -تحت التأسيس-: "هذا المؤتمر كان من المقرر ان يكون تحالفا بشان الانتخابات ولا اخفى عليكم انى طلبت عدم عقد المؤتمر لكن قادة الاحزاب بخبرتهم واخلاقهم راوا غير ذلك، والمؤتمر منعغقد لسبب مختلف عن السبب الاول".
وأشار ابو اسماعيل الى انه بدء من يوم الخميس الماضي نشا فى مصر واقع جديد، وأن عقلية المصريين اختلفت تماما عما كانت عليه فى أثناء ثورة يناير 2011، مؤكدا عدم استشعار الكثيرين بالرضا عن سياسات النظام الحاكم حاليا وهناك بعض الامور التى سكت عنها غيرنا لكننا ذكرناها، وكان املنا بالمسار الانتخابى باحداث ابدال فى السلطة لاننا نستشعر خطرا شديدا، لكن بعد ما ابوا علينا تعطيل المسار الانتخابي، فوجئنا بمرحلة فراغ بعد قرار تأجيل الانتخابات البرلمانية القادمة واصبحنا امام خطورة شديدة ووجدنا انفسنا بين سياسات حكم شديدون القلق والتوجس منها واناس لا تتوقف عن التدبير للاحراق مثلما حدث مع نادى الشرطة، وهناك اصابع فى السلطات تدبر لاحراق الوطن بالتعاون مع جهات خارجية، ولكن سنسعى للتصدى من يريد إحراق الوطن.
وأضاف أبو اسماعيل: "لقد صبرنا طويلا لمتابعة وتصحيح وتقدير الامور ونحن الان نتكلم عن كتلة لها عمل شعبي من الان، ومن اليوم سنعبر عن الكتلة الشعبية لحراسة كافة الاطراف وللتصدى للسياسة شديدة الخطورة"، ودعا أبو إسماعيل جميع المواطنين للاستعداد للنزول للدفاع عن الوطن وقتما تتم دعوتهم إلى ذلك، قائلا: « لن نسمح لأنفسنا بالجلوس فى البيوت (طراطير) فى انتظار مجىء قوى من الخارج للدفاع عن بلادنا».
وأكد أبو إسماعيل عدم السماح لجماعة الإخوان بالهيمنة على مؤسسات الدولة، وأن التحالف سيسعى لتمكين الشعب من تملك مؤسسات الدولة، ولن يقف مكتوف الأيدى أمام ما يفعله النظام بالقوى المعارضة.
وشدد أبو إسماعيل على أن عودة الجيش خط نار مشتعل وليس خطا أحمر فحسب. مضيفا سنكون موجودين شعبيا لمن يريدون حرق الوطن وعودة الجيش إلى سلطة الحكم. وطالب مجلس الشورى بتحمل مسئوليته التشريعية تجاه تعديل قانون انتخابات البرلمان، الذى عابت المحكمة الدستورية العليا بعض بنوده.
واستهل «مجدى أحمد حسين» رئيس حزب العمل، كلمته بالتعبير عن سعادته بتدشين مثل هذا التحالف لرفع راية الوحدة بعد وقت طويل من التفرق، مؤكدا أن الوحدة جزء لا يتجزأ من العقيدة، والتفرق نوع من التفريط بها، وهى تطبيق للآية الكريمة «وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ».
وقال «حسين»: سبق أن دعا حزب العمل إلى تدشين جبهة وطنية إسلامية للتصدى لطغيان مبارك، وها هو يجدد الدعوة بعد الثورة إلى جبهة وطنية إسلامية لتحقيق أهداف الثورة وتخليص مصر من النفوذ الصهيونى الأمريكى. مشيرا إلى الإنجاز الوحيد الذى حققته الثورة، وهو أن الشعب أصبح قادرا على اختيار من يحكمه، إلا أنه هناك من يريد أن يخرب علينا الشرعية.
وأكد «حسين» أن تحالف الأمة هو طريق ثالث لا يعادى جماعة الإخوان المسلمين، بل هو اجتهاد ثالث لديه مبادئه التى يؤمن بها، وعلى رأسها الاستقلال الوطنى وفقا للدستور القرآنى: «لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ* وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِى شَيْءٍ» فلا حل لهذه الأمة الإسلامية عند صندوق النقد الدولى أو عند حلف الناتو أو عند الاتحاد الأوروبى، والنبى الكريم ضرب لنا أعظم المثل عندما تحدى محاصرة الكفار ورفض تقديم أى تنازلات، فعلينا أن نحفر بدمائنا حتى تنهض البلاد، فالقضية أصلا فى الاحتلال الفكرى والسيطرة على اقتصادنا، وهذه أهم رسالة وأهم ما جمع هذا التحالف، وهى التأكيد مرارا وتكرارا على الاستقلال الوطنى والسياسى، مشددا على أن القرآن وضع دستورا دقيقا لإرساء دولة الإسلام نص فيما نص عليه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ».
وأوضح رئيس حزب العمل أن التحالف لا يهدف إلى المزيد من تقسيم الأمة، وأنه مفتوح أمام كافة القوى الوطنية التى لا تعادى الإسلام وتقف فى المواجهة ضد الحلف الأمريكى الصهيونى، كما أنها تقف مع الشعب فى اختياره، فهؤلاء مرحبا بهم فى التحالف. كما أبدى «حسين» إحساسه بالتفاؤل بتوسيع الجبهة.
وقف التخريب.. المهمة العاجلة
وحول الوضع الراهن، قال مجدى حسين: «نحن لسنا محترفى انتخابات، ولم تكن لدينا أية مشكلة فيما يخص القوائم، ولم ننشغل بهذا الموضوع، لكننا مهمومون بما يجرى للوطن ونبكى عليه دما، وتحالفنا السياسى لديه مهمة عاجلة وهى وقف النزيف والتخريب، فما يحدث ليس ثورة على الإطلاق، فالثورة لم تلق بحجر أو مولوتوف، ونحن ندعو كافة القوى -بما فيها جبهة الإنقاذ إذا كانت تجرؤ- للتجمع حول نقطة واحدة وهى وقف العنف، وإعطاء مظلة شعبية وسياسية للشرطة والنيابة لتوفير الأمن المفقود فى الشارع».
وأشار «حسين» إلى أن تأييده الإسراع بإجراء الانتخابات تحقيقا للاستقرار، كما دعا المحكمة الدستورية إلى الانتهاء من البت السريع فى دستورية قانون الانتخابات المحال إليها دون وقفات أو حصار، وأن يكون الضغط عبر الرأى العام السياسى، فالأمة أحوج ما تكون إلى هذا الاستقرار، ويكفى أنها ظلت عامين دون تشريع. وتساءل: هل المطلوب أن نظل سنتين أخريين دون تشريع؟!».
أسباب التدشين
وفى كلمته، قال الدكتور «عطية عدلان» رئيس حزب الإصلاح؛ إن من أهم أسباب تدشين التحالف الحفاظ على الشرعية الدستورية الحرة التى تعد أهم مكتسبات الثورة، والحيلولة دون الرجوع إلى الوراء، والتصدى لكل محاولات الهيمنة، سواء من القوى الخارجية أو بالتعاون مع أطراف داخلية، وكذلك لكسر الطوق الأمريكى الخليجى الفلولى الذى يريد إحكام قبضته على الشعب، وصناعة همة مصرية وتعاون لكسر كل هذه الحواجز لمحاربة الفساد فى كافة الميادين، مع إيجاد كيان سياسى يمارس العمل السياسى برشد ووعى ومشاركة أمينة ومعارضة بناءة.
وأضاف عدلان أن التحالف ما هو إلا جبهة كبرى لكل وطنى شريف يريد الإعلاء من شأن الوطن، مشيرا إلى أن تبنى التحالف المرجعية الإسلامية لا يعنى أنه وحده من يتخذ هذا الموقف، بل معنى هذا أن الشعب كله يريد وينحاز إلى الشريعة الإسلامية باعتبارها مشروع أمة، كما أن التحالف لا يقر مطلقا ما يمارسه البعض باسم المعارضة، خاصة أن بعض هذه الممارسات هى فى الحقيقة ما هى إلا إغراق وإحراق للوطن.
تحالف المواطن البسيط
كما قال م.«محمود فتحى»، رئيس حزب الفضيلة؛ إن التحالف جاء فى ظرف حاسم للحفاظ على مكتسبات الثورة واستكمال استحقاقاتها مع الحفاظ على شرعية الرئيس المنتخب، وإن كنا لا نرضى عن بعض ما تقدمه الرئاسة أو الحكومة.
وأوضح «فتحى» أن التحالف يطالب الرئيس مرسى وكافة مؤسسات الدولة بالعدل الكامل والحسم الكامل ضد المخربين الذين يريدون الارتداد للوراء، مؤكدا أن التحالف يضع مصلحة المواطن المصرى البسيط فى المقدمة بعد أن غُيب عن الإدارة لأكثر من 60 عاما، كما يهتم التحالف بقيم الحرية والعدالة والمساواة الموجودة بالأصالة فى الشريعة الإسلامية، واستكمال مؤسسات الدولة.
وانتقد «فتحى» مساعى إفشال المؤسسات الوطنية، داعيا القوى السياسية إلى تغليب مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية الضيقة، ومراجعة المواقف من المشهد الثورى بشكل عام.
أحزاب لا تعرف المداهنة
وأكد د.«خالد سعيد»، رئيس حزب الشعب، أن التحالف مفتوح للجميع، خاصة فى ظل وجود قوى إسلامية أخرى ووطنية مخلصة تريد مصلحة البلاد، وأن الأحزاب التى دشنت التحالف لا تعرف المداهنة وجنى المصالح على حساب مصلحة الشعب، لذلك كان مناسبا أن يكونوا هم نواة التحالف.
وأضاف أنه يتخذ موقفا معارضا للرئاسة والحكومة، لكنها معارضة رشيدة لبناء الوطن، شعارها التصدى للهيمنة الأمريكية على الاقتصاد، خاصة أن السياسة الاقتصادية للرئيس مرسى أكثر تطرفا فى ناحية اليمين.
وقال سعيد إن التيار الإسلامى يراقب المشهد عن كثب، وهو لا يتهم كافة المعارضة بالتعاون مع الفلول أو مع قوى خارجية، إلا أن الواقع هو أن بعض هذه القوى تفعل ذلك لإسقاط الدولة وليس فقط الرئيس مرسى، عبر محاولة تهديد مصلحة الدولة بفرض العصيان المدنى واستدعاء الجيش إلى الحياة السياسية مجددا، ونوه بأن جبهة الإنقاذ لن يرضيها تغيير الحكومة.
وقال «مجدى سالم»، رئيس الحزب الإسلامى؛ إن التحالف موجه للإضافة إلى الوطن، ودعا الجميع إلى الاصطفاف للدفاع عن الثورة ومكتسباتها، وعدم القفز على الحقائق القانونية، وأنه لا يجب على أى شريف أن يسعى لإسقاط الدولة، خاصة أن بعض القوى تسعى إلى جر البلاد إلى هوة سحيقة.
أزمة انعدام ثقة
فى حين رأى د.«باسم خفاجى» رئيس حزب التغيير، أن البلاد الآن فى حالة انعدام ثقة، وما نشعر به من الارتباك والقلق سببه انعدام الثقة فى الرئاسة والحكومة والقضاء ومؤسسات الدولة بل والتيار الإسلامى. مشيرا إلى أن حالة انعدام الثقة ستفضى إلى ولادة لحظة أمل.
وأعرب خفاجى عن تمنيه أن ينجح التحالف فى أن يكون مدافعا عن دولة العدل.. قويا فى الصدع بالحق، مقدمة لرؤية حقيقية متكاملة شاملة للنهضة بهذا الوطن. وأن يكون التحالف تحالفا بناء وليس شعارات، ونموذجا راقيا للمعارضة.. يدعم التغيير لإعادة الثقة فى الأمل.
لقطات على هامش المؤتمر:
- لاقى تقديم المؤتمر من جانب د.مجدى قرقر الأمين العام لحزب العمل؛ الثناء من كافة المشاركين.
- قاطع الحضور كلمة «مجدى حسين» للتصفيق عندما تحدث عن قضية الاستقلال الوطنى وضرورة التخلص من التبعية للحلف الصهيونى الأمريكى.
- وقاطع الحضور حازم أبو إسماعيل عندما دعا إلى الاستعداد للنزول للدفاع عن الوطن.
- عقب الانتهاء من الكلمات.. التقط رؤساء الأحزاب صورة تذكارية وهم متشابكو الأيدى، وهتف الحضور: (تكبير «الله أكبر».. الثورة مستمرة)
- شهد المؤتمر حضورا كبيرا من قيادات حزب العمل، وعلى رأسهم «عبدالحميد بركات» نائب رئيس الحزب وعضو مجلس الشورى، ود.«أحمد الخولى» أمين التنظيم، و«عبدالرحمن لطفى» أمين الحزب بالمنيا، و«سامى موسى» أمين الحزب بقنا، و«عادل الجندى» أمين الحزب بالقاهرة، وبعض أعضاء اتحاد الشباب.
- عقب انتهاء الكلمات.. تلقى رؤساء الأحزاب أسئلة الزملاء الإعلاميين والصحفيين.
- وعقب الانتهاء من الإجابة عن الأسئلة.. تلا «خالد منصور» نائب رئيس حزب الإصلاح؛ البيان الختامى لمؤتمر تدشين تحالف الأمة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق