كتبت- شيماء جلال:
أكد عددٌ من الخبراء والسياسيين أن البرنامج السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشورى بمثابة خطوة على الطريق الصحيح، مشدِّدين على أنه جاء منبثقًا من أحلام وآمال طبقة عريضة من القوى الوطنية في المجتمع المصري، وأنه بداية لنهاية نظام الحكم الواحد الذي يمارسه الحزب الوطني.
وأشاد الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل، بالبرنامج السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في انتخابات الشورى القادمة، مؤكدًا أنه يأتي متسقًا مع الرؤى الوطنية للتغيير والإصلاح الذي تنشده جموع المصريين في ظلِّ عهد كبت الحريات، وتكميم الأفواه، وتزوير الانتخابات.
واختلف مع المعارضين لشعار "الإسلام هو الحل" مبينًا أنه شعار يحمل فكر ورؤى جماعة إصلاحية عمرها أكثر من 80 عامًا، فضلاً عن أنه لا يجوز بأي شكلٍ من الأشكال التنازل عن شعار خاص بانتخابات مجالس تشريعية تطرح رؤى وأفكار إصلاحية ضد الفساد.
وعلَّق قرقر على ما جاء في البرنامج السياسي للإخوان فيما يتعلق بالحريات وأهمية ضمان حقوق الإنسان قائلاً: "بالفعل نحن نحتاج لإطلاق حريات الرأي والتعبير والتفكير، كفى عصا الاعتقالات التي يُلَوَّح بها من وقت لآخر وقوانين الطوارئ التي يستخدمها الحزب الوطني للتغطية على أخطائه".
 |
| د. مجدي قرقر |
وحول تعديل المادة (76) التي تعوق ترشح المستقلين للانتخابات الرئاسية، وتعديل المادة (77) وإلغاء المادة 179 أوضح قرقر أنه تعديل في صميم العملية الإصلاحية، وأنه يأتي متوافقًا مع مطالب القوى الوطنية، مؤكدًا أنه بذلك سيجمع البرنامج جميع القوى على قلب رجلٍ واحد من أجل مصلحة الأوطان.
ونفى د. قرقر أن يكون الإخوان مجحفين لحقوق الإخوة المسيحيين في برنامجهم الانتخابي، مشيرًا إلى أن ما قاله الإخوان في برنامجهم بشأن أن المصريين (مسلمين ومسيحيين) جزءٌ متلاحم ومتكامل من النسيج الوطني، متساوون في كافة الحقوق دون تمييز أو تفرقة وفق مبادئ الإسلام وقواعده يعد أمرًا سليمًا وصحيحًا بنسبة 100%.
ويضيف قائلاً: "إن الشريعة الإسلامية تضمن العدل لجميع المواطنين بلا تمييز، وأن الإسلام يعمل على توفير الحقوق لكل فرد، علاوةً على أن الشريعة الإسلامية تمنح السيادة للشعب، ومن ثَمَّ سيحصل الإخوة المسيحيون على جميع حقوقهم تحت شعار الإسلام هو الحل".
من جانبه يبدي المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض السابق وعضو الأمانة العامة للجمعية الوطنية للتغيير كامل تأييده للبرنامج السياسي والإصلاحي لجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن ما جاء به البرنامج هو بمثابة حزمة من المطالب كانت تطالب بها قاعدة عريضة من المجتمع المصري تَشْعُر بالظلم وغياب العدالة.
 |
| المستشار محمود الخضيري |
وأكد المستشار الخضيري أن طرح الإخوان لتشكيل لجنة مستقلة من الهيئات القضائية غير القابلة للعزل بمثابة الضمان لمنع تزوير الانتخابات، وبادرة للإصلاح المنشود.
ودعا إلى الالتفاف حول رؤى البرنامج الإصلاحية من أجل تحقيق التغيير الذي نسعى له منذ وقتٍ بعيد.
ومن ناحيته أعلن الدكتور جورج إسحاق أحد قيادات الحركة المصرية من أجل التغيير تأييده لما جاء في البرنامج الانتخابي لجماعة الإخوان المسلمين بشأن تشكيل لجنة قضائية تشرف على الانتخابات لضمان نزاهتها.
ورحَّب بمقترح الجماعة في تحديد مدة الرئاسة لعامين فقط وابتعاده عن إطار حزبي، مشيرًا إلى أنها خطوة سليمة لكي يتوافر التعددية، وفي الوقت ذاته يتمكن الشعب من اختيار من يرشحه وليس الحزب الخاص بالأغلبية.
 |
| د. جورج إسحاق |
ووصف المستشار مرسي الشيخ وكيل حزب الغد السابق برنامج جماعة الإخوان المسلمين فيما يتعلق بالشق السياسي والإصلاحي بأنه جيد ومناسب بدرجة كبيرة في الحياة السياسية، ملمحًا إلى أنه يتسم بكونه يتماشى مع مطالب القوى السياسية والمعارضة فيما يتعلق بالإصلاحات الدستورية والتغيير، وإقرار مبدأ التعددية، وإتاحة الفرصة للمواطن لاختيار مَن يرشحه.
ويتوقع أن يحقق برنامج الإخوان الانتخابي نجاحًا كبيرًا بين جموع المواطنين، مضيفًا أنه وضع ضمن أولوياته حقوق الإنسان دون تمييز، وكذلك وضع أسسًا تكفل ضمان نزاهة الانتخابات من خلال تشكيل لجنة قضائية تشرف على العملية الانتخابية من الترشيح وحتى إعلان النتائج.
وتمنى المستشار الشيخ أن لا يتسبب النظام في مضايقات للإخوان بشأن إقرار وتنفيذ برنامجهم على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن تلك المصادمات ستقوِّي من صلب فكرة البرنامج الانتخابي أكثر مما تضر به.
0 التعليقات:
إرسال تعليق