3/06/2011

شهادة بحق رئيس وزراء مصر الثورة

6 مارس 2011

هذه شهادتي أوجهها للشباب ممن لا يعرفون الأستاذ الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الثورة، أدعو الله أن تكون خالصة لوجهه وأن تكون إسهاما متواضعا مني في زرع الثقة التي اهتزت طوال العقود الماضية بين النظام والشعب نتيجة للاختيارات السيئة والمنحازة لأهواء الحكام بما يخدم مصالحهم ويعظم فسادهم ويثبت مقاعدهم وفقا لاعتقاداتهم الباطلة والخاطئة.
اختيار الزميل العزيز الأستاذ الدكتور عصام شرف اختيار موفق، وهو أخ فاضل وعزيز وأشرف بمعرفته منذ أربعين عاما كزميل دراسة في كلية الهندسة جامعة القاهرة، وهو على علم وخلق ودين ورؤية حضارية، وهو متيم بحب مصر، والجانب الإنساني عنده من أهم ما يميزه، يتحشرج صوته عند الحديث عن الجوانب الإنسانية في حياته أو حياة البشر، وأكثر حالاته تأثرا عند الحديث عن والدته التي لها تأثير كبير في حياته خاصة وأن والده توفي بعد أو قبل تخرجه بشهور، حجم أنشطته بدرجة كبيرة وامتنع عن سفرياته المتكررة عند مرض والدته حتى توفاها الله منذ ما يقرب من السنتين، وتوثقت صلتي به عند مرضها حيث كنت دائم السؤال عنها. ولقد ألمت بي ظروف صحية منعتني من الحركة ومكثت فيها خمسة شهور في المستشفى زارني فيها ما يقرب من الست إلى الثماني مرات، وكان دائب المداعبة لي بقوله "إن هذا مقلب عمله فيك أبو تريكة خوفا من منافستك وعليك أن تشد حيلك لتنزل الملاعب مرة أخرى دحضا للمؤامرة"
شارك معنا بجهد متميز في تجمع مهندسين ضد الحراسة وكان دائم اللقاء بسكرتارية التجمع متابعا ومشاركا لها في محاولات الخروج من أزمة نقابة المهندسين وكان لقاؤه الأخير معنا في نادي الصيد منذ أقل من أسبوعين حيث استضافنا في توقيت متأخر نظرا لانشغالاته وانشغال البعض منا وحان موعد إغلاق النادي في الحادية عشرة مساء فلم يطلب استثناء وخرجنا نبحث عن مكان بديل ولم نجد حيث اقتربت ساعة حظر التجول فأكملنا حوارنا في الشارع وقوفا ولم يجد غضاضة في ذلك، وهو الذي دعى لهذا الإجتماع لحل بعض الخلافات بيننا في سكرتارية التجمع حرصا منه على وحدته وإدراكا منه لأهميته.
وعندما طلب منه وزير الري الأسبق الزميل الدكتور محمد نصر علام متابعة ملف نقابة المهندسين للخروج بها من أزمتها بذل قصارى جهده رغم سوء اللجنة المتعاونة معه والمشكلة من الحارس القضائي ورغم محاصرته بمهام غير موضوعية وعندما وجد الطريق مسدودا لتحرير نقابة المهندسين فكتب مقالا بالأهرام واعتذر عن استكمال مهمته أعلن فيه عودته لصفوف المهندسين لحين تحرير النقابة من براثن الحراسة.
دكتور عصام شرف رئيس وزراء شارك في الثورة وكان مهموما بها وبنجاحها وباستقرار مصر في نفس الوقت وأجرى اتصالات على كافة المستويات للخروج بالثورة وبمصر لبر الأمان وطلب مني ترتيب لقاء له مع شباب الثورة شريطة أن يكونوا ممثلين لكافة الاتجاهات ولكن الثورة فاجأتنا بنجاحها قبل أن يتم اللقاء، كان طلبه الأول أن يتم الاعتراف بالثورة وبشهداء الثورة وكانت مشاركته معنا في مظاهرة أساتذة الجامعات التي حاصرت مجلس الشعب ترجمة لذلك.
*****
ولقد تناولت وسائل الإعلام بعض المعلومات غير الدقيقة عن الدكتور شرف خلال اليومين السابقين منها أنه استقال من حكومة أحمد نظيف عام 2005 وصحة المعلومة أنه أستبعد غيابيا - وهذا شرف له - ولم يستقل، كما تردد أن حادثة العبارة وحادثة قطاري قليوب حدث إبان توليه لمسئولية وزارة النقل وهو ما لم يحدث، كما تردد أنه عضو فاعل بلجنة سياسات الحزب الوطني بالمخالفة للواقع، ومن هنا أود تدقيق هذه المعلومات في الفقرات التالية.
عانت وزارة النقل من الإهمال في عهد الوزير سليمان متولي صديق مبارك وبلدياته الذي ظل في موقعه أكثر من عشرين سنة‏ وعانى كل وزراء النقل والمواصلات الذين تعاقبوا علي هذا المنصب بعده وكان عليهم أن يتحملوا مسئولية هذه السنوات الطويلة من الإهمال والذي أدى إلى حادثة قطار الصعيد الذي احترق وذهب ضحيتها عدة مئات عام 2002 في عهد الوزير الدكتور إبراهيم الدميري
تولى عصام شرف منصب وزير النقل والمواصلات في حكومة احمد نظيف عام 2004 ورفض محاولات ممدوح إسماعيل مالك عبارات السلام وصديقه زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية لطمس حقيقة اصطدام العبارة السلام 95 بسفينة بترول قبرصية في السويس، وأراد أن يغير دفة التحقيقات حتى يهرب من التعويض ويحمل السفينة القبرصية التعويض، إلا أن عصام شرف رفض هذا ورفض الوساطات فأقسم «ممدوح إسماعيل» أن يطيح بعصام شرف من الوزارة وتحقق له هذا في أكتوبر 2005 لأن مصر كانت محكومة بلجنة السياسات التابعة لرجال الأعمال ولم يتحملوا دكتور شرف أكثر من خمسة عشر شهرا. وإبان وزارته انتصر للفقراء فرفض زيادة سعر تذكرة مترو الأنفاق فاتهموه بالشيوعية ووجدوه محافظا على صلاته فاتهموه بأنه إخوان مسلمين!!!.
أما حادث غرق العبارة السلام98 فقد حدث في عهد الوزير محمد منصور الوزير التالي للدكتور عصام شرف وحدث في فبراير 2006 ولم يعبأ نظام مبارك بذلك حيث كان مشغولا بالاحتفال بكأس أفريقيا في الوقت الذي كان فيه ألف وأربعمائة - 1400 - مصري يصارعون الموت على مدى أكثر من عشرون ساعة و لا مجيب وساعد نظام مبارك على هروب ممدوح إسماعيل وأكل تعويضات الضحايا. أما حادث قطاري قليوب فكان في إبريل 2006 وفي عهد محمد منصور أيضا.
إذن تصحيحا للمعلومات فحوادث النقل الكبيرة في العشر سنوات السابقة لم تكن في عهد عصام شرف - ستر من الله كما قال لي وهو يستحق هذا الستر لإخلاصه - كما أنه لم يستقل من حكومة نظيف بل أقيل لخلافه مع ممدوح إسماعيل وزكريا عزمي قبل حادثة العبارة في 2006 ولو انتصروا لجانبه لتجنبوا حادثة العبارة ولكنه قدر الله وتواطؤ نظام مبارك
وإشارة إلى أنه عضو فاعل بلجنة سياسات الحزب الوطني فإن ما لم يقله دكتور عصام أنه جمد نشاطه ولم يحضر اجتماعات لجنة السياسات منذ سنوات ربما لم يصرح بذلك لاعتبارات سياسية ولكن المؤكد وهو أخبرني بذلك أنه جمد نشاطه منذ سنوات.
اتصلت به وهنأت مصر بتوليه المهمة وسألني الدعاء له في مهمته الحرجة، إنه اختيار جيد من المجلس العسكري
*****
وأود في الختام أن نقرأ خطابه القصير في ميدان التحرير "أنا جيت هنا عشان آخد الشرعية من ميدان التحرير، ده أفضل مكان استمد منه الإرادة والعزم، سأبذل كل جهدي لتحقيق طلباتكم وفي اليوم اللي مش حاقدر أحقق فيه طلباتكم حكون هنا معاكم، إنتم عملتوا إنجاز والإنجاز الأكبر أن نعيد بناء مصر"
وقاطعه مئات الآلاف من المتظاهرين "الشعب يريد إسقاط أمن الدولة" فكان رده "أنا أدعو ربنا أن تكون مصر بلدا حرا، الرأي فيها خارج الزنازين وأشوف فيها أمن المواطن على القمة، وأن تكون أجهزة الأمن خادمة للمواطن والوطن بإذن الله"
ثم لاحظوا البعد الإيماني في خطابه "الله سبحانه أكرمني بأكثر مما أستحق وأدعوه أن ييسر لي أمري" وهو لا يفتعل هذا لأنه دائما يتحدث معي بنفس الروح.
وعندما أصرت الجماهير أن يؤدي القسم في الميدان أجاب بذكاء "أنا أستمد أهدافي منكم"
ورغم هذا التقدير للدكتور عصام شرف ولإخلاصه إلا أنه ستمارس عليه ضغوط في تشكيل الوزارة ولكنني على ثقة أنه إذا لم يتمكن من تحقيق أهدافه فسينسحب ويعود إلى ميدان التحرير أو إلى مكتبه وهذا ما فعله في العام الماضي عندما وجد الطريق مسدودا لتحرير نقابة المهندسين فكتب مقالا بالأهرام واعتذر عن استكمال مهمته كما أشرت.
*****
على المستوى الشخصي فقد صغرت عشرون عاما على الأقل بعد الثورة ومصر صغرت كثيرا بعد أن هرمت كما يقول أخونا التونسي على قناة الجزيرة وكما كان يقول مصطفى كامل "أريد أن أبعث في مصر الهرمة مصر الفتاة" فإن ثورة مصر بشبابها بعثت في مصر الهرمة مصر الفتاة مصر، استعادت شبابها وعافيتها، مصر في أقوى لحظاتها، مصر في قمة عنفوانها، وهذه لحظة التغيير وإعادة البناء على أساس صحيح، فلن نرضى بدستور مهلهل، ولن نرضى بنظام سياسي مهترئ، ولن نقبل الدولة البوليسية، مصر الآن غير مصر الأمس، ومصر الغد أفضل من اليوم

4 التعليقات:

غير معرف يقول...

الحمدلله حمدا كثيرا
كنا ندعو دائما بان يوللي الله من يصلح
واستجيبت دعواتنا ولله الحمد
هنيئا لنا د. عصام شرف رئيسا للوزراء
ودورنا ان ندعمه بالدعاء الخالص
م. هدى جمال

غير معرف يقول...

"وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ"
البقرة 165

أبوبكر حمدى كمال يقول...

نسأل الله أن يجرى الخير على يده ويأخذ على يد البغاة والمفسدين والله معنا ولن يترنا أعمالنا ولكن : حتى تضيئ الثورة علينا ان نعى
ان الثوره على اهميتها واهمية المبادئ التى حملتها تعنى شئ واحد فقط، وهو ان يمارس الجميع في ذواتهم وانفسهم وفي افعالهم واقوالهم الفعل الثوري الكفيل بان يطهرهم من الموبقات التى كانت راسخه في انفسهم قبل الثوره. فاذا كانت الثورة قد خلعت رأس النظام ووضعت اتباعه في طوابير من اجل المحاسبة، فانه يجب على كل شخص منا سواء شارك في صنع الثوره او تابعها ان يبدأ بنفسه يحاسبها ويرتضى ان يجعل من نفسه نموذجا ثوريا خاصا، يضئ للاخرين الطريق، وكلما تكاثرت النفوس الثورية المضيئة، كلما اقترب تحقيقها لاهدافها لتنير الطريق للاخرين ليس فيي منطقتنا بل في العالم اجمع.

غير معرف يقول...

ده وجهة نظري فيه من الأول ولم تتغير بل زادت برأي حضرتك
ekramy saber

إرسال تعليق

د. مجدي قرقر © 2008 | تصميم وتطوير حسن