2/02/2011

من ثورة الجياع إلى انتفاضة الغضب شعب مصر صمته طويل وصبره أطول ولكن غضبته مدمرة وثورته عارمة د. مجدي قرقر


ثورة الجياع والمحرومين والعاطلين في تونس كانت فاتحة خير 2011 , وإذا كان حد الكفاية في الشريعة الإسلامية هو توفير ( المأكل والملبس والمسكن ) ولو أنصف الفقهاء العصر لزادوها بحقوق ( التعليم والعلاج والعمل ) ، وإذا لم يوفر ولي الأمر هذه الحقوق لشعبه فسيسأل عن هذا يوم القيامة أما في الدنيا فجزاؤه جزاء بن علي وشاوسيسكو وماركوس وشاه إيران وكل الطواغيت , جزاؤه أن يخلعه الجياع والعراة والمشردون والمرضى والعاطلون والمحرومون من التعليم .. جزاؤه الخلع ولكن أي خلع؟ إنه الخلع الذي أصدره الشعب بدون استئناف أو نقض أو إبرام جزاؤه غضبة الشعب حتى وإن حاول الهروب .. وأذكر هنا كلمات من نشيد عقب عملية " عناقيد الغضب " والتي قام بها بيريز - حمامة إسرائيل للسلام !!!!
أين ستهربون من لعنة الغضب ؟! بصدر شعب كامل يحترق الغضب
أين ستهربون؟! من لعنة الضمير
أين ستهربون؟! لا .. لا لن يجدي الهرب
أين ستهربون؟! فنحن شعب لم يعد يخيفه الدمار
نحن شعب يحمل أوسمة الشهامة نموت في أوطاننا ونعرف السيادة
سلاح الكراهية والغضب هو ما تملكه الشعوب وتحرص الأنظمة على وأده حرصا على كراسيها ومصالحها حرصا على السلطة والثروة وحرصا على مرضاة أسيادها من الصهاينة والأمريكان .. الكراهية والغضب هو ما يجب أن نربي عليه أبناءنا .. فبيننا وبين خصومنا من الطغاة والمستبدين والمفسدين والظالمين في الداخل وبيننا وبين أعداء الخارج ثأر ودماء لن يمحوه سوى الغضب
ليس الغضب والكراهية فقط هو ما نحتاجه في تعاملنا مع أعدائنا .. ولكن قدر من الجنون أيضا مطلوب .. فإذا كانت مواجهة الأعداء بمصفحاتهم وجرافاتهم وكل عتادهم .. إذا كانت مواجهتهم بالحجارة والأجساد العزل نوعا من الجنون في نظر الساسة فأهلا بهذا الجنون الذي يحرر ويعطينا القوة والعزة في مواجهتهم .. أهلا بهذا الجنون الذي تدفعنا إليه قوة العقيدة التي لا تستوعبها عقول الساسة .. وعلى أي حال وبعيدا عن حسابات العقل القاصرة وبعيدا عن العاطفة والعقيدة فليفعل الحكام ما بدا لهم وما تمليه عليهم حساباتهم ولكن ليتركوا الشعوب تعبر عن كرهها وغضبها .. فللحكومات ضروراتها وللشعوب خياراتها كما يقول العلامة محمد مهدي شمس الدين - رحمه الله.
الغضب هو العدوى التي يجب أن تنتقل إلى كل فرد من أبناء هذه الأمة ، الغضب هو الأمل الوحيد في تحريك الماء الراكد الآسن الذي أصبح دماء تجري في عروق حكامنا ، الغضب هو الحق الأخير الذي نتمسك به بعد أن سلبنا معظم حقوقنا ، الغضب هو الوسيلة والطريقة والغاية التي يجب أن نربي عليها أبناءنا وغير ذلك يكون الخيانة .
لقد كان الغضب هو المحرك الأول والأساسي "لوفاء إدريس" منفذة العملية الاستشهادية في القدس الغربية ، أول ما وصفت به وفاء من قبل جيرانها أنها غضبى فقد كانت تعمل في الهلال الأحمر وكان تستعر نيران غضبها.. تستعر مع كل جرح مع كل ألم مع كل قطرة دم.. كان كل شيء يدفعها للغضب آهات الجرحى دموع الثكلى أنات المكلومين و شحوب وجوه الموتى.. كل شيء .. كل شيء كان يدفعها لغضب عظيم.. فلم تحتمل وفجرت غضـبها وتفجرت معه في هذا الجمع المزدحم من أجساد الأعداء. الغضب والجوع هو الذي دفع "محمد البوعزيزي" لإحراق نفسه فداء لشعب تونس ضد الفساد والاستبداد.
وإذا كانت نتائج الغضب مدمرة فإن غضب الجياع نتائجه أخطر.. ومن هنا فإننا حذرنا وقمنا بدق الأجراس منذ 2002 وأكدنا التحذير في إبريل 2008 وحذرنا من أن شعب مصر صمته طويل وصبره أطول ولكن غضبته مدمرة وثورته عارمة .
*****
تضمنت فعاليات معرض القاهرة للكتاب عام 2002 احتفالية باسم " نجيب محفوظ " بمناسبة ذكرى ميلاده التسعين .. وفي إطار هذه الاحتفالية عرضت بعض الأفلام المأخوذة عن رواياته وكان أولها فيلم "الجوع" إخراج علي بدرخان وبطولة عبد العزيز مخيون - سعاد حسني - محمود عبد العزيز ويسرا .
كتب السيناريو والحوار لهذا الفيلم مصطفى محرم عن روايـــــــــة " سارق النعمة " وبعض حكايات " الحرافيش " لنجيب محفوظ .
يجرد الفيلم الزمن الذي وقعت فيه الأحداث حيث تدور أحداث الفيلم في زمن بعيد دون تحديد فترة زمنية معينة .. وتقع أحداثه في حارة شعبية بالقاهرة وصورت مشاهده الداخلية في بيت مملوكي وإن لم يشر لفترة زمنية كما أشرنا .. تتعرض الحارة مثلها مثل باقي ربوع مصر لضنك العيش نتيجة للقحط الذي أصاب مصر بانخفاض فيضان النيل .. يستغل المعلم فرج الجبالي ( محمود عبد العزيز) - تاجر الحارة - هذا الضنك ويضاعف الأسعار .. يتزوج زوجة ثانية ثرية ( يسرا ) ويتفق معها على شراء غذاء المنطقة وتكديسه في المخازن لاحتكار السلع والمتاجرة بقوت الفقراء .. يزعم فرج بأن المخازن خاوية ولذا يضطر لرفع السعر .. يطرد الفقراء والجوعى الذين لا يملكون ثمن الغذاء ..
أم فضل تحرض الفقراء على الثورة وتحرير - حبيبهم - جابر من براثن فرج .. يتردد الفقراء الجياع .. تنجح في إقناعهم .. في المساء يثور الجياع .. يقتحمون على المفسدين خدورهم وهم في أوضاع مخلة مع عشيقاتهم .. يكسرون أبواب المخازن .. يفكون قيد جابر المعلق من السقف وقد كادت عيناه تخرج من رأسه وكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة .. يأخذون الطعام .. يرجمون فرج بالحجارة .. يسقط قتيلا بعد أن سقطت شومته التي كان يستند إليها ويضربهم بها .. تطالبهم أم فضل بتقطيع جذوع الأشجار ليصنعوا منها شوما ملكا لهم ( علشان إرادتنا تبقى في إيدينا .. لازم لقمتنا تبقى من إيدينا .. ويكون سلاحنا من إيدينا )
ولقد كانت أحداث انتفاضة يناير 77 حاضرة دون شك في ذهن المخرج والسيناريست عند إعداد الفيلم .. هذه الأحداث التي عبرت عن ثورة الفقراء وغضبتهم إزاء رفع الحكومة وقتها ووزير إقتصادها ( د. عبد المنعم القيسوني ) للأسعار ببعض القروش القليلة .. ساعتها ثار الشعب ليثأر لجوع بطنه واضطر الرئيس السادات في اليوم التالي إلى إلغاء القرارات ولم ينتظر لحين عودته من أسوان .. وتحرك الجيش .. ثم عاد السادات بعدها ووصفها بانتفاضة الحرامية .. رغم أنها كانت ثورة جياع .
إن التجريد الزمني الذي أخذ به فيلم " الجوع " يجعله صالحا للعرض في كل وقت .. فرغم أن الفيلم أنتج عام 1986 وعرض عام 1989 إبان حكومة الدكتور علي لطفي إلا أنه يصور حالنا اليوم .. ويالها من مصادفة عجيبة أن نتعرض للفيلم في الذكرى الخمسين لحريق القاهرة والذكرى الخامسة والعشرين لانتفاضة يناير 1977 .
*****
قبل ثورة يوليو بسنوات تمكنت حركة مصر الفتاة من هز عرش فاروق بقوة وهددت مصالح حاشيته الفاسدة بتحريضها للشعب وإعداده لمواجهة النظام الفاسد وعبئت الشعب نفسيا لإسقاط هذا النظام .. وفي يوليو 1951 وقبل ثورة يوليو بعام كامل - نشرت جريدة " الشعب الجديد .. لسان حال الإشتراكية " مقالا مصورا تكلمت فيه الصورة فقط بعنوان " رعــــــــاياك يـــــــامولاي " تعرضت فيه الصور لبؤس وشقاء الشعب .. شيخ هرم يقتله الجوع والفقر والعوز وقد جلس على الأرض مستندا إلى الحائط .. طفل في أسمال بالية .. مريض على قارعة الطريق .. وفي نفس التاريخ تخرج جريدة الإشتراكية وعلى صدر صفحتها الأولى عنوان من ثلاث كلمات تحريضية " الثورة .. الثورة .. الثورة " مقال بقلم أحمد حسين .. وكأنه رحمه الله يكتبه اليوم .. يبدأ مقاله بإضراب الفلاحين في ميت فضالة مركز أجا عن جمع القطن احتجاجا على الإيجارات المرتفعة ومواجهتهم مع البوليس وسقوط شهداء .. يتطرق إلى ألوف العاطلين الذين فصلوا من أعمالهم خاصة عمال النسيج بعد أن أغلقت المصانع أبوابها .. أهل الحكم مشغولون عن العاطلين بالتعديل الوزاري وهو حائر بماذا يجيبهم وهم يقولون له ( نحن جياع وقد سدت في وجوهنا الأبواب ) .. يضيف ( لا أستطيع أن أقول لهم تسولوا .. لا أستطيع وأنا رجل قانون إلا أن أقول لهم إذهبوا إلى الحكومة بجموعكم هذه وطالبوها بتدبير عمل لكم .. ولكن البوليس يحول بينهم وبين الاقتراب من الوزراء .. ليس هناك سوى كلمة واحدة لا أنطق بها ولكنها تتجلى في حيرتي وفي ارتباكي وعجزي عن الكلام .. إنها الثورة .. الثورة .. إن الجميع يغمغمون بها ولست أستطيع أن أردهم عنها .. فلم يعد عنها محيص مادامت الحكومة تدفعهم إليها دفعا ) .. وينتقل إلى بائعي دمائهم ليحصلوا على لقمة الخبز .. ويعود مرة أخرى للفلاحين التعساء .. ثم نار الغلاء .. فساد الحكم .. يعود لتحذيرهم وتبصيرهم إنها الثورة الثورة فإما أن يتداركوها وإما يتحملوا تبعاتها .
بعدها بشهور قليلة احترقت القاهرة واتهم أحمد حسين بالتحريض على حرقها رغم أن الرجل لم يكن إلا نذيرا محذرا .. وبغض النظر عن الفاعل .. القصر أو الإنجليز أو الشيوعيون أو حتى مصر الفتاة وأحمد حسين الذي برأه القضاء .. بغض النظر عن الفاعل فإن الشيء المؤكد أن شعب القاهرة وعلى غير عادته لم يتدخل لإخماد الحريق .. نعم لم يتدخل لأن القاهرة الرومية .. قاهرة إسماعيل وفؤاد وفاروق .. قاهرة الأجانب والمفسدين لم تكن قاهرتهم .. فلماذا يتدخل الشعب لإخماد الحريق .
*****
الفيلم إذن - كما في أحداث تونس وأحداث مصر - رسالة للحكام قبل أن يكون رسالة للمحكومين .. رسالة بأن يحذروا ثورة الفقراء والجياع والعاطلين والمعطلين .. ما أشبه الليلة بالبارحة .. ما يقرب من الستين عاما على حريق القاهرة وثلث القرن على انتفاضة 77 .. الحالة الاقتصادية تزداد بؤسا .. شبح البطالة يهدد الجميع بعد أن وصل عدد العاطلين مابين الخمسة والستة ملايين .. إن قنبلة البطالة غير الموقوتة تهدد الجميع وتهدد استقرار مصر الذي نحرص عليه جميعا ولكن حكومة الحزب الحاكم والنظام يكتفون بالمسكنات والتقارير والبيانات والأرقام الوردية .. مصانع تغلق .. عمال يسرحون .. خريجي جامعات وكليات القمة لا يجدون عملا .. أموال مصر إضافة إلى المنح والقروض تم الدفع بها في مشاريع البنية التحتية من مواسير صرف وكباري وأنفاق وتليفونات .. ليتهم أنفقوا نصفها وأنفقوا النصف الآخر في تشييد مصانع جديدة أو في تطوير المصانع القائمة بدلا من بيعها بتراب الفلوس ليجد القادرون على العمل فرصة للعمل بدلا من أن يلقى بهم في عالم اليأس والقنوط والإحباط أو عالم ما يسمونه بالإرهاب .. هذا هو حال مصر اليوم وما أشبه الليلة بالبارحة .
*****
يقدم الفيلم نموذجا لفقهاء السلطان متمثلا في شيخ المسجد الذي يقدم الدين مبررا للاستبداد .. يقدم الدين مبررا للفساد .. يقدم الدين مبررا للخنوع .. وفي المقابل يقدم ابن الحارة نموذجا للإسلام الذي يعرف التراحم والتعاون بين أبناء المجتمع والذي يأخذ بيد الضعيف ويغفر ويسامح وفي نفس الوقت يواجه المستغلين والمفسدين .
وشخصيات الفيلم ديناميكية ففي حين رفض جابر استكانة الفقراء للخرافة وعقدهم الأمل عليها في الخلاص إلا أنه اضطر لأن ينزل الخرافة على أرض الواقع عندما وجد أن حالة البؤس التي وصلوا إليها فاقت الاحتمال فاضطر لأن يتقمص شخصية الجد فضل الجبالي الذي بعث من جديد ليأخذ من الأغنياء ليعطي الفقراء ويضع الطعام تحت رؤوسهم .. وفي المقابل نجد شخصية أم فضل البائسة المسكينة التي كانت تشكك في إمكانية التصدي للمفسدين نجد أن شخصيتها تتطور - عندما عذب زوجها وكاد يتعرض للموت - وتحرض الفقراء والمساكين والجوعى على مواجهة فرج واقتحام المخازن للحصول على الطعام وتحرير زوجها الرمز في هذه الحارة .. ويتم على يدها تخليص الحارة من فرج رمز الشر في الحارة .
وينتهي الفيلم برمز واضح .. يرجم الجوعى فرج بالحجارة وكأنه الشيطان الذي يرجمه الحجاج في مناسكهم .. يسقط الشيطان - فرج - قتيلا بعد أن سقطت شومته التي كان يستند إليها ويضربهم بها .. تطالبهم أم فضل بتقطيع جذوع الأشجار ليصنعوا منها شوما ملكا لهم (علشان إرادتنا تبقى في إيدينا .. لازم لقمتنا تبقى من إيدينا .. ويكون سلاحنا من إيدينا )
*****
رحم الله أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه عندما قال حكمته المأثورة ( ما جاع فقير إلا بتخمة غني ) الكل يعاني: الفقير من الجوع والغني من التخمة .. ورحم الله الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال ( إن الله استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم ونوفر حاجاتهم ونؤمن خوفهم .. فإن لم نفعل فلا طاعة لنا عليهم ) .. وصدق أبا ذر الغفاري رضي الله عنه عدو الثروات ( عجبت لمن لا يجد القوت في بيته .. كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه ) ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاه عن حمل سيفه في وجوه الأمراء وإن لم يمنعه عن أن يحمل عليهم في الحق بلسانه البتار .
*****
ليست هذه هي انتفاضة تونس الأولى فقد سبقتها انتفاضة الخبز عام 1984 وانتفاضة قفصة في الجنوب عام 2008 .. نفس الوضع في مصر ففي يناير 1952 كانت انتفاضة الشعب وحريق القاهرة ثم ثورة يوليو وبعدها بربع قرن تماما كانت انتفاضة يناير 1977 وبعدها بربع قرن تماما عام 2002 كانت مصر مرشحة لانتفاضة الجياع والمحرومين لولا تدخل الدول الدائنة لإنقاذ النظام المصري في مؤتمر بشرم الشيخ أوصى بإعادة الجدولة وحقنة مسكنة حجمها اثنين مليار دولار .. ولكن نفذ تأثير المسكنات قبل مرور ثمان سنوات فكانت ثورة الغضب 2010 !!!! .. ثورة سياسية بمطالب سياسية واقتصادية واجتماعية توجت آلاف الاحتجاجات الاجتماعية منذ 2006 وحتى تاريخه.
رياح الثورة والغضب والسخط - في مصر وتونس - عمت كافة البلاد والمناطق: المناطق الراقية والمناطق الأكثر تخلفا والأشد معاناة من الفقر والبطالة والعشوائية ، المحافظات الريفية والحضرية والبدوية ، وكان الشباب هم وقود ومحرك وشرارة هذه الثورة والذين جمعوا أنفسهم عبر الانترنت ورسائل المحمول واللقاءات المكثفة ، انتفاضة ثورية عفوية ولكنها فاقت أكثر الثورات تنظيما. جهد القوى السياسية والنخبة لم يضع سدى فإن لم تكن هي الفاعلة إلا أنها هي التي رفعت الوعي السياسي والوطني لهؤلاء الشباب.
وفي مصر وتونس فإن انتفاضة الغضب فاجأت الجميع - نخبة وقوى سياسية ونظام وحكومة وأمن - فتحولت من يوم الغضب إلى انتفاضة إلى ثورة الغضب
*****
هذه الانتفاضة ضحدت المقولات المتخاذلة والمثبطة للهمم التي يرددها بعض النخبة وهم يطرقعون أصابعهم ويمصمصون شفاهم - أمام أجهزة التلفاز - باتهامهم للشعب المصري بالتخاذل والخنوع والضعف وقبوله للظلم.
وها هو شعب مصر متمثلا في شبابه يؤكد على ما يلي:
• إن صمت شعب مصر طويل وصبره أطول ولكن غضبته مدمرة وثورته عارمة
• إن شعب مصر وحدة واحدة, فقد التحم أقباط مصر من مسلمين ومسيحيين في هذه الثورة رغما عن قيادات المؤسسات الدينية التي خذلت وثبطت الهمم. كما أن الأجهزة الأمنية رغم ممارساتها القمعية إلا أن الغالبية من ضباط وجنود الشرطة كانت مع الشعب إضافة إلى الجيش الذي انحاز إلى الشعب.
• ورغم عفوية الثورة إلا أنها كانت تفرق وتميز - بكل الإرث الحضاري للشعب المصري - فرقت بين المباني العامة والخاصة، فرقت بين مقار الحزب الوطني المعادي لها فأحرقتها كما أحرقت عشرات الأقسام ومقار أمن الدولة وبين المدارس والمصانع والمستشفيات والتي لم تقترب منها بل وصانتها ، حتى أن شباب الأحياء الراقية أحضروا المقاعد وأواني الشاي وجلسوا بجوار السيارات والمحلات لحمايتها من البلطجية واللصوص الذين اندس بعضهم في التظاهرات.
• العمق الحضاري للشعب المصري والذي بدا واضحا جليا في قيام آلاف المتظاهرين بتشكيل درع بشري حول المتحف المصري لحمايته وفي قيام جماهير المتظاهرين بتبادل التحية مع رجال الشرطة عند انسحابهم من مسرح الأحداث وقيام نفس الجماهير بتحية جيش مصر الذي طالما انحاز لصفه.
تحية لشعب مصر وثورته
غفر الله ورحم بوعزيزي وخالد سعيد مفجرا الثورة
وحمى الله مصر من الفتن
ومن عليها بالاستقلال والحرية والأمن والعدالة الاجتماعية
والحمد لله
28 يناير 2011

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

مفجر الثورة الحقيقي كتيبة حزب العمل بكل رجالها هم حكماء الثورة وفلاسفتها ا/مجدي حسين ود/مجدي قرقر
من محمد عفيفي

إرسال تعليق

د. مجدي قرقر © 2008 | تصميم وتطوير حسن