منذ ثورة 25 يناير، ثورة شعبنا الباسل نصلي الجمعة بميدان التحرير ساجدين على ترابه الذي اختلط وتعطر بدماء الشهداء فكل التحية والإعزاز لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء للحرية وفداء لمصرنا الحبيبة.
مع بدايات الثورة تحدث البعض عن "صوت العقل" ورفض الثوار لأن "صوت العقل" وقتها كان يعني إجهاض الثورة وكانت حجتهم القوية "إن من يقوم بنصف ثورة فإنه يحكم على نفسه بالانتحار" لأن أعداء الثورة وقتها سيصفونها ويتشفون في صناعها ويصفون دمائهم قبل أن يصفوا حساباتهم.
وبعد أن أوشكنا على قطف جل ثمار الثورة فإنه قد آن الوقت لنستخلص بعضا من دروس هذه الثورة العربية الشاملة علي سبيل المثال لا الحصر:
1. إن هذه الثورة لم تهبط بالبراشوت ولكنها امتداد لنضال سنوات طويلة تزيد على الثلاثة عقود، توجت بنضال شامل ومتواصل في السنوات السبع الأخيرة بعد سقوط مبارك أثناء إلقاء خطاب العرش أمام مجلسي الشعب والشورى في نوفمبر 2003 بعدها بدأ حزب العمل في تشكيل الجبهة الوطنية للتغيير ثم تأسيس الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) ثم انتفاضة القضاة 2006 عقب تزوير انتخابات 2005 وانتفاضة إبريل 2008 وفي القلب منها انتفاضة عمال المحلة الكبرى ثم ولحركات الاحتجاجية التي اجتاحت ربوع مصر ولم تهدأ إلا بانخراطها في ثورة 25 يناير 2011 . إن إرهاصات هذه الثورة بدأتها جريدة الشعب التي نشرف بالكتابة بها مجددا والتي خاضت معاركها ضد التبعية والفساد والاستبداد والظلم الاجتماعي والتغريب بكتيبتها المجاهدة التي تقدمها الأستاذ عادل حسين - رحمه الله - وكان رأس الحربة رئيس تحريرها الأستاذ مجدي أحمد حسين والذي قدم من حياته سنوات وسنوات قضاها في سجون مبارك.
2. هذه الثورة ثورة شعب بذر بذرتها الشيوخ وزرعها الأبناء ورعاها الشعب وشارك الجميع في الحصاد والاحتفال. لقد كان الشباب شرارة الثورة، فاستشهد منهم من استشهد، وجرح من جرح. في يوم 25 يناير بدأ شباب القاهرة والجيزة تظاهرتهم من بعض الأحياء الشعبية طمعا في انضمام الشعب لهم وتحديدا من دوران شبرا وناهية في محافظتي القاهرة والجيزة. بدأ الشباب تظاهراتهم دون أي هتاف ضد مبارك تشجيعا لأهالي هذه الأحياء الشعبية بالمشاركة وإذا بهؤلاء يأخذون المبادرة بالهتاف بسقوط مبارك والنظام. بدأ الشباب تظاهراتهم بالمئات وإذا بهم ينتهون في ميدان التحرير بعشرات ثم مئات الآلاف.
3. إن الثورة كشفت عن معدن مصر الحضاري كما قالت محطة ال سي إن إن "هذه أول مرة يقوم فيها شعب بثورة ثم ينظف الشوارع" وشباب مصر لم يكتفي بتنظيف الشوارع بل أعاد بلاط الأرصفة ودهن البردورات والحوائط وقام مع الشيوخ والأطفال بتشكيل اللجان الشعبية لتأمين الأرواح والمنشآت بعد الانسحاب التآمري لحبيب العادلي وقواته لتخريب مصر، هذا السلوك الحضاري هو الذي أعاد كتابة التاريخ ورفع رأس مصر عاليا في ثورة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء.
4. إن مطالب هذه الثورة كانت مطالب ديناميكية متغيرة تتعامل مع المتغيرات بذكاء بدأت بشعارات الثلاثاء 25 يناير - يوم الغضب - رافعة مطالب "تغيير - حرية - عدالة اجتماعية - ثم كانت الجمعة الغضب 28 يناير والشعب يريد سقوط النظام، ثم جمعة الرحيل وشعار "ارحل" - ثم جمعة التطهير "الشعب يريد تطهير البلاد" وعلى قدر تراجع النظام كان يرتفع سقف مطالب الثورة.
5. هذه الثورة وطنية خالصة، فإذا كان الغرب وأمريكا اللاتينية قد شهدوا الثورات البرتقالية فان ثورة الشعب المصري كانت ثورة بلون علم مصر. غابت الأيديولوجيات والأحزاب وارتفع علم الوطن شارك فيها الأقباط المسيحيون والأقباط المسلمون علي السواء. شارك فيها كل التيارات الليبرالية والإسلامية والقومية والماركسية. شارك الإخوان المسلمون وشارك الشيوعيون. شارك الناصريون وشارك الليبراليون.
6. إن التبعية والاستبداد وجهان لعملة واحدة. فلا يمكن أن نفصل قضية الاستقلال عن قضية الاستبداد والفساد والعدل والاجتماعي. التبعية والاستبداد وجهان لعملة واحدة فما قاله د. مصطفي الفقي في لحظة صدق (إن رئيس مصر القادم يجب أن يحظى بموافقة أمريكية ورضاء إسرائيلي) مقولة حقيقية في حينها ولكنها ذهبت إلي الجحيم وسقطت مع سقوط مبارك. إن الرئيس القادم يجب أن يأتي بإرادة شعبية مصرية خالصة.
7. إن هذه الأمة امة عربية واحدة يظلنا وطن عربي كبير وبالتالي فإن الخطوط التي وضعتها اتفاقية سايكس بيكو وتلك التي وضعتها المنظمة الدولية على أرض فلسطين هي خطوط تجزئه وهمية تلاشت مع الثورة ولا يحافظ علي هذه التجزئة إلا المستبدون الذين يحكموننا. فانتفاضة فلسطين انتقلت إلى العراق فمصر إلى سائر أنحاء وطننا العربي. وثورة تونس انتقلت إلى مصر .. وثورة مصر كانت المحفز لثورة اليمن وليبيا.
8. إن الجيوش العربية يجب أن تكون جيوش وطنية كأحد أركان الدولة وليست كأحد أركان النظام. ولقد التزم جيش مصر الحياد في البداية ثم انحاز إلى الشعب فحمى الشعب وحمى الثورة وكان حارسا أمينا لها فاستحق هتاف الشعب "الجيش والشعب إيد واحدة". ولم يمنع هذا الشعب أن يستمر في ثورته حفاظا على مكتسباته بعد أن تعلم متى يثور وكيف يحافظ على مكتسباته.
9. ان مقياس نجاح هذه الثورات هي أن تكون باتجاه فلسطين فتلك هي قضيتنا المحورية. تحرير فلسطين والأقصى حقيقة قرآنية. كنا نري هذا اليوم بعيدا أصبحنا نراه قريبا بعد أن حققت هذه الثورة جل أهدافها، ومازال الأعداء والعملاء يرونه بعيدا ونحن نراه قريبا بعد أن شاهدنا آيات الله وازداد يقيننا بها.
10. أن يد الله لم تكن غائبة، يد الله كانت معنا لأننا أخذنا بالأسباب كما حدث مع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في بدر، فبدر نصر ووعد وإذا كان النصر قد تحقق على يد رسولنا الكريم فإن وعد الله بالنصر باق إلى يوم الدين،. "فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم". يد الله كانت في غزة في حربها ضد عصابة الصهاينة وضد الآلة العسكرية الصهيونية. يد الله كانت في ميدان التحرير وفي موقعة الجمل وفي ميادين المحافظات. يد الله حرست وساعدت الثورة وستكون إن شاء الله مع تونس وليبيا واليمن.
ورغم هذه الخلاصات والدروس فان الثورة في مصر والثورة العربية يهددها خطر كبير والضمانة لتحقيق أهدافها والحفاظ على مكتسباتها هو في استمرارها.
نسجد على التراب الذي اختلطت به دماء الشهداء، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وتحيا مصر، الله أكبر ويحيا الشعب، الله أكبر ويحيا شباب مصر، تحية لشعب مصر الباسل الذي أعاد كتابة التاريخ ورفع رأس مصر عاليا في ثورة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء.
مع بدايات الثورة تحدث البعض عن "صوت العقل" ورفض الثوار لأن "صوت العقل" وقتها كان يعني إجهاض الثورة وكانت حجتهم القوية "إن من يقوم بنصف ثورة فإنه يحكم على نفسه بالانتحار" لأن أعداء الثورة وقتها سيصفونها ويتشفون في صناعها ويصفون دمائهم قبل أن يصفوا حساباتهم.
وبعد أن أوشكنا على قطف جل ثمار الثورة فإنه قد آن الوقت لنستخلص بعضا من دروس هذه الثورة العربية الشاملة علي سبيل المثال لا الحصر:
1. إن هذه الثورة لم تهبط بالبراشوت ولكنها امتداد لنضال سنوات طويلة تزيد على الثلاثة عقود، توجت بنضال شامل ومتواصل في السنوات السبع الأخيرة بعد سقوط مبارك أثناء إلقاء خطاب العرش أمام مجلسي الشعب والشورى في نوفمبر 2003 بعدها بدأ حزب العمل في تشكيل الجبهة الوطنية للتغيير ثم تأسيس الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) ثم انتفاضة القضاة 2006 عقب تزوير انتخابات 2005 وانتفاضة إبريل 2008 وفي القلب منها انتفاضة عمال المحلة الكبرى ثم ولحركات الاحتجاجية التي اجتاحت ربوع مصر ولم تهدأ إلا بانخراطها في ثورة 25 يناير 2011 . إن إرهاصات هذه الثورة بدأتها جريدة الشعب التي نشرف بالكتابة بها مجددا والتي خاضت معاركها ضد التبعية والفساد والاستبداد والظلم الاجتماعي والتغريب بكتيبتها المجاهدة التي تقدمها الأستاذ عادل حسين - رحمه الله - وكان رأس الحربة رئيس تحريرها الأستاذ مجدي أحمد حسين والذي قدم من حياته سنوات وسنوات قضاها في سجون مبارك.
2. هذه الثورة ثورة شعب بذر بذرتها الشيوخ وزرعها الأبناء ورعاها الشعب وشارك الجميع في الحصاد والاحتفال. لقد كان الشباب شرارة الثورة، فاستشهد منهم من استشهد، وجرح من جرح. في يوم 25 يناير بدأ شباب القاهرة والجيزة تظاهرتهم من بعض الأحياء الشعبية طمعا في انضمام الشعب لهم وتحديدا من دوران شبرا وناهية في محافظتي القاهرة والجيزة. بدأ الشباب تظاهراتهم دون أي هتاف ضد مبارك تشجيعا لأهالي هذه الأحياء الشعبية بالمشاركة وإذا بهؤلاء يأخذون المبادرة بالهتاف بسقوط مبارك والنظام. بدأ الشباب تظاهراتهم بالمئات وإذا بهم ينتهون في ميدان التحرير بعشرات ثم مئات الآلاف.
3. إن الثورة كشفت عن معدن مصر الحضاري كما قالت محطة ال سي إن إن "هذه أول مرة يقوم فيها شعب بثورة ثم ينظف الشوارع" وشباب مصر لم يكتفي بتنظيف الشوارع بل أعاد بلاط الأرصفة ودهن البردورات والحوائط وقام مع الشيوخ والأطفال بتشكيل اللجان الشعبية لتأمين الأرواح والمنشآت بعد الانسحاب التآمري لحبيب العادلي وقواته لتخريب مصر، هذا السلوك الحضاري هو الذي أعاد كتابة التاريخ ورفع رأس مصر عاليا في ثورة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء.
4. إن مطالب هذه الثورة كانت مطالب ديناميكية متغيرة تتعامل مع المتغيرات بذكاء بدأت بشعارات الثلاثاء 25 يناير - يوم الغضب - رافعة مطالب "تغيير - حرية - عدالة اجتماعية - ثم كانت الجمعة الغضب 28 يناير والشعب يريد سقوط النظام، ثم جمعة الرحيل وشعار "ارحل" - ثم جمعة التطهير "الشعب يريد تطهير البلاد" وعلى قدر تراجع النظام كان يرتفع سقف مطالب الثورة.
5. هذه الثورة وطنية خالصة، فإذا كان الغرب وأمريكا اللاتينية قد شهدوا الثورات البرتقالية فان ثورة الشعب المصري كانت ثورة بلون علم مصر. غابت الأيديولوجيات والأحزاب وارتفع علم الوطن شارك فيها الأقباط المسيحيون والأقباط المسلمون علي السواء. شارك فيها كل التيارات الليبرالية والإسلامية والقومية والماركسية. شارك الإخوان المسلمون وشارك الشيوعيون. شارك الناصريون وشارك الليبراليون.
6. إن التبعية والاستبداد وجهان لعملة واحدة. فلا يمكن أن نفصل قضية الاستقلال عن قضية الاستبداد والفساد والعدل والاجتماعي. التبعية والاستبداد وجهان لعملة واحدة فما قاله د. مصطفي الفقي في لحظة صدق (إن رئيس مصر القادم يجب أن يحظى بموافقة أمريكية ورضاء إسرائيلي) مقولة حقيقية في حينها ولكنها ذهبت إلي الجحيم وسقطت مع سقوط مبارك. إن الرئيس القادم يجب أن يأتي بإرادة شعبية مصرية خالصة.
7. إن هذه الأمة امة عربية واحدة يظلنا وطن عربي كبير وبالتالي فإن الخطوط التي وضعتها اتفاقية سايكس بيكو وتلك التي وضعتها المنظمة الدولية على أرض فلسطين هي خطوط تجزئه وهمية تلاشت مع الثورة ولا يحافظ علي هذه التجزئة إلا المستبدون الذين يحكموننا. فانتفاضة فلسطين انتقلت إلى العراق فمصر إلى سائر أنحاء وطننا العربي. وثورة تونس انتقلت إلى مصر .. وثورة مصر كانت المحفز لثورة اليمن وليبيا.
8. إن الجيوش العربية يجب أن تكون جيوش وطنية كأحد أركان الدولة وليست كأحد أركان النظام. ولقد التزم جيش مصر الحياد في البداية ثم انحاز إلى الشعب فحمى الشعب وحمى الثورة وكان حارسا أمينا لها فاستحق هتاف الشعب "الجيش والشعب إيد واحدة". ولم يمنع هذا الشعب أن يستمر في ثورته حفاظا على مكتسباته بعد أن تعلم متى يثور وكيف يحافظ على مكتسباته.
9. ان مقياس نجاح هذه الثورات هي أن تكون باتجاه فلسطين فتلك هي قضيتنا المحورية. تحرير فلسطين والأقصى حقيقة قرآنية. كنا نري هذا اليوم بعيدا أصبحنا نراه قريبا بعد أن حققت هذه الثورة جل أهدافها، ومازال الأعداء والعملاء يرونه بعيدا ونحن نراه قريبا بعد أن شاهدنا آيات الله وازداد يقيننا بها.
10. أن يد الله لم تكن غائبة، يد الله كانت معنا لأننا أخذنا بالأسباب كما حدث مع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في بدر، فبدر نصر ووعد وإذا كان النصر قد تحقق على يد رسولنا الكريم فإن وعد الله بالنصر باق إلى يوم الدين،. "فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم". يد الله كانت في غزة في حربها ضد عصابة الصهاينة وضد الآلة العسكرية الصهيونية. يد الله كانت في ميدان التحرير وفي موقعة الجمل وفي ميادين المحافظات. يد الله حرست وساعدت الثورة وستكون إن شاء الله مع تونس وليبيا واليمن.
ورغم هذه الخلاصات والدروس فان الثورة في مصر والثورة العربية يهددها خطر كبير والضمانة لتحقيق أهدافها والحفاظ على مكتسباتها هو في استمرارها.
نسجد على التراب الذي اختلطت به دماء الشهداء، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وتحيا مصر، الله أكبر ويحيا الشعب، الله أكبر ويحيا شباب مصر، تحية لشعب مصر الباسل الذي أعاد كتابة التاريخ ورفع رأس مصر عاليا في ثورة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق