6/01/2011

خبراء: الجماعة الإسلامية تشهد تحولا ً كبيرا ً وتاريخى يصب في صالح مصر



تحقيق/ طه العيسوي
موقع الجماعة الإسلامية
الاثنين الموافق 27-6-1432هـ 30-5-2011م

الشيخ/ عبد المنعم الشحات: "الجماعة" ستكون أحد الفصائل المهمة في الدعوة والتربية والسياسة
صبحي صالح: "الجماعة" اتجهت خطوات جيدة من أجل التواصل مع المجتمع.. لكن أمامها تحديات
د/ كمال حبيب: ما تمر به الجماعة الإسلامية يعد تحولا ً كبيرا ً في تاريخها
د/ رفيق حبيب: "الجماعة" ستضع البرامج والتصورات بعد حُرمت من ذلك للأسف
مجدي قرقر: الانخراط في العمل السياسي والأهلي أمر هام وضروري وفقا لمناخ الحرية
رحب عدد من الخبراء والسياسيين والإسلاميين بالتغيرات التي تشهدها الجماعة الإسلامية .
واصفين ذلك بالتحول الكبير والتاريخي لها.. خاصة بعد إجرائها أول انتخابات علنية لحركة إسلامية.. والذي أسفر عن تشكيل مجلس شورى جديد لها.
فضلا عن اعتزام الجماعة تأسيس حزب سياسي كي يكون معبرا ً عن رؤيتها السياسية .. وجمعية أهلية تخضع لوزارة التضامن الاجتماعي وتحت إشرافها وفقا لقانون الجمعية الأهلية.
وأيضا بعد قرار الجمعية العمومية للجماعة خوض الانتخابات البرلمانية القادمة.. وكذلك المحليات .. وبالتنسيق مع التيارات الإسلامية وغير الإسلامية والغير مسلمة.. وهو في النهاية يصب في صالح مصر.
وأكدوا أن صورة الجماعة الإسلامية المغلوطة التي صنعها النظام البائد.. والتي ربطها دائما ًبالعنف ستنتهي حتما ً.. نظرا ً للجهود التي تبذلها الجماعة.. وهو ما سيزيل تلك الصورة من الأذهان.. خاصة من خلال عملها في المجتمع ومحاولة الاندماج فيه.
خاصة أن الخريطة السياسية في مصر بها مساحة كبرى لاحتواء الجميع.. وفيها مساحة للتنسيق بين التيارات الإسلامية فيما بينها البعض.. كما هو الحال بالنسبة للتيارات الليبرالية وكذلك اليسارية.. وتتسع هذه الدائرة لتحتوى كل التيارات في القضايا الوطنية العامة.
وأشاروا إلى أن النظام البائد أستخدم فزاعة الإخوان المسلمين في السابق.. لأنه قدم نفسه باعتباره حامى المصالح الغربية وباعتباره نظام علماني.. حتى وإن لم يستخدم هذا المسمى إلا أنه بعد سقوط هذا النظام ظهرت شبكات مصالح تسعى للهيمنة على المجال السياسي ومعظمها شبكات تنتمي للفكرة العلمانية .
وحين وجدت أن التيار الإسلامي هو الغالب لدى الشعب وفى الشارع بدأت تستخدم فزاعة الإسلاميين.
وأكد د/ كمال حبيب الخبير في شئون الجماعات الإسلامية.. ووكيل مؤسسي حزب السلامة والتنمية:
أن ما تمر به الجماعة الإسلامية يعد تحولا ً كبيرا ً في تاريخها.. إلا أن الأمور ليس بالإعلان.. بل بالجهود والمثابرة.. وقد يكون سهلا ً على الجماعة تأسيس جمعية أهلية لأنها تنقل روح الجماعة القديم إليها.
لكن بالنسبة لحزبها السياسي سيكون تحديا ً.. إلا أنه في كل الأحوال فالجماعة سيكون لها دور سياسي.
متمنيا ً أن يكون لها النجاح والتوفيق في المستقبل.. وتكون إضافة جديدة للعمل الأهلي والسياسي.
وعن التنسيق بين التيارات الإسلامية فيما بينهم.. ذكر أن:
السياسية لها منطق مختلف عن المنطق الوعظي والدعوى والتربوي القديم.. ومن ثم فالتحالفات واردة وقائمة.. والجماعة الإسلامية لها الحق في أن ترى القوى السياسية الأقرب إليها والتحالف معها.
وأكد أن:
صورة الجماعة المغلوطة التي صنعها النظام البائد – والتي ربطها دائما بالعنف- ستنتهي حتما ً.. نظرا للجهود التي تبذلها الجماعة .. وهو ما سيزيل تلك الصورة من الأذهان .. خاصة من خلال عملها في المجتمع ومحاولة الاندماج فيه.
وأشار إلى أن:
الساحة السياسية مفتوحة للجميع.. ومن حق الجماعة الإسلامية كغيرها أن تدخل ساحة العمل السياسي وتخوض الانتخابات.. وهذا كله يترك لقرارات قيادات الجماعة وفق إمكانياتها وحدودها .. خاصة أنها تعرف ماذا تريد؟.. وماذا تملك؟.
وأضح الشيخ/ عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية أن:
النهج الذي انتهجته الجماعة الإسلامية من خلال تأسيس حزب سياسي وجمعية أهلية.. هو نفس النهج الذي ينتهجه معظم الإسلاميين.. مع وجود اختلافات طفيفة.. حيث أن الجمعية الأهلية ستشمل كل الأنشطة التي تقوم بها الجماعات الإسلامية باستثناء العمل السياسي.
فكأن الجمعية بالإضافة إلى الحزب السياسي هو ما يعنى المفهوم السابق للحركة الإسلامية الذي كانت تتبناه الجماعات الإسلامية قديما ً.
ومن ثم فيتوقع أن تكون الجماعة الإسلامية أن تكون أحد الفصائل المهمة التي تساهم في الدعوة والتربية والأنشطة الاجتماعية من خلال الجمعية.. فضلا ًعن أن حزيها السياسي المزمع تأسيسه .. ربما يكون متقاربا ًجدا ً في الأداء مع باقي الأحزاب الأخرى ذات المرجعية الإسلامية.. خاصة لأن مرحلة صياغة الدستور تحتاج إلى أن تتكاتف جميع الأحزاب الإسلامية من أجل الحفاظ على المادة الثانية من الدستور.. ولا يتم حذفها.
كما يلزم منع إضافة أي مواد أخرى تبطل مفعول المادة الثانية.. أو تكون أقوى في صياغتها منها.. حتى لا تقدم تلك المادة على المادة الثانية.
وقال د/ رفيق حبيب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين:
الجماعة الإسلامية تمر بمرحلة جديدة .. وهى المرحلة الحقيقية لتفعيل مبادرة وقف العنف.. والتي تعنى ترك نهج وتبنى نهج آخر .. وهو النهج السلمي الإصلاحي.. ولكنها للأسف حُرمت من أن تترجم هذا النهج في ممارسات على أرض الواقع.
إلا أن الجماعة أسست لموقفها الجديد بكتابات ودراسات متعمقة وكثيرة تسمح لها أن تنطلق في مجال العمل السياسي.. وتضع برامج وتصورات وتتحرك في المجال العام من خلال الجمعية والحزب.. وبالتالي توفرت لها هذه الأرضية.
وهكذا فليس هناك عقبات تحول بينها وبين تطوير خطابها وأساليبها من خلال تفاعلها مع المجتمع .. أو مع التيارات الإسلامية الأخرى.
وبالطبع كل فصيل إسلامي في المرحلة القادمة يحتاج إلى أن يعمق مشاركته وينسق مع الحركات الإسلامية.. ويظهر تميزه عن غيره من الفصائل والتيارات الإسلامية الأخرى".
وأضاف أنه:
طبقا الخريطة السياسية في مصر.. هناك مساحة كبرى لاحتواء الجميع.. فبها مساحة للتنسيق بين التيارات الإسلامية فيما بينها البعض.. كما هو الحال بالنسبة للتيارات الليبرالية وكذلك اليسارية .. وتتسع هذه الدائرة لتحتوى كل التيارات في القضايا الوطنية العامة.
وبالتالي فهناك مستويات مختلفة للتنسيق.. إلا أن الأحزاب الإسلامية ستواجه تحديات في قدرتها على إظهار برامجها وتعاملها مع الواقع.. وتحل مشكلاته وتجيب عن السؤال:
كيف تكون متميزا ً متمسكا ً بثوابتك.. وعمليا ً قادرا ً على معالجة الواقع وعلى تلبية احتجاجات الشعب؟.
وأكد نائب رئيس حزب الحرية والعدالة أن:
النظام البائد أستخدم فزاعة الإخوان لأنه قدم نفسه باعتباره حامى المصالح الغربية .. وباعتباره نظام علماني.
حتى وإن لم يستخدم هذا المسمى بعد سقوط هذا النظام .. ظهرت شبكات مصالح تسعى للهيمنة على المجال السياسي ومعظمها شبكات تنتمي للفكرة العلمانية.. وحين وجدت أن التيار الإسلامي هو الغالب لدى الشعب وفى الشارع.. فبدأت تستخدم فزاعة الإسلاميين.
والنظام السابق كان يختلق القصص والروايات عن جماعة الإخوان.
في لحظة الحرية والانفتاح أصبحت شبكات المصالح العلمانية والتي أسمها بتحالف المال والإعلام يبحث عن أكثر الصور التي يمكن أن يخوف بها المجتمع ..فوجدها في بعض التصرفات الصادرة عن بعض السلفيين.. سواء مجرد أفراد.. أو مجموعات بسيطة.
لكن الحقيقية المطلوب هو تخويف المجتمع من التيار الإسلامي كله.. وليس السلفيين فقط.. لأن النخبة العلمانية وتحالف المال والإعلام وجد نفسه في مأزق.
بعد زوال النظام البائد يمكن أن يفقد مكانته وموضعه وتأثيره السياسي .. وقد أكتشف أن تواجده الشعبي محدود .. وأن التيار الإسلامي غالب.. وبالتالي بدأ يستخدم نفس منهج النظام السابق.
وتابع أن:
مسار التاريخ خاصة في التجربة العربية الإسلامية يوضح أنه في مناخ الحرية يزدهر التطور والتقدم على المستوى الفقهي والعملي.. ويتأسس قيم التسامح والتعايش والمشاركة.. وأن التطرف وليد مناخ القهر والظلم.
وبالتالي فكل القوى والأطراف الآن تتطور من نفسها .. لأنها أصبحت أمام تحديات عملية.. وأصبحت أمام أسئلة عليها .. خاصة أن الساحة مفتوحة أمامها حتى تجيب وتتفاعل.
بينما في مناخ الظلم وكان القهر السياسي هو الغالب.. لم تكن هذه الأسئلة مطروحة ..ولم يكن هناك مجال سياسي للتفاعل معه أصلا ً.
وبالتالي فما تمر به الجماعة الإسلامية يصب في صالح الوطن.
وذكر صبحي صالح القيادي بجماعة الإخوان المسلمين أن:
الجماعة الإسلامية اتجهت خطوات جيدة من أجل التواصل مع المجتمع من خلال هذه الأطر والخطوات.. فبالتأكيد ستحقق نتائج ملموسة.
مشيرًا إلى أن:
الجماعة حتما ً ستواجه عدّة تحديات.. أهمها تغيير صورتها الذهنية لدى بعض العامة.
متمنيا أن تتأنى الجماعة في خطواتها.. لأن المجتمع لا يهدم أو ينسى جرعة واحدة.. ويكون ذلك من خلال طرح البدائل والتمهل في السير للأمام.. وأن تعاود هيكلة نفسها.
والإسلاميين بصفة عامة والجماعة الإسلامية بصفة خاصة تحتاج إعادة تسويق لتخرج شكلها الجديد الذي لم يعرفه الناس.. حتى يمحو الأثر القديم.. وهذا يحتاج إلى سلوك ومخالطة ومخاطبة وصبر وتأنى شديد في خطواتها كعدم المبادرة في الدخول للانتخابات.. لأنه سيستدعى الصورة القديمة.
في حين أننا نريد أن نمحوها .. فالشعب سيتناولهم وفق المفهوم السابق الذي انتهى ولم يعد له أي وجود .. وسيفتح المجتمع ذهنه ما نريد أن يتخلص منه.. وبالتالي على الجماعة الإسلامية أن تقدم نفسها أولا ً.
واصفًا قرار الجماعة الإسلامية بخوض الانتخابات البرلمانية بـ" المتعجل" على حد قوله .
وتابع صالح أن:
الصراع بين التيار الإسلامي والليبرالي سيظل قائما ًحتى الانتخابات .. وستحسمها الأصوات.
مستشهدًا بأن ما حدث في الاستفتاء على التعديلات الدستورية جن جنون الليبراليون والعلمانيون خوفا ً من نتائج المقاعد.
ولذلك فالمطلوب منا هو الصبر والمثابرة والمرابطة حتى انتهاء الجولة القادمة.
مشيرًا إلى أن:
التنسيق بين التيارات الإسلامية المختلفة ضروري.. حيث أنه له معطيات بديهية يجب التعامل معها.
وأوضح د/ مجدي قرقر مساعد الأمين العام لحزب العمل أن:
توجه الجماعة الإسلامية في الانخراط في العمل السياسي والأهلي هو صحيح وفى موضعه .. وهى ضرورة يتطلبها مناخ الحرية الذي نعيشه الآن.
وبالتالي فلا محل للعمل السري الآن.. ويجب أن تكون الممارسة علنية ومن خلال نظام الدولة الذي يرتضيه الشعب الذي هو مصدر السلطات.. والذي هو متدين بطبعه.. لأن دينه هو مفتاح قلبه شخصيته.
وبالتالي سيكون مستقبل الجماعة الإسلامية مع غيرها من التيارات الإسلامية واعدا ً وباهرا ً.. لأن الشعب ببساطة يتعاطف مع هذا التوجه الإسلامي .
وذكر أن:
صورة الجماعة السابقة التي خلقها النظام الراحل .. يجب أن تزول وبسرعة.. لأنه لا يمكن فصل أي حدث عن السياق التاريخي الخاص به.
وبالتالي فهذا المناخ الذي كنا نعيش فيه قد تجاوزته ومجال فيه للعنف.. ولا يوجد تدريب له الآن.. والجماعة الإسلامية نبذت العنف منذ سنوات بعيدة .. والشعب بالقطع له عذره في عدم قناعته بذلك.. لأن الجماعة الإسلامية كانت مغيبة ولم تمارس دورا ًحقيقيا ً يلمسه الشعب في السنوات الأخيرة.
أما الآن بالممارسة السياسية فستتغير قناعات الكثيرين وتصبح الممارسات السابقة هي ممارسات تاريخها في سياقها الماضي.
وأكد على أن:
العمل العام يسمح ويستوعب كافة التيارات السياسية بكل ألوان الطيف الأساسي .. كما أن التيار الإسلامي بداخله يحمل التعددية المتاحة المباحة في الإسلام .
فمثلا حزب الله ليس حزبا ً واحدا ً.. بل عدّة أحزاب لكنه يتسع لوجود الكثير بداخله.
كما أن حزب الشيطان تتعدد ملله وتتفق في غايته.
وبالتالي فإن أحزاب الله من الممكن أن تتعدد وتتفق في غايتها والتي هي مرضاة الله والتمكين لديها في الأرض دون أي جور أو ظلم لغير المسلم.. لأن الدولة الإسلامية هي دولة للإنسانية والبشرية جمعاء .. وليست دولة المسلمين فقط.
وأوضح أن:
التنسيق بين التيارات الإسلامية توجه حميد ويتفق مع المنطق.. لأن الطبيعي أن الفرد يقوم بالتنسيق مع الأقرب فالأقران.. ثم باقي التيارات الأخرى حتى لا يكون هناك تعارضا ً وتطاحنا ً بين التيارات الإسلامية لها نفس الهدف ولها نفس الغاية .. وطالما أن الغاية واحد يجب أن يتعاون الجميع للوصول إلى تلك الغاية.
ورفض الطرح الذي قدمه صبحي صالح والخاص بمراجعة قرار خوض انتخابات البرلمانية القادمة بالنسبة للجماعة الإسلامية.. قائلا ً:
أنه لا يجب أن يملى أحد رأيه على الجماعة الإسلامية.. فهي التي تتواصل مع الشعب.. وهى التي تستطيع أن تحدد مدى قبول الشارع لها حتى تتخذ القرار الصحيح.
وقال د/ قرقر أن :
أبرز التحديات التي ستواجهه الجماعة هي أن تظهر رؤيتها الإسلامية في عصر الحرية.. حتى يكون لديها المصداقية مع الشعب في أنها تمارس السياسة بعيدا ً عن العنف.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

د. مجدي قرقر © 2008 | تصميم وتطوير حسن