"عن شهيد الإسكندرية خالد سعيد"
إجرام ما بعده إجرام
وفجر ما بعده فجر
د. مجدي قرقر
Qorqor52@yahoo.com
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع "أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت"
هل يؤمن الطغاة والجناة بأنهم سيلقون ربهم؟ وإذا آمنوا هل يؤمنون بأنهم سيسألون عن أعمالهم؟ .. حبيب العادلي عليه أن يقدم أحد البديلين التاليين
إما أن يقدم المجرمين للعدالة
وإما أن يقدم استقالته لرئيس الوزارة
إذا لم يحدث أي من الاحتمالين فليقم بهما غيرهما
إما أن يتحرك الشعب ومعه المنظمات الحقوقية بتقديم المجرمين للعدالة
وإما أن يتحرك نواب المعارضة والقوى السياسية للضغط باتجاه إعفاء العادلي
وإذا لم يحدث هذين الاحتمالين أيضا نكون قد فقدنا الأربعة احتمالات الممكنة وتفسد الحياة
"ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون"
يقول صاحب الظلال رحمه الله "والحياة التي في القصاص تنبثق من كف الجناة عن الاعتداء ساعة الابتداء . فالذي يوقن أنه يدفع حياته ثمنا لحياة من يقتل . . جدير به أن يتروى ويفكر ويتردد . كما تنبثق من شفاء صدور أولياء الدم عند وقوع القتل بالفعل . شفائها من الحقد والرغبة في الثأر . الثأر الذي لم يكن يقف عند حد في القبائل العربية حتى لتدوم معاركه المتقطعة أربعين عاما كما في حرب البسوس المعروفة عندهم . وكما نرى نحن في واقع حياتنا اليوم , حيث تسيل الحياة على مذابح الأحقاد العائلية جيلا بعد جيل , ولا تكف عن المسيل.
وفي القصاص حياة على معناها الأشمل الأعم . فالاعتداء على حياة فرد اعتداء على الحياة كلها , واعتداء على كل إنسان حي , يشترك مع القتيل في سمة الحياة . فإذا كف القصاص الجاني عن إزهاق حياة واحدة , فقد كفه عن الاعتداء على الحياة كلها . وكان في هذا الكف حياة . حياة مطلقة . لا حياة فرد , ولا حياة أسرة , ولا حياة جماعة . . بل حياة.
ثم - وهو الأهم والعامل المؤثر الأول في حفظ الحياة - استجاشة شعور التدبر لحكمة الله , ولتقواه ( لعلكم تتقون ) هذا هو الرباط الذي يعقل النفوس عن الاعتداء . الاعتداء بالقتل ابتداء , والاعتداء في الثأر أخيرا . . التقوى . . حساسية القلب وشعوره بالخوف من الله ; وتحرجه من غضبه وتطلبه لرضاه .. إنه بغير هذا الرباط لا تقوم شريعة , ولا يفلح قانون , ولا يتحرج متحرج , ولا تكفي التنظيمات الخاوية من الروح والحساسية والخوف والطمع في قوة أكبر من قوة الإنسان !
إذا لم تحث أي من الاحتمالات الأربعة ويتم القصاص تفسد الحياة "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون"
وفجر ما بعده فجر
وإذا كان قتل جنود حبيب العادلي لخالد سعيد صبحي "إجرام ما بعده إجرام" فإن بيان وزارة الداخلية "فجر ما بعده فجر" حيث ادعى مصدر أمني مسئول !!!!!!!!! بأن حقيقة الواقعة تمثلت في أن فردى شرطة من قوة وحدة مباحث قسم سيدي جابر بالإسكندرية خلال ملاحظتهما للحالة الأمنية قد شاهدا المحكوم عليه "خالد محمد سعيد صبحي" يرافقه أحد أصدقائه ولدى توجهما لضبطه بادر المذكور بابتلاع لفافة تبين بعد ذلك أنها تحوى مادة مخدرة مما ترتب عليه حدوث اختناق أسفر عن وفاته. وأضاف بيان المصدر الأمني أن وفاة صبحي بعد تعاطيه لفافة مخدرة أكدتها على نحو قاطع تحقيقات النيابة في الواقعة والتي توافقت مع نتيجة التقرير المبدئي للطب الشرعي الذي تضمن أن الوفاة نتيجة اسفكسيا الخنق نتيجة انسداد القصبة الهوائية باللفافة التي حاول ابتلاعها. وأضاف المصدر الأمني أن المذكور كان مطلوباً لتنفيذ حكمين بالحبس حيث سبق ضبطه في أربعة قضايا سرقات وحيازة سلاح وتعرض لأنثى كما أنه مطلوب في القضية رقم 333 لسنة 2008 للهروب من الخدمة العسكرية، فضلاً عما تضمنته أقوال والدته في التحقيقات من أنه معتاد تعاطى المواد المخدرة.
ونوه المصدر الأمني إلى أن تلك الادعاءات المُغرضة قد تغافلت عن عمد جميع الحقائق وتمادت في الترويج للكذب والتضليل، في محاولة للإساءة لجهاز وطني يضطلع بمهامه رجال الشرطة بكل مثابرة ودأب التزاما بواجبهم بالإسهام في تنفيذ القانون وحماية المصالح العامة والخاصة، بل وذهب الأمر إلى حد أبعد يستهدف الإساءة لأوضاع حقوق الإنسان بالبلاد بتنظيم وقفات احتجاجية والدعوى للتظاهر وتوجيه رسائل إلكترونية لدوائر رسمية وغير حكومية أجنبية تطالب بوقف التعاون مع مصر لانتهاكها حقوق المواطنين.
هكذا الأمن "فل الفل" ونحن الشعب "اللي وحشين" وخونة ومتآمرين على هذا الجهاز الوطني الذي يعيث في الأرض فسادا وتقتيلا في مواطنيه – منتهى الوطنية. ورغم تأكيدات المصدر الأمني المسئول بأن الوفاة نتيجة اسفكسيا الخنق وانسداد القصبة الهوائية باللفافة التي حاول ابتلاعها فإن هذا أحد عجائب مصرنا العجيبة فهذه أول مرة نعرف أن اسفكسيا الخنق تسبب تكسير الأسنان وتحدث تشوهات بالوجه وهناك ملايين ماتوا خنقا ولكن أيا منهم لم تنكسر أسنانه ولم يشوه وجهه. ولأن مصادر الداخلية لا تترك شاردة أو واردة دون تفنيد سارعت بالرد أن تكسير الأسنان وتشويه الوجه والكدمات التي تعلوه هو نتيجة لسقوط جثة «خالد» من فوق ترولي الإسعاف أثناء نقله إلي المستشفي!!.. هل سمع أحدكم باستخفاف مثل هذا الاستخفاف؟ لماذا يتعاملون معنا كشعب من الأغبياء؟. مشكلة خالد سعيد أنه دخل عش الدبابير عندما وصله كليب يصور بعض رجال الشرطة بأحد أقسام الإسكندرية وهم يقتسمون الأموال التي صادروها أثناء ضبطية مخدرات!!
أعود فأقول "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون"
وإن لم يكن القصاص فستفسد الحياة وتهلك مصر مصداقا لقول رسولنا الكريم
"إنما هلك من كان قبلكم انه إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"
0 التعليقات:
إرسال تعليق